كوبيتش يتسلم مهامه مبعوثا أمميا إلى ليبيا وسط تحديات متصاعدة

المبعوث الأممي المخضرم يتمتع بحنكة سياسية في مجال الدبلوماسية والسياسات الخارجية.
الثلاثاء 2021/02/09
تسلم المهام رسميا

تونس - باشر الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيتش الاثنين مهامه رسميا رئيسا جديدا للبعثة الأممية للدعم إلى ليبيا بعد انتهاء مهمة رئيسة البعثة بالإنابة ستيفاني وليامز، وذلك في فترة تواجه فيها البلاد تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة سواء العسكرية أو السياسية.

وقالت البعثة في بيان نشرته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ليل الأحد إن “كوبيتش سيبدأ مهامه الاثنين بعد انتهاء مهمة المبعوثة بالإنابة في ليبيا ستيفاني وليامز”.

وأضافت أن كوبيتش تحدث قبل مباشرة مهامه مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج ووزير الخارجية محمد سيالة، مؤكدا على التزام الأمم المتحدة بتحقيق الاستقرار في ليبيا والبناء على النتائج الإيجابية لملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف.

كما شدد الجانبان خلال المكالمة على أهمية استكمال المسارين العسكري والاقتصادي بعد الاتفاق على تشكيل سلطة تنفيذية جديدة، آملين أن يتيح هذا الاتفاق إعادة توحيد مؤسسات الدولة والالتزام بإجراء الانتخابات العامة في موعدها المقرر.

ويأتي استلام كوبيتش لمهامه في وقت تسارعت فيه التطورات السياسية حيث نجح الفرقاء الأسبوع الماضي في انتخاب حكومة مؤقتة ومجلس رئاسي جديد في عملية لا تحجب المخاوف التي تخامر جل المراقبين بشأن مدى قدرة هؤلاء الفرقاء على تهيئة الظروف اللازمة لإجراء انتخابات في موعدها في ديسمبر المقبل.

ويرى هؤلاء المراقبون أن الفترة المقبلة ستحمل تحديات متعاظمة لكوبيتش على مختلف المسارات، لاسيما المسارين السياسي والعسكري حيث يُنتظر أن يتم تشكيل حكومة مؤقتة جديدة وعرضها على البرلمان، علاوة على معضلة الميليشيات والمرتزقة المنتشرين في ليبيا في غياب رغبة جدية لدى الأطراف التي تدخلت في الصراع في إنهاء وجود هؤلاء في البلاد.

ولعل هذه أبرز التحديات التي ستعترض كوبيتش حيث لا تزال هناك رغبة من الفرقاء في الاقتتال والفوضى التي عبروا عنها من خلال التمسك ببقاء المرتزقة، في خرق واضح للتفاهمات التي تم التوصل إليها في مباحثات اللجنة العسكرية 5+5 وغيرها من الإجراءات ما يضع المبعوث الأممي الجديد أمام اختبار جدي.

أبوبكر بعيرة: الأمر لا يزال يتطلب حل عقدة التئام البرلمان لمنح الثقة للحكومة

وفي المقابل، يشكك متابعون في قدرة رئيس الحكومة الجديد عبدالحميد الدبيبة على تشكيل الحكومة في أجل أقصاه 21 يوما ونيل ثقة البرلمان المنقسم على نفسه وهو ما يعني المزيد من التعطيلات على مستوى المسار السياسي الذي من المفترض أن يُفضي إلى انتخابات برلمانية ورئاسية في ديسمبر المقبل.

وقال رئيس البرلمان عقيلة صالح مساء الأحد إنه ”يجب إعطاء فرصة للحكومة الجديدة وسيكون لنا موقف إذا حادت عن الطريق”.

وأضاف صالح في تصريحات أعقبت زيارته إلى مصر أن “كل الأقاليم ستنال حقوقها وستجمد عوائد النفط حتى توزع بالمساواة”، مردفا أنه “سيتم فتح الطريق الساحلي قريبا وخروج القوات الأجنبية من ليبيا قريب”.

ودعا عضو مجلس النواب (البرلمان) أبوبكر بعيرة أعضاء المجلس إلى لمّ شمل البرلمان والالتقاء في جلسة قانونية مكتملة النصاب لتنفيذ الاستحقاقات الوطنية وعلى رأسها منح الثقة للسلطة التنفيذية الجديدة وتسهيل عملية الانتقال الديمقراطي وتسليم السياسة لأجسام منتخبة من الشعب الليبي.

وأضاف بعيرة في بيان نشره الاثنين عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك أن “الاتفاق الأخير على تشكيل السلطة التنفيذية يمثل بارقة أمل أمام الليبيين للخروج من مختنق المراحل الانتقالية”، مؤكدا أن “الأمر لا يزال يتطلب حلَّ عقدة التئام مجلس النواب الليبي في جسم موحد وبنصاب كامل من أجل منح الاعتماد والثقة لحكومة الوحدة الوطنية المختارة مؤخرا”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد عين في وقت سابق وبشكل رسمي كوبيتش مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في ليبيا ورئيسا لبعثتها.

وأصدر المكتب الصحافي الخاص بالأمم المتحدة بيانا جاء فيه “أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعيين السلوفاكي يان كوبيتش مبعوثا خاصا له إلى ليبيا ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا”.

وكوبيتش كان المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان منذ العام 2019 وهو يتمتع بخبرة ممتدة لسنوات عديدة في مجال الدبلوماسية والسياسات الأمنية الخارجية والعلاقات الاقتصادية الدولية على الصعيد العالمي وفي وطنه سلوفاكيا.

وعمل من قبل ممثلا خاصا للأمين العام ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق بين عامي 2015 و2018 ورئيسا للبعثة الأممية في أفغانستان بين عامي 2011 و2015، بالإضافة إلى توليه منصب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لأوروبا في الفترة من 2009 إلى 2011، كما كان وزيرا لخارجية سلوفاكيا بين عامي 2006 و2009.

4