ألكسندر لوكاشينكو: البطاقة الحمراء لا تزال في جيبي

شريك بوتين اللدود في مجال إستراتيجي موحّد جديد.
الخميس 2022/12/22
الزعيم البيلاروسي لا يزال يحتفظ بقبضة حديدية

بعد لقائه مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الاثنين، بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر إصراراً على مواصلة حربه في أوكرانيا، من خلال التصريحات الحادة التي أطلقها الأربعاء، معلناً عن قرارات جديدة وجاهزية نووية أعلى.

وكان الغرب بانتظار ما يرشح عن لقاء الحليفين بوتين ولوكاشينكو، وعن كلمة سر يمكن أن يكون الأخير قد باح بها لبوتين، وقد صحّت المخاوف بعد إعلان الرجلين عن قرارات عسكرية جديدة، في وقت أعلنت فيه موسكو أن عددا من سفنها الحربية سيشارك قريبا في مناورات بحرية مع دولة نووية في آسيا.

وفي مينسك، استقبل لوكاشينكو بوتين عبر بث مباشر وهو ينزل من الطائرة رفقة كبار المسؤولين، وبعدها أكّد الزعيمان على استمرار الشراكة الإستراتيجية بين بلديهما.

ورغم اعتراف بوتين أن ما يحدث الآن ”مأساة للشعبين الروسي والأوكراني“ إلا أنه قال إن ذلك ليس بسبب روسيا وإنما بسبب سياسة الدول الأخرى. أما قبل ذلك بساعات فكان بوتين يعلن أن روسيا مستعدة لتطوير المشاريع النووية في بيلاروسيا، واصفاً إياها بأنها “شريكة لنا في جميع المجالات بما فيها الاقتصاد، ومن المهم العمل المشترك في مجال تطوير التقنية العالية”.

وكشف بوتين أنه اتفق مع لوكاشينكو على إنشاء مجال دفاعي موحّد بين روسيا وبيلاروسيا، وعلى تطوير معدات عسكرية جديدة ومواصلة التدريبات العسكرية المشتركة.

ابتلاع بيلاروسيا

لوكاشينكو لا يزال يطبّق الرؤية الماركسية في إدارة البلاد، رافضاً الملكية الخاصة واقتصاد السوق
لوكاشينكو لا يزال يطبّق الرؤية الماركسية في إدارة البلاد، رافضاً الملكية الخاصة واقتصاد السوق

في مينسك، رجل يعدّ أكثر من حليف، في الوقت الراهن، لبوتين، فهو إلى جانب نظرته إلى مصالح بلاده، زعيم لا يزال مؤمناً بتلك القوة التي كان عليها الاتحاد السوفياتي، وهو لا يخفي انتماءه العقائدي للشيوعية حتى اليوم، إذ قال مصدر مقرّب من لوكاشينكو لـ ”العرب“ إن الزعيم البيلاروسي لا يزال يحتفظ ببطاقة عضويته في الحزب الشيوعي السوفياتي في جيب سترته طوال الوقت.

ومادامت هذه قناعات لوكاشينكو فمن الطبيعي أن يرسل له بوتين رسائل تطمينية كتلك التي أدلى بها خلال زيارته إلى بلاده، حين قال إنه “لا مصلحة لروسيا في ابتلاع بيلاروسيا“.

وبدا بوتين سخياً في تعزيز ثقة لوكاشينكو حين وعده بأن يصل التبادل التجاري بين البلدين إلى 40 مليار دولار نهاية هذا العام 2022، بعد أن كان بقيمة 31 مليارا.

وحسب المصدر، فقد شجّع لوكاشينكو بوتين على المضي في الحرب، لفرض أمر واقع على الغرب، فهو يعتبر أن روسيا وبيلاروسيا دولة واحدة، ولو أتت النتائج على عكس ما يتمنى بوتين، فإن ذلك لن يجعل لوكاشينكو حزيناً.

