لماذا إلى اليوم لم يترجم ابن زيدون إلى الإسبانية

قدم الأكاديمي العراقي وليد صالح الخليفة العديد من الترجمات الهامة لأدباء عرب إلى اللغة الأسبانية، في ترجمة عكسية مطلوبة بشدة اليوم لفتح الآفاق أمام الثقافة العربية في لغات أخرى وإخراجها من دور التأثر إلى التأثير. "العرب" حاورت الخليفة للتعرف على منجزه وتجليات رؤاه وأفكاره وحضوره الثقافي بين الثقافتين العربية والإسبانية.
نصف قرن ويزيد منذ خروج الناقد والمترجم والأكاديمي وليد صالح الخليفة من العراق عام 1978 لأسباب سياسية متجها إلى المغرب، حيث عمل بمركز تكوين المعلمين في البداية ثم انتقل محاضرا في جامعة فاس، ومنها إلى إسبانيا حيث أنجز دراسته العليا ونال شهادة الدكتوراه من جامعة أوتونوما بمدريد سنة 1990 والتي أصبح أحد أساتذتها بعد ذلك، ويتدرج السلك الأكاديمي ليحتل منصب رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية الفلسفة والآداب في جامعة مدريد المستقلة.
وقد حفلت هذه المسيرة العلمية بثراء وتنوع شمل مؤلفات وترجمات من العربية إلى الإسبانية والعكس، وبحوثا في شؤون المجتمع العربي وفي الثقافة والدين والسياسة. كل ذلك فضلا عن تفاعل ونشاط ثقافيين واسعين رسخا لمكانته البارزة في الثقافتين العربية والأسبانية.
جهود فردية
بداية الحديث مع وليد صالح الخليفة كانت من أحدث ترجماته للإسبانية والمتمثلة في قصيدة جميل صدقي الزهاوي “ثورة أهل الجحيم” وأهميتها في ضوء أن القصيدة تمضي باتجاه رسالة الغفران للمعري ومن بعده الإيطالي دانتي صاحب الكوميديا الإلهية، يقول لـ”العرب”، “إن ‘ثورة أهل الجحيم’ للزهاوي ملحمة يزيد عدد أبياتها عن الأربعمئة نظمها على الوزن الخفيف وبقافية الراء. تمثل رحلة الشاعر بعد موته إلى العالم الآخر وهو بين الشك واليقين، بين الإيمان والإلحاد، منطلقا من الاعتقاد الديني بوجود الجنة والنار، لكنه خلال رحلته تلك يتأمل ويراقب ويحلل من خلال بصر ثاقب وبصيرة حادة وناقدة لا تبقي على شيء مما جرى عليه التقليد الإسلامي على اعتباره من المسلمات التي تكون خاتمة لحياة الإنسان”.
ويذكر أن الزهاوي نشر قصيدته هذه عام 1929 فأثارت ضجة وكان لها صدى كبير في العراق وفي الشرق عموما، إذ تعرّض لها الكثير من الكتاب مدحا وقدحا. غضبت عليه طبقة المتعلمين المحافظين ونددوا به وشكوا أمره للملك فيصل الأول والذي عاتبه على نشره تلك القصيدة فردّ عليه الزهاوي مازحا “ماذا أصنع يا سيدي، عجزت عن إضرام الثورة في الأرض فأضرمتها في السماء”. وترجمة القصيدة باللغة الإسبانية سبقتها ترجمة باللغة الإنجليزية قام بها قبل سنوات فراس مسوح، أحد المثقفين العرب المقيمين في أستراليا.
تنتقد القصيدة ضمنا النظرة السلفية للدين، وهي التي كانت شائعة في زمنه. فبعد وفاة الشاعر ودفنه يأتيه الملكان منكر ونكير كي يمتحناه في فكره وعقيدته فيسألانه عن رأيه في الدين والعلم والحجاب والسفور وغير ذلك فيقرران إلقاءه في الجحيم. لكنهما إمعانا في تعذيبه يأخذانه إلى الجنة كي يدرك ما خسره لتمرده على التقاليد. يجد الشاعر أن جميع ساكني الجنة هم من البُله والحمقى. بعدها يساق إلى الجحيم فيجده مليئا بالفلاسفة والعلماء والكتاب والمخترعين مثل سقراط وأفلاطون والكندي وشكسبير والخيام وروسو ونيوتن ودارون والمعري والحلاج وقيس وليلى وغيرهم.
