كاتبات يتحدثن بحميمية ويُسببن الخجل للمترجمين العرب

الروائي صنع الله إبراهيم يترجم نصوصا جريئة لاكتشاف الذات الأنثوية.
الأحد 2023/04/02
من الصعب ترجمة الأدب الغربي إلى العربية

في العالم لا تزال الساحة الأدبية والثقافية وحتى الاجتماعية عموما محكومة بتوجهات محافظة للغاية تتحول إلى نوع من التشدد في لحظة، وبالتالي فهي ترفض الكثير من الأعمال الفنية الجريئة، على غرار الأدب أو حتى المقالات التي تتحدث بحرية وجرأة عن قضايا تحتاج إلى إثارتها.

لم يقف كتاب “التجربة الأنثوية، مختارات من الأدب النسائي العالمي” عند ترجمة بعض النصوص الأدبية لكاتبات عالَميات، بل هو مشروع لفكرة دارت في خلد الروائي المصري صنع الله إبراهيم، وراح يطرحها عبر هذه النصوص. تقوم الفكرة على فهم الذات الأنثوية من خلال المرأة ذاتها؛ أي إدراك الأحاسيس والمشاعر التي تتشكل فيها من خلال ما ذكرته هي عن نفسها. فالمرأة أبلغ من يكتب عن المرأة؛ هي التي تشعر، وهي الأكثر قدرة على التعبير عما تشعر به، وخاصة إذا كان الشعور لا يتعلق بطموحاتها، وإثبات ذاتها العملية والعلمية والمجتمعية، بل هو شعور يتعلق في الأساس بجنسها، وكيفية فهمها طبيعة جسدها، ورغبات هذا الجسد.

الكتاب تجرِبة خاصة وفريدة وجريئة في آنٍ واحد، لكنها بلا شك تسلط الضوء على أمور كثيرة ظلت طويلا أسيرة لمحرمات مجتمعية، لكن صار من الممكِن البوح بها.

مختارات للكاتبات

النصوص التي اختارها وترجمها صنع الله أعادت مؤسسة هنداوي نشرها، وقدم لها بمقدمة كاشفة للمحاذير والقيود التي تقف عقبة في طريق ترجمة الأدب الغربي الحديث، خاصة الذي يتعمق في الجنس ويفيض بالمشاعر والأحاسيس الخاصة بالتجربة الجسدية للمرأة.

وضم الكتاب نصوص “استيقاظ مود” من رواية بنفس العنوان للأميركية مارج بريسي وتتناول سذاجة وكوميدية التجربة الجنسية الأولى، و”أنا الغريبة الجميلة”، من رواية بنفس العنوان تستكشف عالم الرجال بعيون فتاة مراهقة، للأميركية روزالين دريكسلر (1965) وهي كاتبة مسرحية وشاعرة ورسامة ومصارعة أيضا، ونجد نصا بعنوان “الحب بالشخص الثالث والثمانين” للأميركية جويس إلبرتو التي تصور خواء التجريب الجنسي الذي يأخذ شكل الألعاب الرياضية، ونصا ثانيا لها بعنوان “لا يمكن أن يكون ميتا، فقد تحدث إليّ” ترسم فيه صورة ساخرة من العربدة الجنسية التي تبتذل الجانب الإنساني. ونجد “أهلا بك” لهارييت سومرز، وتتعرض في هذا النص لتجربة الإجهاض في مجتمع يحرمه.

المواجهة العربية مستمرة طوال العقود الأخيرة، مع قوى الإمبريالية من ناحية والتخلف والرجعية من ناحية أخرى

وفي الكتاب كذلك نص “الكراسة الذهبية”، وهو مقطع من الرواية الشهيرة التي تحمل نفس الاسم، والتي وصفت بأنها واحدة من أهم روايات القرن العشرين لواحدة من أبرز كتابه هي دوريس ليسنج، التي ولدت في جنوب أفريقيا وهاجرت إلى إنجلترا في الثلاثين من عمرها. وتتفحص ليسنج في هذه الرواية بكل صراحة معاناة المرأة العصرية المثقفة، والتناقُض الذي تعيشه بين تكوينها العاطفي والنفسي القديم، وبين حياتها الاجتماعية العصرية. فالبطلة كاتبة، تعجز عن مواصلة الكتابة، وتكتشف أنها تواجه إشكالية واحدة في أمور الزواج والحب والأطفال والدين والسياسة والمال، تنبع من تمسكها باستقلاليتها من ناحية وحاجتها إلى أن تكون مرغوبة من ناحية أخرى.

ونجد أيضا نص “بين ذراعي تامارا” للكاتبة الفرنسية فرانسواز ماليه، و”سولا.. رقيقة من الذهب تحتها مرمر” للكاتبة الأميركية توني موريسون الحائزة على جائزة نوبل 1973، و”يوميات زوجة غير مخلصة” للكاتبة الإيرلندية إدنا أوبريان (1966)، و”القلب النازف” للكاتبة الأميركية مارلين فرنش (1980)، و”جامعة الكنوز” للكاتبة الأفريقية بيسي هيد (1977).