كشف لوكاشينكو عن تعاون عسكري عالي المستوى بين البلدين، حين أعلن أن موسكو تدرّب طيارين بيلاروسيين على استخدام طائرات تم تطويرها لحمل أسلحة خاصة، وأن بلاده لا يمكنها ضمان أمنها من الناحية العسكرية من دون مساعدة روسيا. مضيفاً قوله “وضعنا في الخدمة على أراضي بيلاروسيا منظومتي إس – 400 وإسكندر المقدمتين من روسيا“.

وكعادته رجع إلى تذكير العالم بالماضي، وبما يطرب أذن بوتين، بتهديدات وجهها إلى للعالم قائلاً ”لن نكرّر الأخطاء التي حدثت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي“.

لوكاشينكو يشجّع بوتين على المضي في الحرب، لفرض أمر واقع على الغرب، ولو أتت النتائج على عكس ما يتمنى بوتين، فإن ذلك لن يجعل لوكاشينكو حزيناً
لوكاشينكو يشجّع بوتين على المضي في الحرب، لفرض أمر واقع على الغرب، ولو أتت النتائج على عكس ما يتمنى بوتين، فإن ذلك لن يجعل لوكاشينكو حزيناً

لم يتغيّر لوكاشينكو، وهو الذي كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسميانه ”الدكتاتور الأخير في أوروبا“، ولعل سبب بقائه على نهجه، هو ترك الغرب له ولبلاده ضمن نطاق النفوذ الروسي، وعدم العمل على تقريب مينسك مثلما جرى مع بقية المنظومة السوفياتية المنحلة، واليوم تدفع أوروبا ثمن ظهور لوكاشينكو على الصورة التي رآه فيها العالم، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ومن اللحظة الأولى للعملية العسكرية المتواصلة منذ فبراير الماضي، وأوكرانيا تتهم بيلاروسيا بأنها تزوّد الجيش الروسي بالوسائل المادية والتقنية والذخيرة من مستودعاتها خلال الحرب، وأنها تقوم بإعداد العدّة لشن هجوم مشترك مع موسكو ضدها على الحدود الشمالية للبلاد.

يكاد لوكاشينكو يقسم لبوتين على ولاء يتجاوز ولاء رمضان قديروف رئيس جمهورية الشيشان، حين يواصل إطلاق التصريحات المغالية في تأكيد التبعية للروس، معلناً أنّ روسيا بوسعها الاستغناء عن بيلاروسيا، لكن بلاده لا يمكنها الاستغناء عن روسيا.

ودون أن يذكر متى كانت تلك الأوقات الصعبة التي عاشتها بلاده، تساءل لوكاشينكو ”هل نحن قادرون على الدفاع عن استقلالنا وسيادتنا وحدنا من دون روسيا؟ لسنا كذلك! في الأوقات الصعبة، لم يرفض بوتين ذلك“. فالأوقات الصعبة هي التي تعيشها روسيا في حقيقة الأمر، لا بيلاروسيا التي قدّمت كل الدعم للحليف الروسي، ففي الثالث من ديسمبر الجاري، وقّع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال زيارة إلى مينسك، مع وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين، بروتوكولاً بشأن تعديل الاتفاقية المشتركة الموقعة عام 1997 بين الدولتين، والمرتبطة بتوفير الأمن الإقليمي المشترك في المجال العسكري.

واليوم تُجري وحدة بيلاروسية – روسية مشتركة مناورات عسكرية تستمر حتى 27 من الشهر الجاري، وهذه القوات يشارك فيها 9 آلاف جندي روسي. وستشمل المناورات إطلاق صواريخ حية ومدفعية وتدريبات لمواجهة الغواصات.

لوكاشينكو يشغل منصبه على سدة رئاسة الجمهورية منذ العام 1994. ولا يزال يطبّق الرؤية الماركسية في إدارة البلاد، رافضاً الملكية الخاصة واقتصاد السوق.

