لإضفاء مصداقية على الأخبار انسب التقارير المفبركة عن اليمن لـ"العرب"

مواقع متعددة تتكئ على مصدر صحيفة "العرب" بوصفها السباقة في معالجة الأحداث اليمنية.
الخميس 2019/08/22
تقارير ملفقة منسوبة لـ"العرب"

تتناقل عدّة وسائل إعلام ومواقع يمنية تقارير ملفقة منسوبة إلى صحيفة “العرب” في محاولة منها للبحث عن المصداقية في شيوع الخبر اليمني وانتشاره، نظرا إلى تغطية الصحيفة الشاملة للأحداث اليمنية بالتقارير الإخبارية والتحليلية التي تقدم صورة للقارئ العربي عن الواقع اليمني الملتبس.

تونس - تعمدت مواقع وصحف يمنية مختلفة نسب أخبار مفبركة إلى صحيفة “العرب” اللندنية في محاولة منها للبحث عن مصداقية لطبيعة أخبارها في التصعيد الحاصل في الأحداث التي شهدتها العاصمة اليمنية المؤقتة عدن خلال الأيام الماضية.

ونسب موقع “المشهد اليمني” خبرا ملفقا إلى “العرب” يزعم أن الصحيفة نشرت تقريرا ذكرت فيه أن “الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي سيستقيل ويغادر مقر إقامته في السعودية بشكل نهائي”! ولم تنشر “العرب” في تغطيتها للأحداث اليمنية مثل هذا التقرير.

صالح البيضاني: نسب الأخبار المزيفة إلى "العرب" تأكيد على مصداقية الصحيفة
صالح البيضاني: نسب الأخبار المزيفة إلى "العرب" تأكيد على مصداقية الصحيفة

واستمر التقرير الملفق بالقول إن “غياب الرئيس هادي عن الأحداث العاصفة التي شهدتها مدينة عدن التي سبق أن اتخذها عاصمة مؤقتة بعد فراره من صنعاء إثر غزوها من قبل المتمردين الحوثيين في خريف سنة 2014، كرس انعدام دوره الفعلي مؤذنا بنهاية عملية حتى للدور الاعتباري الذي بقي له، وذلك بعد تورطه في حملة شعواء ضد التحالف العربي رغم إقامته على أراضي المملكة العربية السعودية”.

وفي تقرير ملفق أيضا، ادعى موقع “شباب نيوز” أن صحيفة “العرب” “كشفت عن بوادر تشكيل حكومة جديدة في اليمن بمشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب المؤتمر لتخفيف سطوة وهيمنة حزب الإصلاح عليها”.

وتابع التقرير المزيف “قالت صحيفة العرب الإماراتية -التي تصدر من العاصمة البريطانية لندن- أن نائب الرئيس علي محسن الأحمر ومحمد المقدشي وزير الدفاع ستتم الإطاحة بهما حيث سيتولى طارق عفاش مكان الجنرال الأحمر فيما سيتولى اللواء ثابت جواس مكان وزير الدفاع المقدشي”.

وزعم تقرير الموقع اليمني نقلا عن “العرب” “أن حزب المؤتمر الشعبي العام والمجلس الانتقالي الجنوبي سيشاركان في حكومة جديدة يتم التشاور بشأنها”.

فيما نشرت مواقع يمنية أخرى مثل “الرقيب برس” و”برس بي” و”صدى المواقع” والكثير غيرها، تقريرا ملفقا آخر نسب إلى “العرب” اللندنية، ذكرت فيه “أن الرئيس هادي لم يعد قادرا على تسيير الأمور بسبب أمراضه وتقدمه في السن”.

وأضافت هذه المواقع في التقرير الملفق “أن الرئيس هادي ينوي بعد تقديم استقالته للشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب مغادرة الرياض بشكل نهائي وسيتوجه إلى العاصمة البريطانية لندن لقضاء بقية حياته هناك”.

وعزا محلل إعلامي السبب، الذي يقف وراء نسب كل هذه التقارير المزيفة إلى صحيفة “العرب”، إلى محاولة بحث تلك المواقع عن مصداقية في شيوع الخبر اليمني وانتشاره عبر الاتكاء على مصدر صحيفة “العرب” بوصفها كانت السباقة في معالجة الأحداث اليمنية بامتياز.

تقارير صحيفة "العرب" بشأن اليمن صارت مصدرا لمحطات فضائية ووكالات أنباء دولية دأبت على نقلها دوريا

وقال إن التزييف مستمر، لكنه في الوقت نفسه يحرض المصادر الإعلامية التي تتسم بدرجة عالية من المسؤولية على تقديم المعلومة الدقيقة للقراء في زمن “ما بعد الحقيقة” الذي يتجسد اليوم في مجريات الأحداث العربية.

وتميزت “العرب” اللندنية بتغطيتها الشاملة للأحداث اليمنية سواء بالتقارير الإخبارية أو التحليلية أو بنخبة من المقالات لكتاب محترفين، تقدم صورة للقارئ العربي عن الواقع اليمني الملتبس.

وقال الإعلامي اليمني صالح البيضاني “إن نشر الأخبار المزيفة ونسبها إلى مصادر أخرى كما هو الحال مع ما تنسبه مواقع إخبارية يمنية لصحيفة ‘العرب’، بقدر ما هما انعكاس لحالة الفوضى والارتباك التي تجتاح المشهد الإعلامي اليمني كامتداد طبيعي لحالة الفوضى السياسية في اليمن، هما في نفس الوقت تأكيد على المصداقية التي تتمتع بها ‘العرب’ كمنبر إعلامي رصين يحاول البعض اختطاف اسمه لإضفاء مصداقية وخلق نوع من المتابعة لما تنشره منابر إعلامية أخرى”.

Thumbnail

وأضاف أن ذلك “إما بغرض الانتشار الإعلامي أو بهدف إيصال رسالة سياسية إلى جمهور أوسع من المتابعين أو نوع مختلف منهم بات يشك في الغالب مع معظم ما تتداوله وسائل الإعلام المحلية التي تخلت عن المعايير المهنية لصالح غايات سياسية ومادية في الغالب”.

وصارت تقارير صحيفة “العرب” بشأن اليمن مصدرا لمحطات فضائية ووكالات أنباء دولية دأبت على نقلها دوريا، بسبب ما تتمتع به من مصداقية ودقة نظرا لاستنادها إلى مصادر موثوقة داخل اليمن.

وتتضاعف مشكلة الأخبار المزيفة في وسائل الإعلام العربية بسبب غياب حقوق الملكية الفكرية وحقوق النشر إضافة إلى اعتمادها على النقل دون التثبت من صحة الأخبار.

كما يفتقر أغلب الصحافيين إلى المهارات والأدوات اللازمة للتحقق من مصداقية الأخبار، والمشكلة الأكبر اعتماد هؤلاء الصحافيين على الشبكات الاجتماعية كمصدر لمعلوماتهم، أو التهويل والمبالغة في سرد أحداث حقيقية وقعت فعلا.

وفي مناطق الأزمات والصراع مثل اليمن تجتاح الأخبار الكاذبة والشائعات مواقع التواصل الاجتماعي، مما يجعل المسؤولية أكبر على الصحافيين المطالبين بتحري الدقة والتركيز على مصداقية الخبر وليس السبق الصحافي.

ويتسم الوضع اليمني بحساسية أكبر بالنسبة للصحافيين، نظرا لصعوبة نقل ما يجري على الأرض، بسبب استهداف المراسلين من قبل الميليشيات الحوثية وأطراف الصراع الأخرى.

18