هناك ينعقد اجتماع سياسي وعلميّ لهؤلاء العباقرة يؤكد فيه أرسطو على ضرورة الصبر حتى يجف النفط وتنطفئ النار. غير أنّ هؤلاء العلماء يقررون إطفاءها بالعلم فيخترعون أداة حديثة لإخمادها. ثم تبدأ ثورتهم وتدور معركة طاحنة مع الملائكة فينتصرون عليها ويجبرونها على أخذهم إلى الجنة كي يطردوا ساكنيها البلهاء ويتمتعوا بخيراتها. تمثل القصيدة ثورة عارمة على أنماط التفكير التي كانت سائدة في زمن الزهاوي عن السياسة والدين والعلم والمرأة وغيرها. وهي أيضا انتصار للعلم الحديث والمعرفة ضد السفسطة والخرافات.
أما تأثير رسالة الغفران للمعري في القصيدة فهو أمر لا يقبل الجدال على الرغم من الفوارق بين العملين. كان الزهاوي مغرما بشخصية المعري وبأعماله. والمعري حاضر في قصيدة الزهاوي وهو الذي يقود جماهير الثوار من أجل التحرر والخلاص من الظلم الذي لحق بأهل النار رغم كونهم يمثلون الطبقة النيرة من المجتمع. أما عن الكوميديا الإلهية لدانتي فإن هناك احتمالا كبيرا بأن الزهاوي اطّلع عليها مترجمة باللغة التركية. فالشاعر لم يكن يجيد التحدث بأي لغة أوروبية، لكنه كان على علم بالفارسية والتركية. وكان يقرأ الكثير من النتاج الأدبي والعلمي العالمي بلغة العثمانيين.
ويؤكد الخليفة أن الزهاوي لم يكن شاعرا فقط لكونه أيضا كان مفكرا وسياسيا ومناضلا وفيلسوفا ومنافحا عن الحق والحرية ومدافعا عن حقوق المرأة العراقية والشرقية عموما. سبق الزهاوي زمنه بمراحل، فبالرغم من وفاته قبل ما يقرب من تسعة عقود فإن الأمور التي كان يتناولها في كتاباته ويحاول تغييرها وإصلاحها ما زالت حيّة في يومنا هذا: الاستعمار، تسلط رجال الدين على رقاب الأمة، التراث المقيت الذي لا يسمح للشعوب العربية والشرقية عموما بالتنفس، التخلف الاجتماعي، العادات والتقاليد البغيضة والمتجذرة، التعصب الديني والطائفي، إلى ما هنالك من ممارسات وأفكار تعيق التطور والتقدم.
ويذكر كيف أعجب به طه حسين فقال في رثائه “لم يكن الزهاوي شاعر العربية فحسب ولا شاعر العراق، بل شاعر مصر وغيرها من الأقطار. فقد كان مربيا لهذا الجيل الشعري، إذ كان شاعر العقل ومعرّي هذا العصر”. الزهاوي موسوعة أدبية وفلسفية وعلمية. ترك الكثير من النصوص منها الشعري ومنها النثري. فبالإضافة إلى ديوانه المطبوع فإن له كتبا مثل الكائنات والخيل وسباقها والخط الجديد والجاذبية وتعليلها ورواية ليلى وسمير وغير ذلك. تولّى الزهاوي العديد من المناصب سواء خلال مرحلة الاستعمارين العثماني والبريطاني أو في عهد الحكومة الوطنية.
وحول إغفال الترجمة الأوروبية عادة لأسماء مجددة في الفكر والأدب العربي المعاصر كما عليه حال الزهاوي أو أحمد شوقي أو الرصافي، يشير إلى أن ذلك يعود إلى التخبط في اختيار النصوص المترجمة وانعدام الخطط المتقنة والواضحة. تقع مسؤولية ذلك على المؤسسات الحكومية المختصة والجامعات ودور النشر.