وهو يعيّن المسؤولين الذين يقضون سنوات طويلة من أعمارهم في مناصبهم حتى يفارقوا الحياة، كما في حالة وزير الخارجية السابق فاديمير ماكي الذي بقي في موقعه عشر سنين ثم مات فجأة دون الكشف عن الأسباب، قبل أن يُنَصّب بدلاً عنه سيرغي ألينيك مؤخراً، بعد بقاء المنصب شاغراً لفترة، بينما يبقى لوكاشينكو مستمراً في قيادته للدولة.

ووسط أجواء من الغموض الدائم، تعيش بيلاروسيا كدولة مغلقة في عهد لوكاشينكو الذي يصدر القرارات بحبس الصحافيين لأعوام، وأحدثهم كان الصحافي الاستقصائي، سيرغي ساتسوك، رئيس تحرير موقع ”إيزيدنفنيك” الإخباري الذي يقبع في السجن بعد حكم لثماني سنوات، بتهم “التحريض على الكراهية” و”سوء السلوك الرسمي” و”قبول الرشاوى“. ويقول زملاؤه إنه يعاقب للتحقيق في فضائح الفساد التي هزت نظام الرعاية الصحية في بيلاروسيا، ولنشره قصصاً حول تزوير حالات كوفيد – 19. وبفضل قبضة لوكاشينكو الحديدية باتت بيلاورسيا في المرتبة 153 من أصل 180 بلداً في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي نشرته “مراسلون بلا حدود“. وهي تعدّ من بين البلدان “الأكثر خطورة على الصحافيين في أوروبا إلى حدود اندلاع الغزو الروسي لأوكرانيا”. فوسائل الإعلام فيها تتعرض لقمع السلطات أكثر من أيّ وقت مضى، إذ تفاقمت هذه الموجة منذ إعادة انتخاب لوكاشينكو رئيساً للبلاد في أغسطس عام 2020، حيث قام باعتقال نحو 500 صحافي فور فوزه.

سياسة البطاطس

الحرب الروسية ضد أوكرانيا أتت كخشبة الإنقاذ بالنسبة إلى لوكاشينكو، فحتى مع كل هذا الغزل المتبادل بينهما، يقول العارفون إن بوتين ولوكاشينكو كانا ”يحتقران بعضهما البعض“
الحرب الروسية ضد أوكرانيا أتت كخشبة الإنقاذ بالنسبة إلى لوكاشينكو، فحتى مع كل هذا الغزل المتبادل بينهما، يقول العارفون إن بوتين ولوكاشينكو كانا ”يحتقران بعضهما البعض“

عند اندلاع الحرب الروسية ضد أوكرانيا، قال لوكاشينكو إنه يقف إلى جانب روسيا، وإن بلاده ستعترف بروسية شبه جزيرة القرم واستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. ليس هذا فقط، بل إنه قال “أتوقع انضمام معظم الجمهوريات السوفياتية السابقة للدولة الاتحادية لبيلاروسيا وروسيا“.

وبغض النظر عن بوتين ومشاكله مع الناتو، لدى لوكاشينكو مشاكله الخاصة أيضاً، فهناك سكان بولنديون يعيشون على أراضي بيلاروسيا، وهو يتحدث باستمرار عن خطر تدخّل الناتو بذريعة ”إنقاذهم“.

ينتمي لوكاشينكو إلى عقلية أقدم حتى من عقلية الروس في ما يتعلق بحنينهم إلى الماضي الذي يكاد يعيش فيه بالكامل، حتى أنه طالب تلاميذ المدارس في الجمهوريات السوفياتية السابقة بأن يجمعوا مواسم البطاطا كي يبقوا في صحة جيدة. معبّرا عن غضبه الشديد من شعبه الذي لم يعلن التعبئة العامة في المدارس ويرسل التلاميذ لجمع مواسم البطاطس، كما كان يجري أيام الاتحاد السوفياتي. وتساءل قائلاً “ما هو المثال الذي نعطيه لأولادنا في المدارس؟ يقولون إنه استغلال. ولكن كيف يكون ذلك استغلالاً إذا عمل الشخص خمس أو ست ساعات؟ سيكون ذلك أمراً ساراً للأهالي وتدريباً جسدياً جيداً للأطفال”، قبل أن يطالب رئيس الحكومة بإعلان التعبئة في المدارس والجامعات وفي الوسط العمالي والشركات من أجل المساعدة “في حصاد كل المواسم لأن هذه العملية ستجني مالاً كثيراً”.

