كورونا يمنح اللوفر فرصة للصيانة والتجديد

الإغلاق القسري منح مسؤولي المتحف فرصة ذهبية لإجراء عمليات تجديد طال انتظارها.
الأحد 2021/02/21
فرصة ذهبية للترميم في غياب الزائرين

شكل الإغلاق المفروض في فرنسا للحدّ من انتشار فايروس كورونا فرصة ذهبية أمام عمال الصيانة في متحف اللوفر لتنظيف الأعمال الفنية وتشكيل صالات العرض، وإجراء إصلاحات لم يكن من السهل القيام بها مع توافد أعداد كبيرة من الزائرين يوميا.

باريس - مرت لوحة الموناليزا البالغة من العمر 518 عاما بالكثير من الأشياء في حياتها وهي معلقة على الحائط، ولكن نادرا ما شهدت هذا: ما يقرب من أربعة أشهر دون زوار لمتحف اللوفر.

وأصبحت الموناليزا تحدق من خلال الزجاج المضاد للرصاص في “لا سال دي زيتا” الصامتة، في ما كان في يوم من الأيام أكثر المتاحف زيارة في العالم، لكن يمكن أن تشير ابتسامتها الشهيرة إلى الراحة، كما أن “فينوس دي ميلو” الرخامية البيضاء باتت مرتاحة من الزوار الذين يلتقطون الصور.

ولم يتحدد بعد موعد إعادة افتتاح متحف باريس، بعد إغلاقه في 30 أكتوبر الماضي تماشيا مع إجراءات الحكومة الفرنسية لاحتواء فايروس كورونا.

إلا أن هذا الإغلاق يمثل فرصة لإلقاء نظرة نادرة على مجموعات تغطي 9000 عام من تاريخ البشرية، مع مساحة كبيرة للتنفس.

وهذا عادة ما يفتقر إليه المتحف الذي أفسده نجاحه الخاص، فقبل الوباء خرج الموظفون واشتكوا من أنهم لا يستطيعون التعامل مع الاكتظاظ، مع ما يصل إلى 30 أو 40 ألف زائر يوميا.

كما منح الإغلاق القسري مسؤولي المتحف فرصة ذهبية لإجراء عمليات تجديد طال انتظارها، والتي لم تكن ببساطة ممكنة مع ما يقرب من 10 ملايين زائر سنويا.

وعلى عكس الإغلاق الأول، الذي أوقف جميع أنشطة متحف اللوفر، شهد الثاني عمل حوالي 250 من موظفي المتحف بكامل طاقتهم.

ويقوم جيش من القيمين والمرممين والعمال بتنظيف المنحوتات وإعادة ترتيب القطع الأثرية والتحقق من المجموعات وإعادة تنظيم المداخل وإجراء عمليات الترميم، بما في ذلك في الجناح المصري وغراند غاليري، أكبر قاعة بالمتحف يتم تجديدها بالكامل.

وقال لوران لوغودارت، مدير التراث المعماري والحدائق في متحف اللوفر “نحن نستفيد من إغلاق المتحف لتنفيذ عدد من الأعمال الرئيسية، وتسريع عمليات الصيانة وبدء أعمال الإصلاح التي تصعب جدولتها عندما يعمل المتحف بشكل طبيعي”.

وأثناء حديث لوغودارت، كان المرممون يقفون فوق سقالات يأخذون مقاسات الجدران استعدادا لعملية الترميم المخطط لها، وتعود طبقات الطلاء إلى القرن الثامن عشر.

وبالقرب من الزاوية، كان صوت النجارين وهم يرفعون ألواح الأرضية مسموعا بصوت خافت. كانوا يضعون الكابلات من أجل نظام أمان جديد.

وفي السابق، كان من الممكن القيام بهذه الوظائف فقط يوم الثلاثاء، وهو اليوم الوحيد الذي يغلق فيه متحف اللوفر في الأسبوع. الآن تدقّ المطارق، وتحفر الآلات وتنظّف القاعات وفقا لجدول أسبوع كامل، تباطأ بشكل طفيف فقط من خلال إجراءات التباعد الاجتماعي.

وفي المجموع، هناك عشرة مشاريع كبيرة كانت معلقة منذ مارس الماضي قيد التنفيذ، وتتقدم بسرعة.

وهذا يشمل الأعمال في الأقسام الإتروسكانية والإيطالية وصالون كاريه المذهل. كما تجري حاليا عملية ترميم رئيسية لمصلى القبر المصري القديم لأخثوتب من عام 2400 قبل الميلاد.

وأكدت إليزابيث أنطوان كونيج، أمينة قسم القطع الأثرية “عندما يُعاد افتتاح المتحف، سيكون كل شيء مثاليا لزواره، سيكون لدى هذه الجميلة النائمة الوقت لتجميل نفسها”.

وتابعت “سيسعد الزوار أن يروا مرة أخرى هذه الغرف المضاءة جيدا الآن بأرضيات مصقولة ومساحات عرض أعيد تشكيلها”.

وسيتم في البداية، منح الزوار الذين لديهم حجوزات مسبقة الدخول، فقط بما يتماشى مع احتياطات السلامة من الفايروسات.

أما أولئك الذين لا يستطيعون الانتظار، لا يزالون قادرين على رؤية كنوز الفن في متحف اللوفر في جولات افتراضية عبر الإنترنت.

24