ويضيف “للترجمة صلة وثيقة بالسياسة العامة للبلدان وبالمشاريع الثقافية. فكلما كانت العلاقات السياسية والثقافية سلسة وميسورة كلما نشطت حركة الترجمة بين الثقافات المختلفة. فعلاقة العالم العربي بالغرب متوترة بشكل عام لأسباب معلومة منها بقايا آثار الاستعمار الغربي في المنطقة ودعم إسرائيل وتهميش قضية فلسطين ثم الحس العنصري والتعصب، كل ذلك يخلق نظرات يشوبها الاستعلاء والإهمال وبالتالي اعتبار الثقافة العربية أدنى من الثقافات الغربية”.
ويتابع الخليفة “مع أن إسبانيا تختلف نوعا ما عن غيرها من البلدان الغربية في صلاتها ببلدان العالم العربي بحكم التعايش الطويل في الأندلس، فإن القائمين على الشؤون الثقافية نادرا ما يعيرون أهمية لهذا الواقع. غير أن هناك طبقة من المثقفين وأساتذة الجامعات ممن يقدرون اللغة والأدب العربيين ويحاولون تقديمهما للقارئ الإسباني من خلال الدراسات والتراجم. وقد تكون مدرسة المترجمين بطليطلة النموذج الإيجابي لمثل هذا النشاط، حيث عملت على ترجمة الكثير من الأعمال الأدبية وتقوم بدعوة مؤلفيها ومترجميها إلى إجراء حوار بين الطرفين”.
ويواصل الناقد والمترجم العراقي “على الرغم من هذا المشهد القاتم نوعا ما فليس لي إلا أن أشيد بتراجم صدرت لأعمال شعراء وأدباء عرب مثل المتنبي والمعري من القدماء ونازك الملائكة والسياب والبياتي وصلاح عبدالصبور وأمل دنقل والقباني ونجيب محفوظ ومحمد شكري وغيرهم من المعاصرين. لكني أتساءل أين هي الأعمال المترجمة لأدباء آخرين لا يقلون أهمية عمن ذكرناهم مثل الزهاوي وأحمد شوقي والرصافي ومحمد مهدي الجواهري؟ نحن نعلم أن الاهتمام الأكبر في الدراسة والترجمة قد انصب على الأدب الأندلسي. لكن مع ذلك فهناك غياب واضح لبعض الأسماء حيث يصعب علي أن أفهم بأن ديوان شاعر مثل ابن زيدون لم يترجم بعد إلى الإسبانية”.
ويبين أن للجهود الفردية أهمية لا يستهان بها. فالكاتب والمترجم العراقي عبدالهادي سعدون قام مع مجموعة من المستعربين بترجمة جديدة للمعلقات، والأستاذ والمترجم الإسباني سلفادور بينيا نال الجائزة الوطنية للترجمة عام 2017 والممنوحة من قبل وزارة الثقافة الإسبانية على ترجمته الجديدة لألف ليلة وليلة. وقبله حصل على نفس الجائزة عام 2003 الأستاذ الراحل ميكيل دي إبالثا لترجمته القرآن إلى اللغة القطلونية.
مسيرة ثقافية
يحكي الخليفة عن مراحل مسيرته يقول “شاءت لي الأقدار أن أولد بداية الخمسينات في مدينة مندلي الحبيبة، الجُنينة الغافية في أحضان جبال حمرين على الحدود العراقية – الإيرانية. كانت مندلي آنذاك عراقا مصغرا تتعايش فيه بسلام العديد من القوميات والمذاهب. خليط من العرب والأكراد والتركمان والفرس من المسلمين الشيعة والسنة وحتى اليهود الذين كان لهم معبد نسمّيه ‘التوراة’ في مدخل السوق الكبير. قضيت طفولتي ودراستي الابتدائية والثانوية بها ثم انتقلت إلى بغداد لإكمال دراستي الجامعية. في قسم اللغة العربية بكلية التربية، كنت أنا وزملائي محظوظين نستمتع بالمستوى الرفيع للقسم والكلية والجامعة كذلك”.
