كورونا يجبر القاهرة السينمائي على تقليص عدد الأفلام المشاركة

فرضت جائحة كورونا نفسها ضيفا ثقيلا على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والأربعين، فبعد أن تغيّر موعد انطلاقه من شهر نوفمبر الحالي إلى ديسمبر القادم، اضطرّ القائمون على المهرجان إلى تقليص عدد أفلامه المشاركة إلى النصف.
القاهرة – كشف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن برنامج دورته الثانية والأربعين التي تنطلق في شهر ديسمبر القادم، ليشمل 84 فيلما من 43 دولة.
وقال المنتج والسيناريست محمد حفظي رئيس المهرجان “نواجه هذه السنة ظروفا استثنائية، ليس بالنسبة إلينا فقط كمهرجان بل العالم كله، مهرجانات قليلة جدا استطاعت إقامة دورتها”.
وأضاف “دورنا كمهرجان القاهرة السينمائي أن نستمر برغم التحديات والظروف. لكن مثلما فعلت كل المهرجانات قللنا عدد الأفلام، لدينا 84 فيلما مقارنة مع 150 فيلما تقريبا في العام الماضي”.
وتضم المسابقة الرسمية 15 فيلما منها ثلاثة أفلام مصرية هي “حظر تجول” من إخراج أمير رمسيس وبطولة إلهام شاهين، و”عنها” إخراج إسلام العزازي، والفيلم التسجيلي “عاش يا كابتن” للمخرجة مي زايد.
ويعرض المهرجان في الافتتاح فيلم “الأب”، وهو إنتاج بريطاني – فرنسي مشترك من إخراج فلوريان زيلر وبطولة أنتوني هوبكنز وأوليفيا كولمان.
تقام العروض في المسرحين الكبير والصغير والمسرح المكشوف بدار الأوبرا ومركز الهناجر للفنون إضافة إلى سينما الزمالك.
وكان من المقرّر إقامة المهرجان في نوفمبر الحالي، إلاّ أنه تأجل إلى الفترة من الثاني وحتى العاشر من ديسمبر القادم.
ويكرّم المهرجان في هذه الدورة السيناريست المصري وحيد حامد والكاتب البريطاني كريستوفر هامبتون بجائزة الهرم الذهبي التقديرية، فيما تحصل الممثلة المصرية منى زكي على جائزة الهرم الذهبي للتميز.
كما يحيي المهرجان مئوية ميلاد المخرج الإيطالي فيديريكو فليني بعرض أربعة أفلام مرمّمة من أعماله إضافة إلى فيلم تسجيلي عنه بعنوان “أرواح فليني” للمخرج سيلما ديلوليو.
وبالتوازي مع المهرجان تقام “أيام القاهرة لصناعة السينما” التي تضم ورشات عمل ومحاضرات وحلقات نقاش لكبار المخرجين والمنتجين.
وفي سياق متصل أعلنت إدارة المهرجان عن اختيار المنتجة المغربية لمياء الشرايبي عضوا في لجنة تحكيم ملتقى القاهرة السينمائي، وهي فعالية تقام على هامش المهرجان.
وإلى جانب لمياء الشرايبي، تضم لجنة تحكيم الملتقى، المخرج والكاتب المصري أبوبكر شوقي والمنتجة والممثلة الأردنية صبا مبارك.
ويعتبر ملتقى القاهرة السينمائي منصة للإنتاج المشترك، ويجمع المنتجين الدوليين مع الممولين والموزعين ومؤسسات التمويل والمبيعات والقنوات التلفزيونية، لإقامة تعاون دولي وشراكات مع أفلام من أنحاء العالم العربي.
وتختار لجنة مكونة من خبراء في صناعة السينما مشاريع الأفلام التي تتلقى الجوائز المادية والعينية.
ويتنافس على جوائز الملتقى في دورة هذا العام 15 مشروعا، من بينها مشروع فليم وثائقي للمخرج المغربي المهدي اليوبي، يحمل عنوان “حلق مثل الطير”، وهو إنتاج مغربي فرنسي مشترك.
وتم اختيار قائمة مشاريع الأفلام المتنافسة، التي تتنوّع بين الروائي والوثائقي، في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج، من أصل 105 مشاريع تقدّمت إلى الملتقى، تمثل 12 دولة عربية.
وإلى جانب الفيلم المغربي، تتنافس على جائزة الملتقى في فئة الفيلم الوثائقي ثلاثة أفلام أخرى هي “بنات ألفة” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، و”احكلهم عنا” للمخرج الأردني راند بيروتي، و”قيصر” للمخرجة الأردنية وداد شفاقوج.
وفي مرحلة التطوير، وقع الاختيار على سبعة أفلام من بينها أربعة مصرية، بينما وقع الاختيار على فيلم واحد لمرحلة ما بعد الإنتاج وهو “الزقاق”، والفيلم إنتاج أردني – مصري – سعودي مشترك.
و”أيام القاهرة لصناعة السينما” هي منصة تقام بشراكة مع مركز السينما العربية، توفر فضاء مهما لإجراء النقاشات والتواصل والاجتماعات والورشات والمحاضرات. ومن خلال الملتقى يفسح المجال لإقامة تعاون بين المواهب العربية والمحلية وأهم الشخصيات الدولية في عالم الفن السابع بهدف دعم السينما العربية.
وعن الملتقى، قال حفظي “هناك إصرار هذا العام بأن يواصل الملتقى النجاح الذي حقّقه في دوراته الماضية، بتوفير كل سبل الدعم للسينمائيين العرب وتسليط الضوء على مشاريعهم المتميزة، دون الاستسلام لحالة الركود التي فرضها فايروس كورونا على صناعة السينما في العالم، ولكن في الوقت نفسه نتعهد في مهرجان القاهرة بتوفير مناخ آمن خلال إقامة الفعاليات، يلتزم بكافة المعايير والإجراءات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية والحكومة المصرية، حفاظا على صحة وسلامة الجمهور والسينمائيين”.
وسيكون مهرجان القاهرة السينمائي آخر مهرجان سينمائي تنظمه مصر في 2020 بعد إلغاء العديد من المهرجانات هذا العام بسبب تفشي جائحة كورونا.
وتوقّفت المهرجانات السينمائية في مصر منذ مارس الماضي بعد إعلان كورونا جائحة عالمية، ثم عادت في أكتوبر مع انطلاق مهرجان الجونة السينمائي وبعده مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط.