لماذا لا تنتخب النساء نساء.. سؤال يشغل الكويتيين

مجلس ذكوري غابت عنه اللمسة النسائية يثير الاستياء على مواقع التواصل في الكويت.
الاثنين 2020/12/07
أنتخب فقط

أثار غياب العنصر النسائي عن “مجلس الأمة” في الكويت، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. وعكف الكويتيون على تحليل الأسباب التي تجعل النساء لا ينتخبن نساء.

الكويت – انشغل الكويتيون على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد بتحليل النتائج التي أسفرت عنها “انتخابات مجلس الأمة 2020”.

وأسدل الستار على الانتخابات التشريعية في الكويت أو ما يُعرف بـ”انتخابات مجلس الأمة 2020”، والتي أسفرت نتائجها الأولية عن غياب العنصر النسائي في البرلمان، إذ لم تنجح أي نائب من النساء بحجز مقعد لها، بما في ذلك صفاء الهاشم التي أثار عدم نجاحها ردود فعل متباينة نظرا لتصريحاتها المثيرة للجدل حول الوافدين.

وشهدت الانتخابات النيابية في الكويت، إقبالا لافتا للنساء في مختلف الدوائر الانتخابية للإدلاء بأصواتهن. ووثقت مواقع التواصل ووسائل الإعلام التي غطت عملية الاقتراع الحضور النسائي الهام في الدوائر الخمسة.

ومن بين مقاطع الفيديو اللافتة التي تداولتها حسابات محسوب بعضها على الإخوان، أثنوا فيها على مشاركة حشد كبير من النساء المنتقبات في الانتخابات، بدَوْن وكأنهن، وفق ما قال بعض المغردين، “يغزون مكاتب الاقتراع في آخر لحظة سعيا إلى تغيير النتيجة”. ووصفهن إعلامي بـ”الجيش الأسود”.

واحتفل بعض المغردين بالقول “وصل من سيغير موازين لعبة الانتخابات”. واعتبر بسام الشطي أستاذ بقسم العقيدة والدعوة بجامعة الكويت:

ويستخدم مغردون محسوبون على التيار المتشدد خطابا عاطفيا قوامه “التباكي على الإسلام الذي ضاع” واستذكار فتاوى من هب ودب ممن يطلقون عليهم تسمية “العلماء”.

وقال مغردون إنه رغم المشاركة النسائية الكبيرة في التصويت لم تسفر عن نجاح أي مترشحة وهو “دليل على عدم اقتناع المرأة بدور المرأة”.

واعتبر آخرون أن الأمر يعود إلى العادات والتقاليد وامتثال أغلبية الناخبات لأوامر أزواجهن أو آبائهن أو ذويهن من الرجال في التصويت، مؤكدين أن “العدو الحقيقي للمرأة هي التنشئة الاجتماعية التي حوّرت مشاعرها تجاه نفسها”.

وقالت المحامية نيڤين عبدالواحد معرفي:

وقال الكاتب الكويتي عبدالعزيز القناعي إن غياب المرأة عن مجلس الأمة، هو “حالة خذلان كبيرة، وتراجع فكري وحضاري كبيرين”. وأضاف في تغريدة  أن هذا الشيء جاء بسبب: “استمرار النظرة الدونية للمرأة، وقصور مباشر في دعم جهود وتمكين المرأة الكويتية، على مستوى التعليم والمجتمع والتيارات السياسية والمدنية وجمعيات النفع العام”.

وتابع القناعي وهو الذي أعلن عن تصويته لامرأة في الانتخابات الحالية

من جانبها، قالت أستاذة الأدب والتحليل النفسي بجامعة الكويت، هيفاء السنعوسي:

HaifaAlSanousi@

الأمر اللافت للنظر أنّ الشعب الكويتي قرر استبعاد المرأة من مجلس الأمة 2020. وقد لعبت المرأة الكويتية دوراً كبيراً في الانتخابات. ومن الواضح أنها -وليس الرجل فقط- قد قررت استبعاد النساء عن المجلس. وهذا مؤشر نفسي يعكس ثقتها بالرجل بشكل كبير في تمثيلها بالمجلس.

#مجلس_الأمة2020

ولم يصل إلى المجلس منذ 2006 إلا 6 نواب نساء، وهن؛ معصومة المبارك وأسيل العوضي ورولا دشتي وذكرى الرشيدي وسلوى الجسار وصفاء الهاشم، رغم العدد الكبير من الناخبات، لكن أصواتهن تذهب لنصرة الرجال.

واعتبر مغردون أن الوقت حان لتطبيق نظام الكوتا. وقالت الكاتبة الكويتية دلع المفتي في هذا السياق:

واعتبر حساب:

BoJaij@

مع وجود نائب رئيس أميركي عدم وجود أي نائب كويتية ليس في صالحنا كدولة ومجتمع.. معلش بس الغضب من أداء السابقات لا يعني بأن المرأة الكويتية غير قادرة على التفوق على الرجل في تمثيل الشعب.. نتمنى تعويض هذا النقص الكبير عن طريق تعيين وزيرات جديدات.

وكتب معلق:

واختلفت ردود الأفعال بين مرحب بالنتيحة ومنتقد لها. وكتب مغرد:

HouliNew@

مجلس “أمة”.. نصف أمته غير ممثلة فيه! مجلس نيابي بلا نساء.. هو مجلس لا يمثل الأمة أبدا! وإن ادعى أعضاؤه غير ذلك! #انتخابات_مجلس_الأمة_2020.

اعتبر آخر:

jaber_s_91@

ما يصح إلا الصحيح. مجلس بلا نساء #مجلس_الأمة.

وغرد الكاتب السعودي عبدالله العلمي قائلا إن “التخوف من فوز ونجاح المرأة في العالم العربي حالة مَرَضية مستعصية”.

قال مغردون إن عدم نجاح النساء سببه تجارب النساء السابقات في مجلس الأمة.

وقال معلق

وكان أكثر ما ركز عليه المغردون عدم نجاح صفاء الهاشم، الذي أثار موجة من ردود الفعل المتباينة، فقد عبر عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن سعادتهم بهذه النتيجة في حين حزن آخرون على سقوطها في الانتخابات.

وكانت الهاشم قد اشتهرت بخطابها الشعبوي المعادي للوافدين في بلادها، إذ طالبت بعدم منح الوافدين رخصا لقيادة السيارات وفرض ضريبة على مشيهم في الطرقات.

وألف الكويتيون الهاشم ومداخلاتها الساخنة في الجلسات وأسلوبها الخاص في النقد السياسي، وتسريحة شعرها الفريدة، فكانت ثماني سنوات كافية للربط بين الهاشم والإثارة والجدل.

وحلت الهاشم في المرتبة الثلاثين بحصولها على 430 صوتا فقط، متأخرة حتى عن المرشحة الجديدة شيخة الجاسم التي خسرت بدروها حيث حلت في المرتبة الـ25.

وسخر مغرد:

وخطاب المطبخ منتشر بكثرة على تويتر للاستنقاص من قيمة المرأة في إشارة إلى أن دورها يقتصر على الطبخ.

19