لا خطوط حمراء في ترويع الصحافيين العراقيين

بغداد - بلغت الانتهاكات ضد الصحافيين ووسائل الإعلام في العراق مراحل خطيرة، إذ تعرض صحافي وناشط بارز في تغطية المظاهرات الشعبية للاختطاف، فيما استهدف صاروخ شركة إعلامية تضم مكاتب قنوات فضائية عربية وأجنبية في بغداد.
وقال مركز حقوق لدعم حرية التعبير، الاثنين، إنه سجل اختفاء الصحافي محمد الشمري، منذ الأحد في محافظة القادسية، وطالب الجهات الرسمية بالوصول إلى مكانه فوراً.
وغادر الشمري منزله ظهر الأحد ولم يعد إليه بعد ذلك، كما لم يتواصل مع المؤسسة الإعلامية التي يعمل لصالحها منذ ذلك الوقت. والشمري هو مراسل صحافي، ومخرج إذاعي سابق عمل في عدد من المؤسسات العراقية، ويعتبر من الوجوه المعروفة في الديوانية.
وقال المركز في بيان إنه “يطالب السلطات الأمنية كافة بالوصول إلى مكان الصحافي محمد قحطان الشمري في محافظة القادسية، أو الإعلان عن مكان وظروف احتجازه إذا كان على قيد الحياة أو أنه يخضع للتحقيق بقضية معينة كي يمكن الوصول إليه وإعطاؤه حق توكيل محامي دفاع”.
وأضاف، أنه “في الوقت الذي يدين فيه مركز حقوق دعم حرية التعبير ظاهرة الاختفاء القسري التي تمارسها جهات مجهولة بحق الصحافيين والناشطين وقادة الرأي العام لأنها لا تتحمل سماع صوت الحق، فإنه يعدّ ممارسات الترهيب تصرفات مرفوضة وتندرج ضمن خانة قمع الحريات التي كفلها القانون”.
وقال المركز في بيانه إنه رصد “انتهاكات بالجملة لحرية التعبير وتهديدات مستمرة من جهات مختلفة ضد صحافيين وناشطين منذ بدء التظاهرات في بغداد وعموم المحافظات بالإضافة إلى اعتقال آخرين لم يعرف مصيرهم إلى حد الآن”. وذكر مقربون من الصحافي محمد قحطان الشمري أنه تلقى تهديدات مختلفة قبل يومين من اختفائه ترتبط بممارسة عمله في المحافظة.
وبالتزامن مع اختطاف الشمري، تعرضت شركة إعلامية تستضيف مكاتب فضائيات عربية وأجنبية بالكرادة وسط بغداد لاستهداف صاروخي مساء الأحد.
وأفاد طارق ماهر مراسل التلفزيون العربي في العراق “أن مكتب التلفزيون العربي تعرض مساء الأحد لهجوم صاروخي استهدف المبنى الذي يضم عدة مكاتب إعلامية أدى لإصابة مهندس بث بجروح عديدة، كما خلف أضرارا مادية جسيمة”.

وأضاف “إن القوات الأمنية ذكرت أن الصاروخ من نوع كاتيوشا وأطلق من العاصمة بغداد وسيتم تحديد المنطقة التي أطلق منها بعد إكمال التحقيقات”، وفق ما ذكرت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في بيان الاثنين.
وأكدت الجمعية أن الاستهداف المتواصل لوسائل الإعلام يمثل أحد أخطر الانتهاكات التي شهدها العراق منذ اندلاع الاحتجاجات مطلع أكتوبر الماضي، والتي تسعى إلى تكميم الأفواه وإغلاق الفضاء بوجه وسائل الإعلام.
وطالبت الحكومة بالكشف عن الجهة التي استهدفت الشركة، وتعتبر أن عدم الكشف عن ذلك هو تواصل لتسويف التحقيقات والتستر على الجهات التي تستهدف الصحافيين ووسائل الإعلام.
كما اعتبرت جهات حقوقية أن المرحلة التي يمر بها العراق اليوم هي الأسوأ على حرية الصحافة في تاريخ البلاد، بسبب الهجمات الشرسة التي أسفرت عن اختطاف واغتيال نحو 45 صحافيًا وناشطًا من الداعمين للتظاهرات الشعبية، منذ مطلع أكتوبر الماضي.