لتحقيق النجومية.. كل ما تحتاج إليه ركن بالمنزل

أرقام فلكية يجنيها الفنانون سنويا من خلال خدمة البث الموسيقي، حيث تجاوزت مدفوعات قطاع الموسيقى العام الماضي 9 مليار دولار.
الجمعة 2024/04/12
مع سبوتيفاي كل ما تحتاج إليه هو الموهبة وركن في المنزل

من كان يصدق أن المغني يمكن أن يبدأ إنتاج أعماله الفنية وتسويقها من ركن صغير في غرفة الجلوس أو غرفة النوم في منزله. وكل ما يحتاج إليه هو خط يصله بالإنترنت وتطبيقات تساعده على إنتاج العمل ومنصة سبوتيفاي تتيح نشر إبداعاته لأكثر من 600 مليون مشترك بالمنصة.

ما يبدو اليوم أمرا في غاية السهولة، كان مهمة شاقة دونها سنوات من التعب حتى بالنسبة لأكثر نجوم الخمسينات والستينات في العالم العربي.

في تلك الحقبة كانت القاهرة عاصمة للفن في الشرق دون منازع، رغم ذلك سيطرت على الحركة الفنية الغنائية فيها أصوات محدودة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وكان اختراق هذا الجدار يتطلب المرور عبر استوديوهات الإذاعة الوطنية، وهو طريق صعب وشبه مستحيل حتى لا نقول مستحيل.

ما ينطبق على مصر ينطبق أيضا على دول أخرى. فالوضع لم يكن أفضل في لبنان والعراق وسوريا.. وغيرها من الدول، حيث احتاج اختراق الحاجز المفروض على بروز مواهب جديدة إلى جهة راعية تدعمها إن لم يكن بالمال فبالمركز والسلطة. أما الحصول على عقد لإصدار اسطوانة فيتطلب إمكانيات تتجاوز قدرات الفنان المبتدئ.

دخول الفنان إلى استوديوهات الإذاعة لا يكفي لكسب المعركة؛ عليه أن يواجه جدارا آخر، لا يقل صعوبة عن الجدار الأول، إن لم يكن أكثر صعوبة، وهو الصفحات الفنية وجيش من النقاد الذين يستطيعون إيصاله القمة أو ينهون مسيرته المهنية في مهدها. وكان إرضاء النقاد يتطلب دعوات إلى العشاء وتقديم هدايا، تفوق ميزانية فنان مغلوب على أمره لم يخطُ خطواته الأولى بعد. وحتى لا نضع ما يحدث في باب الرشاوى، نقول إنه جزء ضروري من حملة علاقات عامة تروج للفنان وتضعه على طريق الشهرة.

هذا ليس اتهاما موجها للنقاد والنقد في تلك الفترة، الأمر مرتبط بمحدودية وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة، التي جعلت الحصول على حيز ولو صغير من الاهتمام أمرا صعبا للغاية.

ظهور الفضائيات في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي سهل طريق الانتشار أمام فنانين جدد، ولعبت مجموعة إم بي سي التي بدأت البث الفضائي عام 1991، ومن قبلها روتانا التي سبقتها بأربع سنوات دورا لا يمكن التقليل من أهميته في التعريف بالفنانين عبر الدول العربية، ولكنه اقتصر غالبا على كبار نجوم الغناء.

اليوم تعيد خدمة بث تأسست وانطلقت من السويد صناعة عالم الموسيقى وتشكيله من جديد. بثلاث خطوات فقط تستطيع إيصال عملك إلى مستخدمي سبوتيفاي، وبوجود أكثر من 600 مليون مشترك الحكم الوحيد على الفنان هو الجمهور.

وكشفت المنصة مؤخرا عن أرقام فلكية يجنيها الفنانون سنويا من خلال خدمة البث الموسيقي الخاصة بالمنصة. حيث تجاوزت مدفوعات قطاع الموسيقى في العام الماضي 9 مليار دولار تم دفع ثلثيها تقريبا لشركات الموسيقى والفنانين، عملا باتفاقيات الترخيص الخاصة بها.

مع سبوتيفاي كل ما تحتاج إليه هو الموهبة وركن في المنزل. ومن يعلم قد تكون واحدا من بين أكثر من 1250 فنانا حصل كل واحد منهم على مليون دولار خلال عام 2023.

18