لقاح جديد فعّال في محاربة الخرف

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) – أظهرت دراسة عالمية حديثة أن لقاحا جديدا قيد التطوير أثبت نتائج فعّالة في حماية الفئران من مرض الخرف، ما يمهّد الطريق لتجربته على البشر في غضون عامين.
اللقاح الجديد طوّره فريق بحثي يقوده علماء من معهد الطب الجزيئي وجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، بالتعاون مع باحثين من جامعة فلندرز في أستراليا، ونشروا نتائج أبحاثهم في العدد الأخير من دورية (ألزهايمرز ريسورتش آند ثيرابي) العلمية.
ويتطلع الفريق إلى تطوير علاج مناعي فعّال، في صورة لقاح جديد لإزالة “لويحات الدماغ” ومجموع بروتين “تاو” المرتبطين بمرض الخرف.
ويركز اللقاح الجديد على إزالة لويحات “أميلويد بيتا” المتراكمة والتشابك الليفي العصبي الذي يتكون نتيجة تراكم بروتين “تاو” المفرط في الدماغ، وهما يؤديان معا إلى الانتكاس العصبي والانحدار المعرفي الذي يقود إلى الإصابة بالخرف وألزهايمر.
وعادة، تشمل العلامات البيولوجية لمرض ألزهايمر، تراكم لويحات لزجة وسامّة في الدماغ، تسمى بروتين “أميلويد بيتا”، يظهر أثرها في سوائل العمود الفقري، وتتراكم تلك السوائل في الدماغ قبل عقود من ظهور أعراض المرض، الذي يسبب فقدان الذاكرة، ومشكلات في الإدراك.
واختبر الباحثون اللقاح الجديد على مجموعة من الفئران المصابة بلويحات “أميلويد بيتا” وبروتين “تاو”.
ووجد الفريق أن اللقاح يبطئ تراكم لويحات “أميلويد بيتا” وبروتين “تاو” في الدماغ، ما يؤخر ظهور أعراض ألزهايمر والخرف لدى كبار السن.وخلص الفريق إلى أن هذه النتائج المشجعة، تستدعى مزيدا من البحث والتطوير لإجراء الاختبارات السريرية على البشر، وتوقعوا أن يكون ذلك في غضون عامين.
وقال البروفيسور نيكولاي بتروفسكي، أحد المشاركين في الدراسة من جامعة فلندرز، “لقد كانت هناك محاولات عدة لتطوير لقاحات ضد ألزهايمر، لكنها فشلت في التجارب السريرية، وبالتالي فإن البحث عن وسائل وقائية أو علاجات جديدة لا يزال مستمرا”.
وأضاف “نتطلع في اللقاح الجديد إلى تجاوز العوائق التي حالت دون تطوير لقاح في السابق، وذلك في محاولة لإيجاد علاج لإبطاء تراكم لويحات “أميلويد بيتا” وبروتين “تاو” ووقف تقدّم الخرف في عدد متزايد من الناس حول العالم”.
ومرض الخرف، هو حالة شديدة جدًا من تأثر العقل بتقدم العمر، وهو مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورا في الدماغ، ويعتبر ألزهايمر، أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ وفقدان الذاكرة.
ويتطوّر المرض تدريجيّا لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
ويصاب شخص كل ثلاث ثوان بالخرف في مختلف أنحاء العالم. وفي الولايات المتحدة الأميركية وحدها، يعيش 5.8 ملايين شخص يعانون من الخرف، ويصاب شخص آخر به كل 65 ثانية.
ويعدّ ألزهايمر سادس سبب رئيسي للوفاة في الولايات المتحدة. وتفيد منظمة مرض ألزهايمر الدولية أن عدد الأشخاص، الذين يعيشون بالخرف يحتمل أن يتضاعف ثلاث مرات من 50 مليونا إلى 152 مليونا بحلول 2050.
ورغم شيوع ألزهايمر، أظهرت أكبر دراسة مسحية عالمية بشأن الاتجاهات حيال المرض أن هناك القليل من الفهم الصحيح لهذا المرض عبر العالم، حتى بين الأطباء، حسبما جاء في موقع “ميديكال نيوز توداي”. ووجدت الدراسة، التي شملت 70 ألف شخص في 155 دولة، أن 62 بالمئة من العاملين في مجال الصحة يعتقدون أيضا أن الخرف جزء طبيعي من التقدّم في العمر.
وكشفت الدراسة أيضا أن 16 بالمئة فقط من الأشخاص، يحصلون على تقييمات إدراكية منتظمة رغم أن التشخيص المبكّر يمكن أن يفيد.
وخلصت منظمة مرض ألزهايمر العالمية إلى أن الوصمة حيال المرض قد تقيّد الأشخاص في طلب المشورة، والمساعدة الطبية والدعم، وهي أمور يمكن أن تساعدهم على الحياة بشكل جيد مع ألزهايمر لأطول فترة ممكنة.
ووجدت الدراسة أيضا أن نحو 48 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع، يعتقدون أن ذاكرة المصاب بألزهايمر لن تتحسن أبدا حتى بالمساعدة الطبية، في حين أن ربع المشاركين يشعرون أنه لا يوجد سبيل للحيلولة دون الإصابة بالمرض.