كيف تستمتع باللعب مع أطفالك وتوسع عالمهم

خبراء ينصحون بترك الطفل يمسك زمام القيادة وتشجيعه على ابتكار سيناريو خيالي أثناء اللعب.
الاثنين 2020/06/22
تعلم واستمتاع

نيويورك – أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن الأطفال الصغار يحبّون أن يلعبوا معا، ولكن مع انتشار جائحة فايروس كورونا، من المؤسف أن لقاء الأصدقاء واللعب في جماعات لم يعودا آمنين، مشيرة إلى أن التباعد الاجتماعي هو طريقة مسؤولة لحماية أنفسنا والآخرين، ولكن بالنسبة للأطفال الصغار الذين يتعلمون عن العالم من حولهم ويتواصلون مع أقرانهم من خلال اللعب، قد يكون التباعد الاجتماعي صعبا بصفة خاصة، وقالت “لكن كون أطفالك عالقين في داخل البيت لا يعني أنه لا يمكنهم أن يتعلموا ويتمتعوا”.

وتعاون خبراء اليونيسف مع مؤسسة ليغو للخروج ببعض الطرق المبتكرة التي تتيح للأسر الاستمتاع بلحظات لعب مع الأطفال وتوسيع عالمهم عندما يكون الفضاء المادي محدودا.

وقال الخبراء إنه يمكن لعب الاستغماية بالنسبة للأطفال الرُضّع من سن 0 إلى 9 أشهر وكل ما يحتاجه الآباء والأمهات لأداء هذه اللعبة هو مد اليدين والصوت المرح. وأوضحوا “اجلس ساكنا مع طفلك، وارفع يديك أو قطعة قماش، وغط وجهك، ثم اكشف عن وجهك وقل ‘استغماية!’ أو الكلمة المستخدمة في الثقافة المحلية. وسيُسرّ الطفل الصغير سرورا كبيرا إذ يراقبك تختفي ثم تظهر من جديد. وعندما يكبر طفلك، سيبدأ بأداء هذه اللعبة بنفسه معك”.

كما نصحوا بالقيام بلعبة “انظر وقُل”، التي تتمثل في القيام بالإشارة إلى أشياء مختلفة في المنزل بينما تقول أسماءها وتصفها، مثل “أترى تلك القطة؟ إنها قطة برتقالية”، وهذا سيساعد الطفل على بناء مهاراته اللغوية بينما تتعزز الرابطة بينكما.

الصغار الذين يحاولون فهم العالم من حولهم ويتواصلون مع أقرانهم من خلال اللعب قد يكون تباعدهم الاجتماعي صعبا

وأضافوا “أنشد أغاني مع طفلك واستحدث أدوات موسيقية من أغراض آمنة تجدها حولك في البيت. مثلا، ضع أزرارا أو خرزا في داخل قنينة فارغة واغلقها جيدا ثم هزّها لتصنع أصواتا إيقاعية”. ولفتوا إلى أن الموسيقى تساعد على تطوير الإدراك الحسي، كما أن الإمساك بالقنينة وهزّها هو تمرين ممتاز للمهارات الحركية.

كما نصح الخبراء بلعبة أجزاء الجسد، وقالوا “قم بتسمية أجزاء جسد طفلك والإشارة إليها لمساعدته في تعلّم أسمائها، مثل أين أنف طفلي؟ ها هو! ويمكنك أن تشير إلى أنفك أيضا لمساعدته على إقامة رابطة بين الاثنين: أين أنف بابا / ماما؟ ها هو”.

أما بالنسبة للأطفال من سن 1 – 2 سنة فنصح الخبراء بلعب لعبة سيارة من صندوق، ويتم ذلك عن طريق إيجاد صندوق فارغ مصنوع من الورق المقوى (كرتون)، ووضع الطفل فيه بأمان مع بعض البطانيات الناعمة ليظل مرتاحا. ثم قم بجر الصندوق في الغرفة بينما تقوم بإصدار صوت سيارة “بيب بيب!” وسيستمتع طفلك بالرحلة في سيارته داخل المنزل كما ستحصل أنت على تمرين عضلي! وإذا كانت المساحة محدودة، يمكنك إحداث التأثير نفسه من خلال تحريك الصندوق من جانب إلى آخر وإصدار صوت سيارة”.

كما أشار الخبراء إلى أن القيام بقلب بعض الصحون والطناجر الآمنة وغير القابلة للكسر لصنع مجموعة من الطبول في وسط المطبخ واستخدام ملاعق خشبية كعصي طبل، سيجعلان الطفل يستمتع من خلال تحرّي الأصوات المختلفة التي يمكن إصدارها وهذه اللعبة ممتازة أيضا لتطوير المهارات الحركية الدقيقة.

تعلّم مشترك
تعلّم مشترك

وأضافوا أن إعطاء الطفل بعض أقلام التلوين وورقا وتركه يرسم ما يشاء سيتيح له إطلاق إبداعاته والتمتع بلعب مستقل وإبداعي. وعندما ينتهي من الرسم، يمكن التحدّث معه حول الألوان المختلفة التي استخدمها.

وتعد لعبة تغيير الشخصية بالأزياء من اللعب المهمة للأطفال في سن ما قبل المدرسة، وهي من 3 – 4 سنوات، ويمكن القيام بها من خلال إحضار بعض الأقمشة والملابس المختلفة وتشجيع الطفل على ابتكار زي منها، ثم اللعب معه بناء على الملابس والشخصية التي يختارها.

وقال الخبراء “العب لعبة ‘سوف أمسك بك’ في أرجاء المنزل من خلال اللحاق بطفلك على نحو مرح سعيا للإمساك به. وإذا كانت لديه طاقة كبيرة، فهذا سيساعده على تفريغ هذه الطاقة. وقد تضطر إلى أن تأخذ أنت نفسك قسطا من النوم للراحة بعد أن تنتهي من اللعب، وليس طفلك فقط”.

وتابعوا “أصدر أصواتا مختلفة من أصوات الحيوانات، ودع طفلك يخمّن ما الحيوان المقصود بالصوت. شجّع التناوب في اللعب لتدع طفلك يصدر الأصوات بينما تقوم أنت بالتخمين. وهذه فرصة ممتازة لتعليمه الحيوانات التي تختارانها أيضا”.

وتشد لعبة سباق الحواجز الأطفال الصغار في سن 5 – 8 سنوات وأوضح الخبراء “اصنع مسارا يتضمن حواجز باستخدام الأثاث والمخدات والألعاب، أي شيء آمن وطري. وأظهر لطفلك كيفية التحرك عبر الحواجز ثم اطلب منه القيام بذلك بأكبر سرعة ممكنة. قم بقياس الوقت الذي يستغرقه، وشجعه على تحسين رقمه القياسي في كل مرة يقطع فيها المسار!”.

كما نصح الخبراء بترك الطفل يمسك زمام القيادة وتشجيعه على ابتكار سيناريو خيالي، والالتزام بتعليماته وطرح أسئلة حول العالم الخيالي الذي ابتدعه.

ويمكن أن يطلب من الطفل أن يساعد في تحضير وجبة خفيفة للأسرة والقيام بتحدي أن يستخدم أكبر قدر ممكن من الألوان، بالإضافة إلى إحضار بعض الخيارات الصحية وترك الطفل يرتبها على الصحن حسب التصميم الذي يراه مناسبا، وسيكون فخورا بإبداعه اللذيذ.

21