كوميديا الموقف طريق نحو منافسة قوية في دراما رمضان

الفنان أحمد فهمي يرى أن نجاح التناغم الثنائي أو الثلاثي بين أبطال الأعمال الكوميدية يعطي فرصا أكبر للبحث عن خطوة البطولة المطلقة.
السبت 2019/06/01
أحداث منفصلة لكنها متصلة ضمن حكاية واضحة المعالم

في وقت تتزايد فيه الانتقادات الموجهة إلى الأعمال الكوميدية التي تعتمد على الموقف من دون سياق يساعد على تسلسل الأحداث، يراهن الممثل المصري أحمد فهمي على هذا النوع من الكوميديا للمنافسة بقوة في دراما رمضان الحالي وسط انخفاض جودة الكثير من الأعمال المعروضة.

القاهرة- يقوم الفنان المصري أحمد فهمي هذا العام بدور البطولة في مسلسل “الواد سيد الشحات”، وهي المرة الثانية التي يقدم فيها عملا فنيا تدور أحداث حلقاته في إطار منفصل تشبه “الاسكيتشات” الكوميدية الصغيرة، بعد أن شارك منذ عامين في مسلسل “ريح المدام” الذي لقي قبولا من الجمهور.

قال فهمي في حوار مع “العرب”، إنه يحاول تقديم أعمال تعتمد على سرعة الحركة، في ظل الانتقادات التي توجه إلى الكثير من الأعمال واتهامها ببطء الإيقاع، وهو ما يجعله يفضل تقديم أعمال من الممكن أن توصف بأنها منفصلة في حلقاتها ومتصلة بالسياق العام، كي لا يتشتت ذهن المشاهد خلال متابعته للشخصيات.

وأضاف أن “الواد سيد الشحات”، يقوم على وجود أحداث منفصلة، لكن الرغبة في أن يكون ذلك ضمن إطار عام دفع إلى تقديم أفكار مختلفة في كل حلقة وبالتوازي معها، وتمت المحافظة قدر الإمكان على وجود تسلسل للأحداث، بحيث يتسلم بعضها البعض، ومضت الأمور كما كان مخططا لها، ونجح طاقم العمل في تقديم أفكار متنوعة دون أن يشعر المشاهد بالملل.

وتدور أحداث المسلسل حول شاب فقير يتزوج من فتاة ثرية، فيتعجب الناس من هذا الزواج غير المتكافئ، وخلال الأحداث يفاجأ بعصابة تطارده بسبب مبلغ مالي كبير قام أحد أفراد عائلته بالاحتيال عليها وأخذ المبلغ، فيحاول أفراد العصابة استرداده، ويلجأ إلى شقيقه في رحلة استرجاع الأموال.

ويجمع المسلسل أحمد فهمي بخطيبته الفنانة الشابة هنا الزاهد، ويشاركهما البطولة محمد عبدالرحمن، أحد الوجوه المعروفة في “مسرح مصر”، علاوة على مشاركة عدد كبير من نجوم الشرف وعلى رأسهم: الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي والفنان الليبي حميد الشاعري والفنان أكرم حسني وبيومي فؤاد، والمسلسل من تأليف جماعي لمصطفى صقر ومحمد عز وكريم يوسف وإبراهيم خطاب، وإخراج أحمد الجندي.

أحداث مشدودة

أحمد فهمي: أسعى لتقديم أعمال تعتمد على السرعة للوصول إلى الشباب
أحمد فهمي: أسعى لتقديم أعمال تعتمد على السرعة للوصول إلى الشباب

أكد أحمد فهمي لـ”العرب” أن عدم اعتماده على عدد كبير من الممثلين يرجع إلى رغبته في أن تكون الأحداث متماسكة ودون إطالة لا داعي لها، وصنعت الاستعانة بضيوف الشرف الكبار حالة من الاختلاف لدى المشاهد الباحث عن التميز، وهو ما أصبح مرتبطا بنوعية المسلسلات الكوميدية القائمة على الموقف.

وأشار إلى أنه يفضل أن يكون هناك ثنائي أو ثلاثي من الممثلين الذين يعملون في تفاهم وانسجام، تدور حولهم غالبية المواقف الكوميدية في وجود شخصيات أخرى تكون على الأرجح ضيوف شرف في هذه الأعمال، كي لا ينفرد أحد ببطولة المسلسل وتكون هناك مساحة لكافة أبطاله للكشف عن إمكانياتهم.

وقد تكون فكرة فهمي مرتبطة بظهوره الأول ضمن الثلاثي؛ فهمي وهشام وشيكو، حين قدم الممثلون مجموعة من الأفلام السينمائية الكوميدية أبرزها “سمير وشهير وبهير” و”ورقة شفرة”، و”الحرب العالمية الثالثة”، قبل أن يقرّر كل منهم الانفصال، ليشكل فهمي بعد هذا الانفصال ثنائيا حقّق شعبية جماهيرية مع الفنان أكرم حسني في مسلسل “ريح المدام”، ويسعى إلى تكرار الأمر مع خطيبته هنا الزاهد والفنان محمد عبدالرحمن في “الواد سيد الشحات”.

