كتاب يبحث في تاريخ الإمارات ورحلتها على طريق البناء

استدعت الإمارات، منذ قيامها وحتى اليوم، الكثير من الدارسين والباحثين الذين سلّطوا الضوء على ما يشبه المعجزة الحاصلة في نهضتها بين الأمس والحاضر، وفي هذا الإطار صدرت دراسة للباحث أحمد جابر حسنين علي بعنوان “الإمارات العربية المتحدة – دراسة في بناء وتنمية الدولة”، أشار فيها إلى التجربة الإماراتية باعتبارها من التجارب الفريدة في تاريخ الدول والشعوب.
ينقسم الكتاب، الصادر مؤخرا عن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الإماراتية، إلى أربعة فصول، حيث يتناول في فصله الأول “وطن له تاريخ” نشأة وتطور الإمارات ويقدّم عرضا مختصرا لتاريخها الطويل، بالذهاب إلى دور السياسة في البناء والتشييد.
ويتطرق في الفصل الثاني “الاتحاد وعبقرية البقاء” إلى البعد الديني لوحدة وبناء الدولة وأثر الطبيعة الجغرافية في الوحدة القائمة، مستعرضا عددا من الأحداث التي سبقت قيام الاتحاد بين الإمارات السبع.
ويبحث الفصل الثالث “المثلث القيمي لبناء الدولة” في مفاهيم وتعريفات القيم، ويعرض القيم الثلاث الرئيسية التي بنيت عليها الإمارات وهي الانتماء، العلم، العمل. أما الفصل الرابع “المسيرة التنموية لدولة الإمارات العربية المتحدة”، فيسعى من خلاله إلى سرد تفصيلي للتنمية المحققة في المجتمع الإماراتي.
ويؤكد الكاتب في مقدمته أن المغزى من هذا الكتاب ليس فقط سرد تاريخ الإمارات ورحلتها على طريق البناء وما فعلته من أجل تحقيق التقدم والازدهار في كافة المجالات، بل تقديمها بوصفها نموذجاً يحتذى لكثير من دول العالم؛ وذلك لتحقيق المزيد من التنمية والتقدم والنهوض الحضاري.
كما يقول أحمد جابر حسنين علي، مبينا معنى مفهوم التنمية في دراسته للوضع الإماراتي “التنمية تعني النمو المدروس على أسس علمية، والذي قيست أبعاده بمقاييس عملية، سواء كانت تنمية شاملة أو تنمية في أحد الميادين الرئيسية مثل الميدان الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي أو الميادين الفرعية كالتنمية الاقتصادية أو التنمية الزراعية”، وبالتالي نجد أن دول الإمارات العربية المتحدة قد حققت هدفها في عملية التنمية الشاملة، معتمدة على الإنسان بوصفه الركيزة الأساسية، ومنه وإليه كل هذا العمل.
ومن بين النتائج التي استعرضها الباحث ضمن وجهة نظره الشخصية، أن الإمارات قد جمعت في قيامها بين قيم وأسس وسياسات الدين الإسلامي وبين أساليب المجتمع المدني الحديث في بناء الدولة وتنميتها، وهذا موطن عبقرية قادة الإمارات وشعبها، حيث أكدوا على أنه لا تعارض بين الدين وبين ما هو حديث ومستجد في دنيا بناء الدول وتنميتها.