"كاليغولا 2" تقدم سلسلة عروض جديدة في تونس

تونس - قدم عرض "كاليغولا 2" للفاضل الجزيري، وهو إنتاج مشترك بين المسرح الوطني التونسي والفيلم الجديد، سلسلة عروض بعدد من المهرجانات التونسية، بداية بمهرجان المسرح الحديث بالقيروان، تلاها عرض في مهرجان حضر موت للمسرح بسوسة، ويختمها بعرضه مساء الخميس الثاني من نوفمبر بمهرجان سيليوم للمسرح بالمركب الثقافي في محافظة القصرين.
المسرحية كما هو بيّن من عنوانها، تعود إلى شخصية بصمت التاريخ الإنساني، ودخلته كمثال على الطاغية المجنون، إنه الإمبراطور الروماني الملقب بكاليغولا، والذي حكم روما لأربع سنوات كانت كفيلة بإلحاقه في خانة أفظع الحكام المهووسين في التاريخ البشري.
كاليغولا كما نعلم من خلال المعلومات التاريخية، شاب فتنته السلطة، وتحوّل ما أن اعتلاها إلى آلة بطش مجنونة، يقتل للمتعة ويتحكم في المصائر والنفوس ويلهو بالدم والأرواح ببرود مرضيّ، وقد ذكرت العديد من المصادر التاريخية أفعالا شنيعة لهذا الإمبراطور الشاب الذي اغتيل باكرا، ورغم أن الكثير منها مشكوك فيه والمقارنات بينها تؤدي إلى تضارب كبير، فإن هذه الشخصية نجحت في أن تعبر إلى الخلود، بصفتها واحدة من الطغاة الأكثر شهرة.
في كل العصور تتم استعادة كاليغولا، خاصة في الفن، بصفته تجسيدا لنظام الحكم الكلياني وجنون الطغيان والسلطة وما يواكبه من حاشية فاسدة تعتاش على جنون الطاغية وترسّخ سلطانه المهووس حد ادعاء الألوهة، لا لشيء إلا لنيل المكاسب من التصفيق والتهليل ومن استمرار النظام المختل.
مسرحية الجزيري لم ترتبط بشكل كلي بقصة الحاكم كاليغولا، نجد تقاطعات كثيرة مع القصة التاريخية، إذ تدور المسرحية حول الحاكم الشاب المهووس بالسلطة وما يدور حوله من أعوان سلطة يرسّخون حكمه، ومن نساء يستغلهن، نجد كذلك ذكرا ولو عابرا لعلاقة الطاغية بأخته، التي أوردت بعض المصادر التاريخية أن فيها سفاح قربى، وكذّبت أخرى ذلك، إذن تتقاطع الشخصيات المسرحية مع الشخصيات التاريخية في الطبع، لكن لا تطابق بينها.
نص العمل ومواضيعه باللهجة التونسية، إذ قسّم العمل إلى مشاهد يخوض كل منها في قضية، مثل العنف والصراع لأجل السلطة والفساد والطغيان، ولكن بإحالة على واقع تونس اليوم، ونقول تونس رغم أن العمل لا يقدم إطارا مكانيا أو زمانيا محددا، فقط يدور في حمّام أثناء هبوب عاصفة حيث يعلق الجميع في الداخل بينما المفاتيح عند الطاغية.