وأوضح الفنان المصري أن نجاح التناغم الثنائي أو الثلاثي بين أبطال الأعمال الكوميدية يعطي فرصا أكبر للبحث عن خطوة البطولة المطلقة، وأنه استفاد بالفعل من ذلك بعد الانفصال عن هشام وشيكو، وأفاد الفنان أكرم حسني الذي قدم دور البطولة في “الوصية” العام الماضي، وستكون له فائدته على كل من عبدالرحمن والزاهد في الأعوام المقبلة.

وواجه “الواد سيد الشحات” العديد من الانتقادات، ارتبط أغلبها بالتكرار بدءا من اسم المسلسل المقتبس من أحد أهم الأعمال المسرحية للفنان المخضرم عادل إمام “الواد سيد الشغال”، ومرورا بتكرار بعض مواقف ومشاهد المسلسل التي جاءت في مسلسل “ريح المدام”، وانتهاء بإدخال عنصر تقليد البعض من نجوم الفن في ما لا يتلاءم مع السياق الدرامي.

ورد فهمي على تلك الاتهامات بتأكيده أنه أراد جذب الجمهور إلى المسلسل من خلال اسمه في ظل زيادة الأعمال الكوميدية المعروضة، واتهام الاقتباس من “ريح المدام” في غير محله، والتكرار جاء ضمن المواقف الموجودة، وهي نفس المواقف التي قد تتكرر في أعمال أخرى، لكنها في سياق مختلف من عمل إلى آخر.

وأوضح فهمي في حواره مع “العرب”، أن المسلسل هدفه السخرية من الأعمال الفنية الناجحة التي ارتبط بها الجمهور، وليس فقط تقليد أبطال هذه الأعمال، وحصل على موافقة القائمين على مسلسلي “رحيم” و”هوجان” وفيلم “إبراهيم الأبيض”، وجرى توظيف تلك الاقتباسات داخل العمل الدرامي.

وجبة فنية خفيفة

قال أحمد فهمي لـ”العرب” إن مسلسله يستهدف تقديم، “وجبة خفيفة للفئات التي تنجذب للأعمال الكوميدية وليس تقديم قصة محبوكة أو قضية مثارة داخل المجتمع، وهو ما ينعكس على الأفكار المقدمة داخل الحلقات، دارت جميعها لتقديم مواقف وعبارات مضحكة مناسبة للأجيال الشبابية الصاعدة وتتحدث بلغتهم”.

البطولة للنص
البطولة للنص

ويرفض الفنان المصري الاتهامات التي يوجهها البعض بتدخله في كتابة بعض الأعمال التي يشارك فيها ارتكانا إلى خبراته السابقة في التأليف، قائلا “التدخل في الكتابة مصطلح غير دقيق، لأن ما يحدث يكون في إطار النقاشات، وهذا أمر مريح بالنسبة للمؤلف، لكن لا تكون هناك طلبات غير منطقية، وللفنان الحق في بعض الإضافات على الشخصية التي يجسدها”.

وأضاف “الأعمال الكوميدية قائمة بالأساس على الارتجال، ما يصب في صالح إمكانية إحداث بعض التغييرات التي تكون في صالح العمل، والكثير من الأعمال التي قمت بتأليفها شهدت تغييرا في بعض أدوار الشخصيات، ولم يشكل ذلك أزمة، وجميعها مثلت إضافات للشخصيات، وفي النهاية فإن العمل يُنسب إلى مؤلفه”.

وأكد الممثل المصري على أن الأعمال الدرامية المقدمة في موسم رمضان الجاري “تواجه أزمة كبيرة، ترتبط بعدم وجود آلية للتعرف على نسب المشاهدات، كما كان الوضع بالنسبة للأعوام السابقة، لأن أرقام المشاهدات على يوتيوب كانت المقياس الرئيسي في ظل غياب معايير التقييم التلفزيوني، ووجود منصات رقمية عديدة هذا العام جعل جميع أساليب قياس النجاح أو الفشل غائبة”.

وشدّد على أن النجاح في السينما يحكمه شباك التذاكر والإيرادات، وفي كل عمل يقدمه الفنان يكون بينه وبين نفسه تقييم واضح طبقا لانجذاب الجمهور إلى العمل من عدمه، أما في التلفزيون فالعديد من الفنانين يضعون ترتيبا باعتبارهم الأكثر مشاهدة من دون أن يكون هناك ضابط للترتيبات، والمؤشر حاليا أصبح معروفا من رد فعل الشارع أو تويتر من خلال “التريندات”.

وذهب فهمي للتأكيد على أن من يخسر في التلفزيون لا يجد له مكانا قويا داخل السينما، والعكس فإن نجاح الفنان في السينما هو دليل على متابعة الجمهور له في التلفزيون، ويرتبط سوق الفنان أساسا بالسينما التي تعد أقرب جهة قياس لنجاح الفنان من عدمه.

وأوضح أحمد فهمي لـ”العرب”، أنه يتردّد كثيرا في اتخاذ خطوة الخروج من إطار الكوميديا، ولديه الرغبة في ذلك لعدم حصره في الأدوار التي قد تكون محدودة، لكنه في الوقت ذاته يخشى صدمة المشاهد الذي اعتاد منه الكوميديا، ويرتبط بين تحوّله وبين وجود فنان له ثقل يشاركه بطولة العمل كي يكون هناك تحمل مشترك للمسؤولية.

13