لبنان يطلق مؤسسة باسم المخرجة جوسلين صعب

كما كان منتظرا منذ إعلان إدارة مهرجان “أيام بيروت السينمائية” في دورته العاشرة الذي انطلق في الـ29 من مارس الماضي، ويختتم السبت، وقع تكريم المخرجة اللبنانية جوسلين صعب، في ندوة عن مسيرة الراحلة، تم فيها الإعلان عن إطلاق مؤسسة ستحمل اسمها في لبنان خلال أبريل الجاري.
بيروت – بعد أشهر قليلة على رحيلها حملت ندوة عن المخرجة اللبنانية جوسلين صعب مفاجأة سارة بعدما تم الإعلان عن إطلاق مؤسسة ستحمل اسمها في لبنان خلال أبريل الجاري.
وقالت المخرجة اللبنانية-الفرنسية ميشيل تيان في ندوة أقيمت في “دار النمر” ضمن أنشطة “أيام بيروت السينمائية” إن الكاتبة الفرنسية ماتيلد روكسيل ستُطلق في 30 أبريل الجاري “مؤسسة جوسلين صعب” في لبنان بالتعاون مع ابنها سليم.
وقالت تيان، التي عملت مع صعب وهي طالبة في الجامعة وشاركت في فيلميها “كان يا ما كان بيروت، قصة نجمة” و”غزل البنات”، إن المؤسسة ستهتم بأرشفة أفلام صعب ومقابلاتها وما جمعته حول السينما اللبنانية من مادة بصرية للمحافظة عليها وإتاحتها أمام الجمهور في كل أنحاء العالم.
وعرضت تيان لتجربتها مع صعب ووصفتها بأنها “المفتونة ببيروت التي أرادت أن تكون في كل تجربة مساءلة للواقع ونظرة سينمائية نقدية غير مبتذلة“.
وكانت روكسيل التي أوكلتها جوسلين صعب قبيل وفاتها الاهتمام بأرشيفها والتصرف فيه قد خصصت رسالتها الأكاديمية عن المخرجة في كتاب “الذاكرة الجموحة” الصادر عن “دار النهار” عام 2015.
وكتبت ماتيلد روكسيل الكتاب عن المخرجة، وتناولت فيه الكثير من الموضوعات المرتبطة بعلاقة صعب بالسينما، كاللغة والجسد والفضاء والتاريخ…
وتناولت الندوة التي أقيمت تحت عنوان “جوسلين صعب والذاكرة اللبنانية” نظرة ثلاثة أجيال إلى مسيرة المخرجة الراحلة وشارك فيها إضافة إلى ميشيل تيان كل من الأستاذ الجامعي والكاتب فواز طرابلسي والسينمائية ملاك مروة، فيما أدار النقاش المخرج هادي زكاك.
المؤسسة ستهتم بأرشفة أفلام صعب وما جمعته من مادة بصرية للمحافظة عليها وإتاحتها أمام الجمهور في كل أنحاء العالم
وفتحت الندوة نافذة على تاريخ لبنان المعاصر من خلال أعمال صعب التي تناولت الواقع اللبناني منذ اندلاع الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 وعرض مشاهد منها للتعليق عليها خلال المداخلات.
وقال هادي زكاك “هذه الأعمال تشكل مع أفلام جيل السينما اللبنانية الجديدة في سبعينات القرن العشرين مثل برهان علوية ومارون بغدادي وجان شمعون ورندة الشهال وغيرهم، كتاب تاريخ معاصر يتخطى مشكلة عدم الاتفاق المحلي على كتاب موحد للتاريخ”.
وأشار زكاك إلى أن صعب شهدت على أحداث تاريخية تخطت العالم العربي وتجارب سينمائية دخلت من خلالها إلى التابوهات الاجتماعية كفيلمها “دنيا” في العام 2005 الذي صورته في مصر.
أما ملاك مروة فقالت “أحببت جوسلين لأنها تناضل بالسينما، فهي علمتني أن أفهم قيمة الصورة وفهم التاريخ والحرب والموقف السياسي من خلالها”.
وبدوره قال المخرج اللبناني غسان سلهب الذي كان حاضرا في الندوة “إن أفلام صعب تضع إصبعها على الجرح وتساعدنا لنفهم ماذا حصل في الحرب، ويجب أن يراها الجميع، لكن المشكلة أن أفلام صعب وبرهان علوية ومارون بغدادي وأبناء جيلهم ينظر إليها على أنها أعمال نخبوية عتيقة وليست مادة حيوية وهي غير متاحة للناس”.
وارتبط اسم صعب بأفلام الحروب والوثائقيات المصوّرة التي عكست شخصيتها كصحافية وكاتبة سيناريو ومصورة فوتوغرافية.
وعملت صعب مراسلة لمحطات تلفزيونية أوروبية وقامت بتغطية حرب أكتوبر 1973، كما أنجزت العديد من الأفلام الوثائقية عن هذه الحرب وعن كردستان وحرب العراق وإيران والجولان ولبنان، وتوفيت صعب في يناير الماضي في باريس عن عمر ناهز 71 عاما.
وجوسلين صعب مخرجة وكاتبة سيناريو لبنانية، ولدت في بيروت في العام 1948، وتوجهت إلى فرنسا لدراسة العلوم الاقتصادية، ثم عملت في مجال الصحافة بعد التخرج، وأخرجت العديد من الأفلام التسجيلية التي تجاوزت 30 فيلما، ومن أفلامها الروائية “غزل البنات”، “سيدة سيجون” و“دنيا”.
وتختتم، السبت، “أيام بيروت السينمائية” بإعلان الفائزين بالجوائز، ويعرض المهرجان في ليلة الختام الفيلم المصري “يوم الدين” للمخرج أبي بكر شوقي.