كتاب جزائري يقدّم حلولا عملية للنهوض باللغة العربية

"واقع اللغة العربية محليا ودوليا".. أبحاث تُناقش غزو اللغة الأجنبية للمجتمعات العربية.
الثلاثاء 2020/09/15
ميلاد مجتمع جديد (لوحة للفنان: رشيد قريشي)

الجزائر - يشتمل كتاب “واقع اللغة العربية محليا ودوليا” على مجموعة من الأبحاث والدراسات حول اللغة العربية تهدف إلى مناقشة القضايا المتعلقة باللغة العربية، وما تواجهه من تحدّيات؛ كغزو اللغة الأجنبية للمجتمعات العربية، وتشكيلها تهديدا كبيرا على هويتنا، بالإضافة إلى الضعف المستشري بين طلبة اللغة العربية وتفشي العاميات على ألسنتهم.

ويسعى الكتاب الصادر عن المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، إلى إيجاد الحلول العلمية والعملية التي تساعد على النهوض بلغة القرآن، وتدفع بها إلى مصاف اللغات الرائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا والتواصل.

الكتاب مجموعة من الأبحاث والدراسات حول اللغة العربية تناقش القضايا المتعلقة بها وما تواجهه من تحديات
الكتاب مجموعة من الأبحاث والدراسات حول اللغة العربية تناقش القضايا المتعلقة بها وما تواجهه من تحديات

ويتجلى ذلك من خلال المحاور التي تناقشها الأبحاث: “اللغة العربية وتحدّي الرقمنة”، و”اللغة العربية لغة تواصل”، و”آليات النهوض باللغة العربية”، و”دور اللغة العربية في تعزيز الانتماء الإسلامي والقومي”، و”واقع اللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي”، و”الأمن اللغوي في الدول الناطقة بالعربية”.

ومن الأبحاث التي يتضمنها هذا الكتاب الجماعي، واحد بعنوان “مشروع الذخيرة العربية.. الواقع والمأمول” تناولت فيه الباحثة صفيّة مطهري أهم المحطات التي مرّ بها هذا المشروع الرائد وآليات عمله، والمميزات التي تجعل منه مشروعا طموحا يهدف إلى خدمة اللغة العربية والنهوض بها ووضعها في متناول الناطقين بها بصورة تواكب متطلبات العصر، وتجاري التطوّرات العلمية والتكنولوجية المتسارعة. كما حاولت مختارية بن قبلية في بحثها عن “إسهامات المعلوماتيين الجزائريين في ميدان اللغة العربية”، أن تضع القارئ في صورة ما يقدّمه الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية، ومدى تأثير ذلك في تحسين التعرف التلقائي على الكلام بطرق إحصائية.

ويشير أحمد بن عجمية في بحثه “اللغة العربية والمحيط العولمي”، إلى أن المعطيات الحالية تدفع إلى الجزم بميلاد مجتمع جديد يختلف عن المجتمعات السابقة، وهذا الاختلاف مصدره الشركات متعددة الجنسيات، والأسواق المتعددة، والانتشار الواسع للإنترنت، وهذا ما جعل الدول الرائدة تكنولوجيا تتحكّم في مجال المعلوماتية، وتحاول إعادة رسم الخارطة الأيديولوجية والاقتصادية لعالم الغد.

وعلى هذا الأساس، يطرح صاحب البحث مجموعة من الأسئلة والمحاور المفتاحية، مع محاولة الإجابة عنها ومناقشتها، أهمّها: هل العولمة نعمة أم نقمة، وكيف يمكن الاستفادة من العولمة، وأهمية البحث العلمي في إنتاج المعرفة، وكيف تتحقّق النهضة العلمية العربية، والترجمة والتعريب، وكيفية تمكين اللغة العربية من مواكبة العصر.

كما يتناول منتصر بلحاج في بحث حول “أثر الخطاب القرآني في بعث وتطوير اللغة العربية”، جمع القرآن كل أساليب اللغة العربية ومميزاتها، بحيث صار المرجع الأساس الذي يُحتكم إليه، لكونه محكما من عند الله، ومفصلا من لدن حكيم خبير، فكان ارتباط اللغة العربية بالقرآن مصدر حفظ لها بحفظه، وبقاء لها ببقائه، حيث هذّبها من وحشيّ الألفاظ وغريبها، وما ثقل على السمع.

ويقول بالحاج “المتأمل في الشعر الجاهلي يلمس مدى الفرق والبون الشاسع للفظ العربي قبل نزول القرآن وبعده، كما أن دور الخطاب القرآني، لا يزال إلى اليوم عنصرا مهمّا ومصدرا من مصادر تطوير اللغة العربية وبعثها بعثا جديدا يواكب البحوث المعاصرة في المجالات المختلفة، ويزوّد اللغة العربية بالألفاظ المتخصصة والتراكيب المعاصرة والأساليب الراقية والدقيقة”.

14