ويضيف “درست على أيدي كبار أساتذة العراق حينها مثل إبراهيم السامرائي وعناد غزوان وفاضل السامرائي وعاتكة الخزرجي ونازك الملائكة وعلي عباس علوان وبهيجة الحديثي وغيرهم. وكان من زملائي العديد من الطلاب البارزين الذين أصبحوا فيما بعد شعراء وأدباء مثل نبيل ياسين وحسن المرواني وعبدالإله الياسري وهاتف الجنابي وآخرين لا تحضرني أسماؤهم. بعد انتهائي من الدراسة عملت أستاذا في أكثر من مدرسة ثانوية كانت آخرها الإعدادية المركزية الشهيرة ببغداد التي تخرج منها الكثير من علماء العراق ومثقفيها وقادتها. انتقلت بعدها إلى المغرب حيث عملت أستاذا في أكثر من مدينة وانتهى بي المطاف في إسبانيا حيث أقيم الآن”.
يقول الخليفة “أكملت دراستي العليا في جامعة أوتونوما بمدريد ثم بدأت أعمل أستاذا للغة والأدب العربي في أكثر من جامعة. خلال سنوات عملي مدرسا لهاتين المادتين أدركت مدى النقص في كتب تعليم العربية لغير الناطقين بها فبدأت جادّا في تأليف العديد منها وكانت ثمرتها: دورة تطبيقة في اللغة العربية ـ الجزء الأول والثاني، وبسمة بأجزائه الثلاثة (بالتعاون مع أساتذة آخرين)، وقصص من التراث العربي، ونوادر جحا وغيرها. وفي ميدان الأدب قمت بتأليف ونشر كتاب قرن ونصف من المسرح العربي. وضمن مواضيع السياسة والمجتمع نشرت كتبا مثل الجناح المتشدد في الإسلام، الحب والجنس والزواج في الإسلام، الإسلام السياسي: جذوره وتطوره، التفكير الحر في الإسلام والنسوية الإسلامية”.
يكشف الخليفة عن صداقته للشاعر عبدالوهاب البياتي “بحكم دراستي للأدب العربي في جامعة بغداد فقد كان البياتي إلى جانب مجايليه في حركة الشعر الحديث قمة يجب التوقف عندها والتعرف على أعماله الشعرية عن كثب، وهو الشاعر العميق والمفكر الزاهد القريب من التصوف. وخلال وجودي في المغرب في الثمانينات التقيته صدفة في الدار البيضاء وسلمت عليه وتبادلنا بعض كلمات الترحيب ثم افترقنا. وعند قدومي إلى مدريد علمت بأنه يتردد كل مساء على مقهى في وسط البلد فذهبت إليه في إحدى الأمسيات وجلست معه ثم أصبحت لقاءاتنا تتكرر ونلتقي لأكثر من مرة خلال الأسبوع”.
ويواصل “بدأت أكتب عما ينشره من قصائد جديدة وعن الترجمات التي تصدر لدواوينه باللغة الإسبانية والتي تجاوزت العشر وعن رسائل الدكتوراه التي كانت تنجز عنه في الجامعات الإسبانية. وكانت تلك المقالات تنشر بمجلة الدستور التي كانت تصدر في لندن وفي مجلات عربية أخرى. وأخيرا جمعت تلك المقالات في كتاب بعنوان ‘البياتي من باب الشيخ إلى قرطبة’، نشرته دار الحداثة ببيروت سنة 1992. وبعد ذلك بسنوات قمت بترجمة ديوانه ‘البحر بعيد’ إلى الإسبانية ونشر عام 2003. لقد توطدت صلتي بالبياتي وأصبحنا أصدقاء، فكثيرا ما كنت أرافقه لمشاهدة فيلم سينمائي أو حضور مؤتمر أو محاضرة. وكثيرا ما كنت أترجم محاضراته للجمهور الإسباني”.