وسبق له وأن أثار الجدل الواسع حين ادعى في ذروة جائحة كورونا أن الفودكا والساونا من أفضل الوسائل لدرء الوباء، مضيفاً أن “الجميع تقريبا يتفقون اليوم على أنه تم تنظيم جائحة كوفيد - 19، بشكل مصطنع من أجل إضعاف اقتصادات دول العالم، وخاصة الصين”.

وتباهى لوكاشينكو بأنه كان قد تنبأ بمثل هذا السيناريو قبل عامين من ظهوره، متهماً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنهما تسببا بالتضخم الذي يعاني منه العالم. وقال “تم توزيع الأموال بالدولار واليورو على السكان والمؤسسات لدعمها. ولكن رغم ذلك وقفت غالبية الاقتصادات في العالم بما في ذلك عندنا، عند حافة الانهيار، وانهار بعضها اليوم“.

الفلاح البراغماتي

رجل بوتين الحقيقي في بيلاروسيا هو الجنرال فلاديمير تشيرنوف الذي يقود حزباً جديداً يدعو إلى بيع أكبر الشركات البيلاروسية إلى الأوليغارشية الروسية أو إلى الشركات الروسية العملاقة مثل غازبروم
رجل بوتين الحقيقي في بيلاروسيا هو الجنرال فلاديمير تشيرنوف الذي يقود حزباً جديداً يدعو إلى بيع أكبر الشركات البيلاروسية إلى الأوليغارشية الروسية أو إلى الشركات الروسية العملاقة مثل غازبروم

لوكاشينكو يعتبر نفسه فلاحاً من طبقة الكادحين، حياته معلقة بالزراعة، وبالفعل كان قد عمل في السابق في مزرعة سوفياتية. مع أنه يحاول بين الوقت والآخر الظهور كبراغماتي، لكنه سرعان ما يعود إلى قالبه القديم، وحين أجرت معه قناة ”إن.بي.سي“ الأميركية مقابلة بثتها بالتعاون مع وكالة الأنباء الوطنية البيلاروسية قال إن «أهم شيء هو ألا تضعوا أهم محاوريكم ومعارضيكم على حد سواء في مأزق. لذا، عليكم ألا تتخطوا هذه الخطوط، هذه الخطوط الحمراء، مثلما يقول الروس. لا يمكنكم تخطيها“.

وفي الوقت الذي يحاول فيه إبقاء باب الحوار مفتوحاً، يلوّح من جديد بالقوة عبر تهديده بالسلاح النووي الروسي، فهذا السلاح حسب لوكاشينكو ”سلاح مصنوع لغرض ما“.

يقول عنه المراقبون إن لوكاشينكو ما يزال يشعر بنشوة الانتصار، بعد تجديد فترته الرئاسية، في انتخابات يعتبرها الغرب مزورة، فقد أمضى أكثر من 100 يوم في قمع الاحتجاجات السلمية الضخمة التي عمت بلاده، وبعد أن تمكّن قراصنة المعارضة من حجب المواقع الإلكترونية التابعة للحكومة واختراق البث الحكومي عبر الإنترنت مما وصفوه بأنه ”كشف الغسيل القذر للنظام ووحشية أجهزته الأمنية“.

