"لستِ وحدك ايزغي مولا".. انتقاد المغتصبين يستوجب السجن في تركيا

أنقرة - تصدّر هاشتاغ “لستِ وحدك ايزغي مولا” (#YalnızDeğilsinEzgiMola) الترنّد التركي على موقع تويتر بعد انتشار خبر يؤكد أن الممثلة ايزغي مولا مهددة بالسجن سنتين وأربعة أشهر بسبب تغريدة على حسابها على تويتر انتقدت فيها تبرئة متهم في قضية اغتصاب.
وتواجه ايزغي مولا نجمة مسلسل “شقة الأبرياء” والتي تؤدي دور “صفية” في العمل، احتمال السجن بعد أن شتمت شابا اغتصب فتاة وتم إطلاق سراحه من دون حساب.
وبدأت القصة منذ حوالي سنة عند انتحار فتاة تركية تدعى “إيبيك” (18 عاما) تاركة خلفها رسالة أشارت فيها إلى أن الرقيب موسى أورهان اغتصبها وهددها. وقال أورهان في تصريحات صحافية إنه “على المجني عليها (الفتاة المنتحرة) أن تشكو كما تريد لأنه لن يحدث له شيء”، مؤكدا أنه فعل الكثير مثل ذلك من قبل ولم يمسه شيء.
وتقدم أورهان بطلب للمحكمة عن طريق مُحاميه الخاص بأن تتم محاكمته وهو خارج السجن، ووافقت المحكمة على الطلب وهو ما أثار غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا.
وغردت الممثلة التركية ايزغي مولا “لتختنقوا بضمائركم، أطلقتم سراح مغتصب عديم شرف”. وأضافت “لقد أخذتم منا الدعاء، التمني، الطلب والأمل!.. ماذا عساي أن أقول آسفي عليكم آسفي عليكم”.
ورفع أورهان قضية ضد الممثلة واتهمها بالإهانة وطالب محاميه بسجن ايزغي لمدة سنتين وأربعة أشهر.
وأبدى الجمهور غضبه من الأخبار المتداولة عن سجن الممثلة وشاركوا عدة تعليقات كان أبرزها “وصلنا إلى زمن صارت كلمة الحق خطيرة على صاحبها..”.
وشارك مشاهير في تركيا على غرار الممثلتين فرح زينب عبدالله وهازال كايا والفنانة هاديسه وغيرهن في هاشتاغ #YalnızDeilsinEzgiMola لدعم ايزغي.
وكتب الصحافي التركي كان دوندار على تويتر:
ردا على إطلاق سراح الرقيب موسى أورهان، الذي كان يُحاكم بتهمة الاعتداء الجنسي على إيبيك والتسبب في انتحارها. وتم رفع دعوى تشهير ضد ايزغي بسبب تغريدة، لذلك دعونا نكرر البيان ونتواطأ: اختنقوا في انعدام الضمير الخاص بكم!” أنت لست وحدك ايزغي مولا.
وغرد تينك سوياش العمدة الأول لبلدية إزمير الحضرية:
tuncsoyer@
تمرد ايزغي مولا هو تمرد كل من يؤمن بالمساواة بين الجنسين في بلدنا ويدافع عن اتفاقية إسطنبول.
ولاقت تغريدة العمدة انتشارا واسعا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن مارس الماضي انسحاب تركيا من اتفاقية إسطنبول لحقوق المرأة، وأثارت الخطوة انتقادات شديدة من قبل حلفاء تركيا الغربيين وأدت إلى احتجاجات في جميع أنحاء البلاد.
وغرّد الممثل التركي ميرت فرات تعليقا على صورة والدة الفتاة المنتحرة:
تغرق الأم في ألم ودموع، عندما لا تستطيع أن تقول. سوف تتحقق العدالة ذات يوم. ما قالته ايزغي مولا كان صحيحا كل من يحكم ضميرهم سيقول نفس الأشياء.
جمعيات نسوية تندّد بما تعتبره تقصيرا من جانب الرئيس التركي الذي يشجع على استمرار العنف ضد النساء في تركيا، متهمة إياه بتسخيف التمييز ضد النساء
وانتقد مغرد سياسة الكيل بمكيالين قائلا:
CengizGocer_@
في بيئة تعتبر فيها الكلمات المخزية والبغيضة والمخادعة التي يتم التحدث بها إلى كمال كيليجدار أوغلو حرية تعبير، يعتبر وصف فنان لمغتصب بأنه مغتصب إهانة. لا يمكننا حتى العثور على جثة العدالة بعد الآن.
وقال المحلل السياسي “السلطة الحاكمة في تركيا تستطيع حماية أنصارها ولو ارتكبوا جريمة الاغتصاب، في حين أن المعارضة تعجز للأسف عن منع إرسال نوابها البرلمانيين خلف القضبان الحديدية”.
وتندّد جمعيات نسوية بما تعتبره تقصيرا من جانب الرئيس التركي الذي يشجع على استمرار العنف ضد النساء في تركيا، متهمة إياه بتسخيف التمييز ضد النساء.
وفضحت “زلات” متعاقبة من سياسيي حزب العدالة والتنمية الحاكم في حق النساء الوجه الحقيقي لتفكير هؤلاء. ووفق
مغردين فإن هؤلاء السياسيين لا يتوانون عن “إخراج الدواعش الذين بداخلهم”.
ولا تعد جرائم قتل النساء بطريقة بشعة حالات نادرة في تركيا، وهي تثير غضبا وصدمة في المجتمع خاصة أن أغلبيتها يكيّف ليصبح “انتحارا”.
ولا يتوقف أتراك عن انتقاد أردوغان وسياساته على مواقع التواصل الاجتماعي في تحد واضح للرئيس الذي يستغل تهمة إهانة الرئيس للزج بالمنتقدين له في السجون.
وتستهدف حملات مغرضة ومدبرة نجمات تركيا اللاتي لا يدرن في فلك النظام التركي عبر التجييش الإلكتروني ضدهن ووصفهن بأبشع الصفات بالإضافة إلى نشر صور جنسية مفبركة لهن .
والعام الماضي تعرضت الممثلة التركية هازال كايا إلى هجوم شرس من قبل جيوش إلكترونية بسبب دفاعها عن الممثلة التركية بيرين سات التي تتعرض بين الحين والآخر إلى حملات تشويه فجة على مواقع التواصل الاجتماعي. والممثلتان تحظيان بشعبية واسعة في العالم العربي.
العديد من الأتراك ينتقدون أردوغان وسياساته على مواقع التواصل الاجتماعي في تحد واضح للرئيس الذي يستغل تهمة إهانة الرئيس للزج بالمنتقدين له في السجون
وتعرف سات التي تحظى بشعبية واسعة في العالم العربي بمواقفها الجريئة المناهضة لأردوغان، ويقول عنها متابعوها إنها “عصية عن الترويض من طرف الإسلاميين”.
وتحظى صناعة الدراما التركية بمتابعة شخصية من أردوغان الذي يحرص على أن تكون سلاحه الناعم لغزو البلدان العربية وتغييب عقول مواطنيه.
وقال أردوغان خلال لقاء تلفزيوني في مارس من العام 2017 في إجابة عن سؤال حول رأيه في مسلسل “قيامة أرطغرل”، إنه “علينا أن نكتب حكايتنا نحن أولا”.
ويتجه الممثلون المعارضون لطريقة توظيف أردوغان للدراما إلى التعاقد مع نتفليكس لتقديم أعمالهم بعيدا عن الرقابة الحكومية.