كورونا يحاصر نازحي نيجيريا الذين طردتهم بوكو حرام

منظمات إنسانية وحقوقية تعبّر عن قلقها من تفشي وباء كورونا بين النازحين الذين طردتهم حركة بوكو حرام المتشددة.
السبت 2020/04/04
بيئة مواتية لانتشار الوباء

مايدوغوري (نيجيريا) – تتوجس منظمات إنسانية وحقوقية في نيجيريا من أن يطال وباء كورونا النازحين الذين طردتهم حركة بوكو حرام المتشددة.

وفي باكاسي أحد أكبر مخيمات النازحين بسبب تمرد بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا، يصطف الناجون من آلة الحرب في طابور طويل أمام مغاسل بلاستيكية أقيمت على عجل لمحاولة التوعية بمخاطر انتشار وباء كورونا الذي اجتاح العالم. ولم تسجل في هذه المنطقة التي دمرها نزاع مستمر منذ عشر سنوات، أيّ إصابة بالفايروس لكنّ عدد الإصابات التي أعلن عنها رسميا في نيجيريا كان يقترب من مائتين الخميس، وتم رصد بعضها في المناطق الشمالية في البلاد حيث تتوفر إمكانيات ضئيلة جدا للفحوص.

وحذّر العاملون في القطاع الإنساني والسلطات المحلية من أنه إذا ضرب الفايروس النازحين الذين يبلغ عددهم حوالي مليونين في منطقة بحيرة تشاد ويعانون أساسا من شروط صحية وطبية بائسة أساسا، فسيكون الأمر كارثيا. وحول مايدوغوري كبرى مدن المنطقة، يعيش مئات الآلاف من الأشخاص في مخيمات مكتظة تشرف عليها الحكومة أو يتم تجميعهم في ملاجئ هشة في المدينة، هربا من أعمال العنف بين الجيش والمتمردين.

ومياه الشرب من المواد النادرة التي تستخدم بالقطارة، بينما مياه الاغتسال التي تنبعث منها رائحة كريهة فهي من الكماليات الفاخرة.

وقالت عايشتو أبوبكر، وهي واحدة من ثلاثين ألف نازح يعيشون في مخيم باكاسي، إن “هذا الوباء يخيفنا”. وأضافت “يتوجب علينا مواجهة غياب الأمن الذي ما زال ماثلا والآن يأتي هذا المرض”.

منطقة مخيمات اللاجئين تنتشر فيها أوبئة مثل الكوليرا لكن العدوى تبقى محصورة والطاقم الطبي مؤهل لمواجهتها

ويحاول بونو بوكار محمد، الذي شارك في تأسيس منظمة محلية للعمل الإنساني تحمل اسم “سمايل ميشن هيلثكير”، الدفع باتجاه إجراءات وقائية في المخيم.

وقد وضع مواد مطهرة ومغاسل بدائية في المخيم ويوضح كيف يجب غسل الأيدي لمنع الإصابة بـ”كوفيد – 19”.

ولكنه يدرك أن الصابون لن يجدي إذا وصل فايروس كورونا المستجد إلى هؤلاء السكان المعرضين للخطر. وقال بوكار “من الصعب جدا الإبقاء على مسافة مع الآخرين”. ولمحاولة منع انتقال العدوى منعت سلطات ولاية بورنو “أيّ زيارة” إلى المخيمات الرسمية.

ولكن لم يتخذ أيّ إجراء يتعلق بالعدد الكبير جدا من اللاجئين الذين يعيشون في مخيمات غير رسمية.

وقال عمر غوازا، وهو رب عائلة تعيش في شوارع مايدوغوري، “لا نملك شيئا لحماية أنفسنا”.

وأضاف “نحتاج إلى كفوف وأقنعة واقية ومواد مطهرة”.

وبعد عشر سنوات من الحرب دُمر أكثر من نصف المراكز الطبية الـ700 بينما تعاني تلك التي بقيت من نقص في الطواقم والمعدات.

وقال موظف في الأمم المتحدة يعمل في المنطقة الشمالية الشرقية إن “النظام الصحي لا يستطيع احتواء الفايروس ولا معالجة المرضى”.

ظروف صعبة
ظروف صعبة

وأضاف أن “الوباء سينتشر مثل النار في الهشيم وسيصل قوات الأمن. هذا أمر مخيف فعلا”.

وتشهد المنطقة باستمرار انتشار أوبئة فتاكة في المخيمات مثل الكوليرا والتهاب السحايا.

ولكن العدوى تبقى محصورة والطاقم الطبي والإنساني له مؤهلات لمواجهة هذا النوع من الحالات الطارئة.

وبالنسبة على النازحين، وإن كان معدل أعمارهم صغيرا، فهم يشعرون بالخوف من فايروس كورونا.

وقال مسؤول في العمل الإنساني طالبا عدم كشف هويته إن “نظامهم المناعي ضعيف جدا بسبب نقص الغذاء والمياه والشروط الصحية العامة”.

وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أنها تتخذ “إجراءات للاستعداد والتصدي بسرعة لتخفيف تأثير انتشار فايروس كورونا المستجد” بين الأكثر ضعفا في المنطقة الشمالية الشرقية.

ويعني ذلك تأمين إمدادات من مياه الشرب والمساعدة على تأمين صابون أو أجهزة تنفسية أو إطلاق حملات للوقاية من المرض.

وقال مصدر طبي طالبا عدم الكشف عن هوايته إن ولاية بورنو بأكملها تملك عشرة أجهزة للتنفس لملايين السكان.وبعيدا عن الكابوس المرعب الذي يمثله انتشار محتمل للوباء في المخيمات، تخشى منظمات العمل الإنساني أن يكون للخلل العالمي المرتبط بأزمة كورونا عواقب حتى في المناطق النائية من منطقة بحيرة تشاد حيث يقدر عدد الذين يعتمدون على المساعدة الإنسانية بـ7.1 ملايين شخص.

وأغلقت نيجيريا حدودها وأوقفت كل الرحلات الجوية لكن الحكومة أكدت أن وصول المساعدة الإنسانية سيتواصل وتعهدت بتسليم النازحين حصصا غذائية لشهرين مسبقا.

ولكن العاملين في القطاع الإنساني يخشون نقصا في الطواقم وخصوصا لطياري المروحيات التي تشكل وسيلة الاتصال الوحيدة للجزء الأكبر للمنطقة الشمالية الشرقية التي تشهد نزاعا.

وقالت إليونا سينينكو، الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في نيجيريا، إن “شمال شرق البلاد، حيث يتركّز الجزء الأكبر من عملياتنا، هو بيئة لا يمكن التكهن بما سيحدث فيها ومنطقة غير مستقرة”.

وأشارت إلى أن المنظمة ممنوعة من دخول قطاعات عديدة أو غير قادرة على القيام بذلك.

وأضافت أن “القيود المفروضة لمنع انتشار الفايروس تضيف اختبارا جديدا لهذه المهمة المعقدة”.

5