جائحة كوفيد - 19 هي مؤامرة أميركية - أوروبية في نظر لوكاشينكو الذي سبق له وأن أثار الجدل الواسع حين ادعى أن الفودكا والساونا من أفضل الوسائل لدرء الوباء

لكن الأوروبيين يعتبرون أن لوكاشينكو ما يزال، رغم سيطرته على البلاد، في وضع دفاعي، حيث طالب بإزالة الكتابات المعادية للنظام من على الجدران وطلائها حال ظهورها، كما أمر بإزالة أعلام المعارضة الموجودة تحت سطح البحيرات المتجمدة.

ويسهم إغلاق لوكاشينكو للحدود والهجرة الجماعية للشباب، بالتملّص من العقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على بيلاروسيا، حتى أوشك النظام على الانهيار، بعد أن قام البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وبنك الاستثمار الأوروبي بتعليق التعاون مع مينسك كما رفض صندوق النقد الدولي تقديم التمويل له، مما اضطر لوكاشينكو إلى سحب مبالغ كبيرة من الاحتياطي النقدي لمحاولة التخفيف من تراجع قيمة الروبل.

ويرى خبراء الاقتصاد أن الانهيار الاقتصادي قادم لا محالة إلى بيلاروسيا، إلا إذا قدّم بوتين الدعم لحليفه، وقد سبق وتوقعوا أن يطلب الرئيس الروسي مقابل هذا الدعم طلبات محددة من لوكاشينكو عليه أن يلتزم بها. ومن بينها فتح البلاد أمام الأوليغارشية الروسية والشركات المملوكة للدولة، وفقط بهذه الطريقة سوف يضمن بوتين للوكاشينكو الاستمرار في السلطة.

بوتين وراء ظهر لوكاشينكو

بوتين يرغب بكسب ثقة لوكاشينكو بوعده بإيصال التبادل التجاري بين بلديهما إلى 40 مليار دولار بعد أيام
بوتين يرغب بكسب ثقة لوكاشينكو بوعده بإيصال التبادل التجاري بين بلديهما إلى 40 مليار دولار بعد أيام

طبيعة العلاقة بين الرجلين هي السبب وراء عدم تدخّل روسيا لإسعاف لوكاشينكو وقمع الاحتجاجات التي اندلعت في بلاده. لقد أراد بوتين أن يرى لوكاشينكو وهو يهوي لينصّب رجلاً آخر في مكانه. ووفقاً لصحيفة ”ذا إنسايدر“ شبه المستقلة التي تعمل في موسكو فإن بوتين كان يعمل بالفعل على تشكيل حزب جديد موال لروسيا في بيلاروسيا. هذا الحزب الذي رسم له بوتين طريقه والذي يدعى حزب ” قانون الشعب” والذي يضم شخصيات إعلامية ونخبا حاكمة ومسؤولين حكوميين من بيلاروسيا، كان من المقرّر أن يعمل لصالح المزيد من الاندماج مع روسيا.

رجل بوتين في بيلاروسيا هو الجنرال فلاديمير تشيرنوف، وهو ضابط سوفياتي أيضاً، أسهم في قمع “الثورات الملونة” في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، وكان يعمل على إنشاء شبكة من 1200 عضو في الحزب الموالي لبوتين، وبرنامج هذا الحزب التوجه نحو الخصخصة وبيع أكبر الشركات البيلاروسية إلى الأوليغارشية الروسية أو إلى الشركات الروسية العملاقة المملوكة للدولة مثل غازبروم.

لقد جاءت الحرب الروسية ضد أوكرانيا كخشبة الإنقاذ بالنسبة إلى لوكاشينكو، فحتى مع كل هذا الغزل المتبادل بين الرجلين، يقول العارفون إن بوتين ولوكاشينكو كانا ”يحتقران بعضهما البعض“. وإن بوتين لطالما اتهم لوكاشينكو بأنه كان يخدع الكرملين. لكنه هذه المرة لم يسمح له بلعب الدور ذاته.

أما لوكاشينكو فلعله لا يزال يحتفظ ببطاقته الحمراء على أمل أن يكون الرجل المناسب لقيادة اتحاد سوفياتي جديد بعد فشل بوتين.

12