لبنان أمام فرصة أخيرة لتشكيل الحكومة العتيدة

بيروت - قدم رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي تشكيلة حكومية كاملة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، في تطور أكد مراقبون أنه يمثل الفرصة الأخيرة لتشكيل الحكومة العتيدة في لبنان.
وقال النائب علي درويش إن “هناك تفاصيل وصلت إلى نهايتها، ولكن لا يمكن القول إنها انتهت إلا لدى صدور مراسيم التأليف”، فيما توقع النائب سليم عون أن يتم الإعلان عن تأليف الحكومة خلال 24 ساعة القادمة.
وأفادت مصادر لبنانية بأن الحكومة التي اقترحها ميقاتي على عون مؤلفة من أربعة وعشرين وزيرا، وفي حال -ولسبب ما- لم تشكل بهذه الصيغة، فهناك خيارات أخرى للرئيس المكلف من ضمنها طرح موضوع أربعة عشر وزيرا تضم مجموعة مدمجة من قيادات الصف الأول والصف الثاني للأحزاب والتيارات السياسية.
ويرى متابعون أنه في حال تمكّن ميقاتي من تشكيل حكومة جديدة، فإنّ أفضل ما سيحصل، يختصر في إبطاء سرعة الانهيار الاقتصادي، والعمل على تحضير الأجواء لتنظيم الانتخابات النيابيّة في الربيع المقبل، وبدء التفاوض مع صُندوق النقد الدَولي على أمل الحصول على قروض وعلى مساعدات مالية دَولية في أقرب فرصة.
ويشير هؤلاء إلى أنه بالرغم من تواضع النتائج المنتظرة من أي حكومة جديدة، فإنّ تشكيلها يبقى أقل كلفة بكثير على لبنان من عدم تأليف حكومة.

سليم عون: أتوقع الإعلان عن تأليف الحكومة خلال الساعات القليلة القادمة
وتم تكليف ميقاتي في السادس والعشرين من يوليو الماضي بتشكيل الحكومة الجديدة بعد استشارات نيابية أجراها رئيس الجمهورية ونال خلالها ميقاتي 72 صوتا من أصوات النواب.
ولم تسفر لقاءات عون وميقاتي عن إعلان تشكيل الحكومة بالرغم من إشاعة أجواء إيجابية في كل مرة التقيا فيها حول إمكانية إصدار التشكيلة قريبا.
وتتهم أوساط رئيس الجمهورية ميقاتي بأنه محاط بتأثيرات في عملية التأليف خاصة الرؤساء السابقين، على رأسهم سعد الحريري الذي اعتذر عن تشكيل الحكومة قبل تكليف ميقاتي.
وفي الآن نفسه تتهم أوساط ميقاتي، ومن خلفه معارضو الرئيس اللبناني وفريقه الذين يتقدمهم صهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بتعطيل البلاد للحصول على الثلث المعطل وبالتالي السيطرة على الحكومة ومصيرها، ورفع سقف المطالب على صعيد الحقائب الوزارية السيادية.
ويتركز الخلاف بالأساس حول تسمية وزيري الداخلية والعدل، حيث يصر ميقاتي على أن يكونا غير تابعين لأي حزب سياسي، فيما يتحفظ عون على بعض الأسماء المقترحة من قبل ميقاتي.
وأفادت مصادر مطلعة بأن “عون يتحفظ على بعض الأسماء المقترحة من قبل ميقاتي، وكذلك الرئيس ميقاتي لديه تحفظ على بعض الأسماء المقترحة من عون”، موضحة أن الخلاف برز عندما اقترح ميقاتي أسماء وزراء مسيحيين غير الأسماء التي اقترحها عون، وهذا ما رفضه الأخير.