كبار السن يحتفون بالاستثناء التونسي والشباب يتجاهلونه

الاقتراع الرئاسي يشهد حضورا كثيفا لكبار السن، وغيابا لافتا للشباب، حتى بعد ساعتين من بدء التصويت.
الاثنين 2019/09/16
كبار السن مفاجأة الانتخابات

تونس – عبر الشباب التونسي عن نفوره من الحياة السياسية بمقاطعة الانتخابات الرئاسية.

يُنظر إلى تونس على أنها التجربة الديمقراطية الوحيدة الناجحة من بين عدة دول عربية شهدت ثورات شعبية، بداية من عام 2010، والتي أطاحت بأنظمتها الحاكمة، ومنها مصر وليبيا واليمن.

لكن مراقبين يرون أن هذا الاستثناء الذي تتباهى به السلطات لم يعد يلقى صدى شعبيا، خاصة مع مقاطعة الشباب الذين يشكلون أغلبية السكان في تونس.

وتصدر كبار السن المشهد حتى بعد منتصف يوم الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التونسية.

وشهد الاقتراع الرئاسي في محافظات تونسية، الأحد، حضورا كثيفا لكبار السن، وغيابا لافتا للشباب، حتى بعد ساعتين من بدء التصويت.

وفتحت معظم مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 08:00 بالتوقيت المحلي (07:00 ت.غ)، وتم إغلاقها على الساعة 18:00 (17:00 ت.غ).

وفي محافظة قفصة (جنوب غرب)، قال المنسق الجهوي للهيئة الفرعية للانتخابات إن “نسبة الإقبال على التصويت بمختلف المراكز الانتخابية بالجهة كانت في حدود 3.3 بالمئة حتى العاشرة صباحا، والنسبة قاربت الصفر للفئة العمرية بين 18و24 سنة، وهي أقل نسبة إقبال تُسجل بعد الثورة”.

وشكلت هذه الأرقام مفاجأة الانتخابات الرئاسية وأثارت التساؤلات بشأن تقارير تحدثت خلال الأشهر الماضية عن تسجيل أكثر من مليون ناخب جديد أغلبهم من الشباب دون سن الخامسة والعشرين.

وشهدت تونس انتخابات رئاسية بالتصويت المباشر عام 2014، بعد أن أطاحت ثورة شعبية بالرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي.

وفي محافظة القيروان (وسط)، وأمام أكبر مراكز الاقتراع من بين 313 مركزا، تسابق صباحا عشرات الناخبين لحجز أماكنهم في الصفوف الأولى للمقترعين.

وقال المنسق الجهوي للهيئة الفرعية للانتخابات، طارق خلف إن “الإقبال عادي ومحترم في

 الساعة الأولى من الاقتراع، ويشبه الإقبال ما كان في انتخابات 2014 الرئاسية”.

وفي محافظة صفاقس (جنوب)، قال منسق الهيئة الفرعية للانتخابات، محمد الحمامي، في تصريح صحافي، إن الإقبال بدائرة صفاقس 1، خلال الساعات الأولى، كان متوسطا.

وأفاد الحمامي بحدوث تجاوزات في محيط مراكز الاقتراع، من بينها أنشطة دعائية.

ومن بين 24 مرشحا، يختار الناخبون خليفة للرئيس الباجي قائد السبسي، الذي توفي في 25 يوليو الماضي، عن 92 عاما، ما أدى إلى التبكير بموعد الانتخابات بعد أن كانت مقررة في 17 نوفمبر المقبل.

ورافق انطلاق الاقتراع تواجدٌ أمني وعسكري كثيف، لضمان سلامة العملية الانتخابية.

ويبلغ عدد الناخبين 7 ملايين و155 ألفا، يقترعون في 13 ألف مكتب اقتراع، موزعة على 4567 مركز تصويت، في 33 دائرة انتخابية داخل تونس وخارجها.

وأعلنت هيئة الانتخابات، في مؤتمر صحافي بالعاصمة تونس، أن نسبة الإقبال في عموم البلاد بلغت 16.3 بالمئة عند 13:00 صباحا بالتوقيت المحلي، أي بعد 5 ساعات من بدء الاقتراع.

وبلغت نسبة المشاركة في الدوائر الانتخابية بالخارج 10.8 بالمئة، منذ الجمعة وحتى حدود الساعة العاشرة من صباح الأحد (09:00 ت.غ). وستشهد تونس انتخابات برلمانية في 6 أكتوبر المقبل.

4