لا تبحث عن رقمك

مع أن إيلون ماسك بدأ يبشّرنا الآن فقط، بأنه سيباشر بوضع شريحة في رؤوس البشر بعد ستة أشهر، إلا أننا كنا قد تدرّبنا على مثل هذه الحالة، لا تقل لي إنك لم تصبح خبيراً في المطاردة، بعد عشرة عمر مع الهاتف المحمول، فقد كانت الشريحة موجودة، تتنقّل معك أينما رحت وجئت.
شركة ماسك ”نيورالينك“ المتخصصة في صنع شرائح المخ والتي أجرت تجارب سابقة على الحيوانات، ستستخدم أداة لا سلكية للتعامل مع الشريحة التي تنوي زراعتها في أمخاخنا. وأول ذرائع ذلك هو تمكين العميان من استعادة القدرة على الإبصار وتحريك العضلات.
ماسك يتحدى أكثر حين يقول “حتى لو لم يكن الشخص مبصراً أبدا، كأن يكون قد ولد أعمى، نعتقد أننا ما زال باستطاعتنا إعادة البصر له”.
من بين تلك الحيوانات المحظوظة كان قرد ماسك الشهير الذي تمكّن قبل فترة من لعب الشطرنج، بعد أن زرعوا له شريحة في مخه، ما جعله قادراً على التفكير.
هنا قصة أخرى.
الهدف إذاً ليس إعادة تأهيل الجسد، بل قيادة التفكير، والتفكير لعبة خطرة، فأنت بوسعك أن تدير ذهن أحدهم لينفّذ لعبة، لكن بعد قليل، لن يكون بإمكانك السيطرة على اختياراته للعبة التي يرغب بشدّة في لعبها.
ومن يدري ماذا ستكون اللعبة القادمة؟ لعبة اغتيالات؟ لعبة انتقام؟ لعبة سطو على بنك؟ ماذا لو كانت لعبة شنّ حرب مدمّرة؟
لا تعتبرني من المصابين بفوبيا التقدّم العلمي، سأروي لك ما نشرته صحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية التي قالت إن الحيوانات التي جرى زرع شريحة في رؤوسها عانت، وفق دعوى قضائية رفعت ضدّ من يقومون بتجارب كهذه، من ”التهابات من الأقطاب الكهربائية المزروعة في أدمغتها” إثر استخدام مادة ”بيوغلو“ غير المعتمدة طبيّاً، والتي قتلت القرود بعد أن دمّرت أجزاء من أدمغتها.
ومن بين ضحايا هذه التجارب القرد المعروف باسم ”الحيوان 21“ الذي تم زرع أقطاب كهربائية في دماغه. لكن بعد يومين فقط من الجراحة بدأ 21 يلهث وظهر عليه الاستنزاف التام، ليتم قتله ”قتلاً رحيماً”.
ابن عمكم الآخر ”الحيوان 11“ قرد تعرّض لذات الصدمات، وجرى قتله في جامعة كاليفورنيا في ديفيس عام 2019.
أما ”الحيوان 15“ فقد بدأ يخضع لتجارب ”نيورالينك“ منذ سبتمبر 2017، وزرعوا له جهاز تسجيل في رأسه، وبعد أربعة أيام من الجراحة، لوحظ أنه بدأ يرتجف، وفي نهاية المطاف قُتل ”قتلاً رحيمًا“ هو الآخر.
أعرف بماذا تفكّر الآن؟ هل تفكّر في الرقم الذي سيعطونك إياه بعد خضوعك لبرنامج الزرع؟ ترى ماذا سيكون؟