لماذا صوتت النساء لترامب؟

التصويت أثبت أن ترامب ليس عدوًا للمرأة، أو هو عدو محبب، على الأقل بالنسبة لنصف نساء أميركا.
الجمعة 2024/11/08
شريحة واسعة من النساء يتفقن مع مواقف ترامب المحافظة

في النهاية، لم تقاطع النساء الأميركيات المرشح الجمهوري دونالد ترامب. منحنه نسبة 44 في المئة من أصواتهن. من استمع إلى تعليقات وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات بأيام قليلة اعتقد أن ترامب لن يحظى بأي صوت من الأصوات النسائية، بما فيها صوت زوجته.

التصويت أثبت أن ترامب ليس عدوًا للمرأة، أو هو عدو محبب، على الأقل بالنسبة لنصف نساء أميركا. وكان ترامب قد واجه في عام 2016 موقفًا مماثلًا مع هيلاري كلينتون، حينها كان ترامب مبتدئًا في السياسة، بينما هيلاري ضليعة في هذا المجال.

في المناسبتين، خاض ترامب الصراع أمام المرأة، وفاز بالمناسبتين. فما السر وراء ذلك؟

يقول البعض إنها الكاريزما وقوة الشخصية، وهي من الصفات التي تعجب بها النساء في الرجال. ويقول آخرون إن السر يكمن في الطبيعة المحافظة للشعب الأميركي، وأن شريحة واسعة من النساء يتفقن مع مواقف ترامب المحافظة، خاصة في ما يتعلق بقضايا مثل الإجهاض، فهي تتماشى مع قيمهن الدينية والأخلاقية.

ما زال الأميركيون يواظبون على الذهاب إلى الكنائس 36 في المئة منهم يحضرون الخدمات الدينية أسبوعيًا، بينما نسبة حضور الفرنسيين والبريطانيين للكنائس يوم الأحد منخفضة جدًا ولا تتجاوز 5 في المئة في كلا البلدين.

وللتأكيد على ارتباطهم بالقيم الدينية، طبع الأميركيون عبارة “نحن نؤمن بالله” على عملتهم المعدنية خلال الحرب الأهلية عام 1864، وتم اعتماد العبارة شعارًا رسميًا على جميع العملات الورقية الأميركية عام 1957. باستثناء المملكة المتحدة التي وضعت على عملتها عبارة Fidei Defensor باللغة اللاتينية، وتعني “مدافع عن الإيمان”، وهو لقب يُستخدم كجزء من ألقاب الملك أو الملكة، لا توجد دولة أوروبية أخرى التزمت بمثل هذا التقليد.

هذه التفسيرات يجب ألا تنسينا حقيقة أخرى أكثر أهمية، وهي أن المرأة مواطن أميركي أولا وأخيرا، لديها مخاوف وطموحات استطاع ترامب أن يلامسها في حملته الانتخابية، بينما فشلت كامالا هاريس في تقديم إجابات لهذه المخاوف، أو لم تنجح في إقناع الناخبين، ومن بينهم النساء، بأنها قادرة على الإيفاء بها.

“أميركا أولًا” قد تكون كلمة السر التي استخدمها ترامب شعارًا في حملته ولاقت تجاوبًا من النساء قبل الرجال.

بوصفها أكبر قوة في العالم اقتصاديًا وعسكريًا، تثير الولايات المتحدة عداوة وأطماع أطراف عديدة، على الأقل هذا ما يعتقده الأميركيون، الذين ينتظرون أن تأتيهم الكوارث من الخارج، لذلك هم بحاجة إلى حكومة قوية تستطيع أن تقف في وجه التهديدات، حكومة تضع مصالح البلاد فوق كل اعتبار.

أميركا ومن بعدها الطوفان، هذه هي سياسة ترامب. مصلحة أميركا فوق كل اعتبار، حتى ولو كان هذا الاعتبار هم الحلفاء الأوروبيين وحلف الناتو نفسه.

جعل ترامب من قضية الهجرة غير الشرعية محورًا رئيسيًا في حملته، مشددًا على ضرورة تأمين الحدود وفرض عقوبات صارمة على المهاجرين غير الشرعيين “الذين يرتكبون جرائم”. واستغل الاضطرابات في بعض المدن الأمريكية ليعزز رسالته حول ضرورة فرض النظام والقانون، ملقيًا باللوم على رؤساء البلديات الديمقراطيين في انتشار الفوضى.

نجح ترامب في تقديم نفسه مرشحا للتغيير، مستفيدًا من عدم رضا الناخبين، نساء ورجال، عن الوضع الحالي للبلاد تحت قيادة الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس.

18