"كبور ولحبيب" سلسلة كوميدية تحقق نجاحا لافتا في المغرب

تعتبر سلسلة “كبور ولحبيب” المغربية من بطولة الفنان الكوميدي حسن الفد في دور “كبور” وهيثم مفتاح في دور “لحبيب” بمثابة الجزء الثالث لسلسلة “الكوبل”، التي حققت بدورها نجاحا باهرا، في الموسمين الماضيين، والتي أبدع في حلقاتها حسن الفد رفقة دنيا بوتازوت، بإخراج وصف بالمتميز.
وتسلط هذه السلسلة الكوميدية القصيرة التي تبث يوميا على “القناة الثانية” المغربية، الضوء على الصدام بين الطبيعة البدوية لسكان القرى وبين نمط العيش العصري في قالب كوميدي، حيث تتطرق السلسلة إلى الحياة الجديدة التي يعيشها “كبور ولحبيب”، اللذان يقطنان في غرفة على سطح بناية في المدينة العتيقة بالدار البيضاء.
ويعمل عزيز حارس العمارة على نقل أخبار سكان البناية إلى مالكتها خديجة وهو ما يخلق مواقف كوميدية ساخرة، ناتجة عن عمق الصدام بين بدوية “كبور ولحبيب”، وشعبوية صاحبة العمارة.
وشارك في تأليف السلسلة، حسن الفد، فيما تكفل بالإخراج، مخرج سلسلة الخيال العلمي “سويتنشرز أكتاريس”، هذا وشاركت في العمل كل من الفنانة المغربية سعاد العلوي التي جسدت دور خديجة، وسميرة هشيكة بدور زهرة، ومجيد السعيدي الذي لعب دور عزيز.
وفي تصريح نقدي عن السلسلة قال توفيق ناديري الناقد المغربي والنائب الكاتب العام للجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال لـ”العرب”، “أعتقد أن تحقيق سلسلة ‘كبور ولحبيب’ لحصة مشاهدة خلال شهر رمضان مرتبط بعدة عناصر، أولها احترام مبدأ الاستمرارية في طريقة التعامل مع الجهة المنتجة، بحكم أن السلسلة تندرج ضمن البرامج المرعية من قبل شركة التواصل، مما يعطي فرصة للإعداد الجيد في التأليف والتصوير والإخراج”.
والعنصر الثاني يضيف ناديري “يتمثل في اعتماد مبدأ استمرارية الحكي، على الرغم من تغيير الشخوص مثل دنيا بوطازوت، أو تقليص حضورهم مثل سمير هشيكة، بما يضمن تواصل العلاقة بين المتلقي والقصة والشخصيتين الأساسيتين وهما حسن الفد وهيثم مفتاح”.
السلسلة تسلط الضوء على الصدام بين الطبيعة البدوية لسكان القرى المغربية وبين نمط العيش العصري في قالب كوميدي
وأشار الناقد المغربي إلى أن هناك معطى ثالثا يتجلى في الوفاء بمبدأ دقة الحوار وعدم تجاوز مدة زمنية ضيقة، على اعتبار أن الفعل الكوميدي صعب التناول، وهذا ما يقلل هامش الخطأ، على الرغم أن المتخصصين لمسوا ضعفا كبيرا على مستوى الكتابة وعدم انسجامها أحيانا، بالإضافة إلى أننا نلاحظ أن حسن الفد استطاع أن يجد نفسه في شخصية “كبور” بشكل ذكي، دون غيرها، وهذا ما يدل على أنه فشل في سلسلة “سلوى وزبير”. هذا وعندما تم الإعلان عن تصوير سلسلة “كبور ولحبيب” دون تواجد دور “شعيبية” قبيل شهر رمضان الحالي، تخوف الجمهور المغربي من عدم نجاح التجربة نظرا للنجاح منقطع النظير الذي حققته سلسلة “الكوبل”، إلاّ أن غياب دنيا بوطازوت التي لعبت دور “شعيبية” لم يؤثر
سلبا على السلسلة، بل تحققت إضافات جديدة تم توظيفها باعتبار الشخصيات المميزة التي تم اعتمادها في السلسلة الجديدة، بالإضافة إلى الشخصيتين الرئيسيتين ”كبور ولحبيب”.
وفي هذا الصدد، قالت المشاهدة المغربية الشغوفة بالسلسلة غزلان أنوار في تصريح لـ”العرب”، “في الحقيقة كنت أنتظر الحلقة الأولى من سلسلة ‘كبور ولحبيب’ بفارغ الصبر، وكنت متشوقة لنسختها الثالثة دون وجود ‘الشعيبية’، حيث كنت متخوفة من أن يحدث عدم حضور بوطازوت خللا في السلسلة، فإذا بي أتفاجأ منذ الحلقة الأولى بأن السلسلة جيدة جدا، وضحكت كالمعتاد نتيجة التفاعل بين دور ‘كبور’ و’خديجة’ التي أبدعت في دورها”.
وأضافت أنوار “ما لاحظته هو الحرفية المهنية لماجد السعيدي في أول ظهور له، بالإضافة إلى حرفية هيثم مفتاح، ومن الملاحظ أيضا أن هذا العمل جمع أدوارا متألقة ومحترفة أعطت انسجاما أدخل الفرحة على قلوبنا، وهي نفس الفرحة التي عشناها مع الجزأين الأولين لسلسلة ‘الكوبل’ في الموسمين الماضيين”.