ويذكر أن بعد عودة البياتي من إسبانيا إلى العراق عام 1990 وتكالب النكبات على البلد نتيجة الحروب أخذ يكتب له والمرارة تعصر قلبه عما كان يعانيه أبناء العراق من ظلم. ثم طالته الأقدار الآثمة فسُرقت مكتبته الخاصة ببغداد وبيعت في أسواق الكتب بثمن بخس، ثم سَرقت الأقدار منه فلذة كبده نادية ابنته التي كانت تعيش مع زوجها وصغيراتها الثلاث بأميركا. وبعدها نُزعت عنه جنسيته العراقية لأنه حضر مهرجان الجنادرية بالسعودية وكانت العلاقات الدبلوماسية للعراق مقطوعة مع هذا البلد. كل تلك الآلام المريرة سطرها البياتي في رسائل عديدة لي قمت بعد وفاته باختيار أجزاء منها (غير شخصية) نشرت في مجلة الكلمة التي تصدر في لندن بعنوان “البياتي في سنواته الأخيرة وتنهدات البحر”.
وفي ما يتعلق باختياراته للترجمة من العربية إلى الإسبانية وارتباطها بقضايا اجتماعية وسياسية مثل مسرحية “رأس المملوك جابر” لسعدالله ونّوس، ومسرحية “المهرج” لمحمد الماغوط، يقول الخليفة “نالتني مثل الكثيرين من أبناء العراق مخالب سلطة البعث فتركت في نفسي جروحا وندوبا كنت أظنّ أنّها ستشفى بتغيير النظام عام 2003، غير أنني أيقنت عاجلا أنّ القادمين هم ربّما أسوأ من الماضين حيث سقط العراق في وحل الفساد والتجهيل ولا أحد يعلم متى الخروج من ظلمات هذا البئر ومن عمق تلك الهوة. يقول الشاعر الجاهلي الحكيم زهير بن أبي سُلمى: ومهما تكن عند امرئ من خليقة/ وإن خالها تَخفى على الناس تُعلم”.
ويضيف “يعود تكويني الثقافي والفكري إلى اليسار العربي أولا والعالمي ثانيا. وعليه أنا أميل إراديا أو لا إراديا لكل ما هو دفاع عن حقوق المستعبدين حقيقة أو مجازا. فالوقوف ضد الاستغلال والظلم وسلب الحقوق واستغفال الشعوب ورفض الخرافات والأوهام هي أمور تعودت على مقارعتها بالفعل أو بالكلمة. وشعرت نفسي دائما قريبا من المفكرين والفلاسفة والأدباء الذين نذروا أعمالهم للدفاع عن تلك القيم. لذا فإن اختياري لنصوص مسرحية مثل رأس المملوك جابر لونوس والمهرج لماغوط وروايات غارسيا ماركيز التي ترجمتها إلى العربية لم يكن اعتباطا أو وليد الصدفة، بل ثمرة الاقتناع بأهميتها سواء فيما تحمله من مضامين فكرية أو اجتماعية أو خلقية أو لأهميتها ضمن الإطار التاريخي لكل واحدة منها”.
ويتابع “لمسرحية رأس المملوك جابر في إسبانيا قصة طريفة. فبعد ترجمتها إلى اللغة الإسبانية اتصل بي منتج مسرحي إسباني ورئيس فرقة مسرحية معروفة اسمها ‘لاكاسولا’ من مدينة ألكوي بإقليم بلنسية يطرح علي فكرة إنتاج عمل مسرحي عربي باللغة الإسبانية. وبعد أن أطلعته على مضمون مسرحية ونوس اقتنع تماما ورشحت له المخرج العراقي جواد الأسدي كي يقوم بدور الإخراج. وفعلا دعونا جواد فحضر إلى إسبانيا وأقام بها لمدة ثلاثة أشهر من عام 1992 قام خلالها بتدريب الفرقة وتم تقديم المسرحية بعنوان جابر المملوك التي لقيت نجاحا باهرا على العديد من المسارح الوطنية بإسبانيا”.