لقاء وزير المكتب السلطاني مع السفير اليمني يعيد الوساطة العمانية

مسقط - أعادت سلطنة عمان تفعيل دورها السياسي في الملف اليمني بعد آخر زيارة قام بها وفد أمني عماني إلى صنعاء قبل أشهر، التقى خلالها القيادات الحوثية من دون أن يحقق اختراقا لجمع الأطراف المتنازعة.
والتقى الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني الاثنين السفير اليمني في مسقط خالد بن صالح بن شطيف.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن اللقاء استعرض العلاقة بين البلدين، وتبادل الأحاديث بشأن مجالات التعاون المشتركة، من دون الإشارة إلى الوساطة التي تقوم بها مسقط في الملف اليمني.
إلا أن السفير بن شطيف أثنى على جهود السلطنة الحثيثة لحل الأزمة اليمنية ودعمها الرامي إلى تحقيق السلام بالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية ذات العلاقة.
ويثير اللقاء مع المسؤول الأول عن الملف اليمني في سلطنة عمان تكهنات بشأن تفعيل الوساطة العمانية، خصوصا مع شروع السويدي هانس غروندبرغ المبعوث الأممي الجديد بمهامه، والتعهد بتحقيق السلام العادل في البلاد.
وعبر غروندبرغ في أول رسالة يوجهها إلى اليمنيين، عن تطلعه إلى التفاعل مع النظراء اليمنيين والإقليميين والدوليين.
وتسيطر حالة من الضبابية على مآلات الملف اليمني في أعقاب فشل الجهود الأممية والدولية في تمرير خطة لوقف إطلاق النار في اليمن.
وشهد الموقف العماني تحولا حذرا من ناحية لعب دور معلن في الملف اليمني، تمثل في إرسال وفد أمني إلى صنعاء في محاولة لإقناع الحوثيين بالقبول بالخطة التي أعدها المبعوث الأممي السابق إلى اليمن مارتن غريفيث، والتي كشفت مصادر مطلعة لـ”العرب” آنذاك عن فشلها.
وتسعى مسقط لاكتشاف آلية يمكن من خلالها بلورة صيغة توافقية لإنهاء الحرب اليمنية، استنادا على المعطيات التي تكونت على الأرض وفي ملفات التفاوض المتناثرة والتي تبرز خلالها مطالب الحوثيين الأخيرة التي لوحوا بها في مفاوضاتهم مع المبعوثين الأممي والأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ، والتي تقوم على مطالبات بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة دون أي قيود أو رقابة، بالإضافة إلى وقف الضربات الجوية للتحالف العربي، وخصوصا في مأرب.
وأكد مراقبون خليجيون أن طريقة تعاطي العمانيين مع الملف اليمني لا تزال كما هي، وأنه ملف أمني وليس دبلوماسيا؛ لأن السلطنة تعتبر أن ما يجري في اليمن جزء من أمنها القومي.
ويرون أن وتيرة الضغوط الدبلوماسية، التي تمارسها واشنطن وبعض الدول الفاعلة في الملف اليمني، لا تتناسب مع حجم التصعيد الحوثي الذي يستفيد من حالة الارتباك الدولي والعجز عن تكوين موقف سريع وفاعل يحدث تحولا في مواقف الجماعة التي باتت تلعب في هامش الفراغ الدولي والأممي.