يبين صنع الله أنه “في عام 1966 وقع في يدي كتاب أميركي صدر في نفس العام بعنوان ‘النساء الجديدات الجريئات’ تتنوع مواده بين القصة والرواية والمقالة والمسرحية، ويجمع بينها أمران: أن المؤلف دائما امرأة، وأن الموضوع واحد هو الجنس. كانت هناك أسماء معروفة بين الكاتبات، تنفي عن الكتاب صفة الابتذال، فعلى رأسهن الإنجليزية دوريس ليسنج التي حققت مكانة رفيعة قبل ذلك بأربع سنوات بروايتها الشهيرة ‘الكراسة الذهبية’، والإيرلندية أدنا أوبريان التي تتمتع بشهرة مماثلة”.

وفي تبرير هذه المجموعة من الكتابات كتبت محررة الكتاب تقول “إن سنوات الستينات شهدت تغيرا عظيما في الطريقة التي تكتب بها المرأة، وفي موضوع كتابتها؛ فقد أصبحت أصلب عودا، وأقل عاطفية، ولم تعد تعبأ برقَّة التعبير، والأهم من هذا كله أن كتابتها صارت في أغلب الأحيان كتابة شخصية”.

الستينات شهدت تغيرا كبيرا في الطريقة التي تكتب بها المرأة ومواضيعها، فقد أصبحت أصلب عودا وأقل عاطفية

ورأت أن الكتابة الذاتية لا الموضوعية، والكتابة عن الجنس، أمران طبيعيان بالنسبة إلى المرأة، و”لعل الكتابة بحرية عن الجنس أكثر أهمية للنساء منه للرجال”. وقالت أيضا “الجنس هو مركز هذا المحيط، ولهذا فإن أسبابه ونتائجه، وتأثيراته الاجتماعية والوجدانية، تُشكل مادة وجودها. إن التجربة الجنسية لأغلب النساء ليست مجرد تجربة جنسية، وإنما هي محاولة للإمساك بالكون. وسواء أكانت حسنة أم سيئة، فإنها تسفر دوما عن كشف”.

ويضيف صنع الله إبراهيم “كان صدور كتاب ‘النساء الجديدات الجريئات’ أمرا طبيعيا في أواسط العقد الفريد بأحداثه الكبرى بمثل ما كان اهتمامي به آنذاك. والحق أنه يمثل وثيقة هامة تتعلق بعالم مازال يحتاج كثيرا من الكشف، فقد حرصت محررة الكتاب، عند اختيار النصوص الإبداعية، على تحقيق التنوع الذي يسمح بتغطية الحياة الداخلية للمرأة في مراحلها المتعددة وصورها المختلفة، فتتبعتها مراهقة، عاشقة، زوجة، مغامرة، باحثة عن اللذة، أو ضحية للبرود الجنسي ومحبطة”.

ويتابع “عندما سافرت إلى الخارج في صيف عام 1968، كان هذا الكتاب من بين الكتب التي حملتها معي وحرصت على عدم مفارقتها سنوات طويلة. فقد كنت أداعب فكرة ترجمة بعض نصوصه إلى اللغة العربية. وألفيت نفسي بعد قليل مدفوعا إلى ذلك بضغط الحاجة، خلال وجودي في بيروت، وعرضت الفكرة على الشاعر أنسي الحاج الذي كان يرأس تحرير مجلة ‘الحسناء’، ويكتب لها افتتاحيات بأسلوب رشيق يتعمد إلهاب خيال المراهقات، فرحب بالأمر. ووقع اختياري على هذه النصوص”.

الكتاب تجرِبة خاصة وفريدة وجريئة في آنٍ واحد تسلط الضوء على أمور كثيرة ظلت أسيرة لمحرمات مجتمعية

ويشير الروائي والمترجم المصري إلى أنه اختار هذه النصوص، وبدأ ترجمتها على الفور، كما بدأ أنسي الحاج في النشر بحماس، وقد أتاحت له ممارسة هوايته اللغوية، فقدم أحدها مثلا على أنه يصور “عالم المراهقات الموحش واللذيذ والوحشي”. لكنه لم يلبث أن قال له مستنكرا “أنت تكتب لنا دعارة” وتوقف النشر، لكنه لم يتخل عن مواصلة الترجمة.

ويتابع “أقبلت أجمع في اهتمام، طوال الأعوام التالية، النصوص المماثلة، وكأني في رحلتي الشخصية من أجل دراسة وفهم المرأة والسلوك الجنسي عامة، كنت أستكمل، بلا وعي، كتابا أقدمه لقراء العربية ذات يوم، وهكذا التقيت بأناييس نين، بدت لي هذه الشخصية الفريدة في بادئ الأمر غير حقيقية، مختلقة، وشككت طويلا في أن اسمها مستعار يتخفى وراءه أحد الكتاب المعروفين، إلى أن قرأت يومياتها التي بدأت في كتابتها في الحادية عشرة من عمرها، بدأت يومياتها الفذة على هيئة رسائل إلى أبيها الذي كان قد هجر الأسرة. وظلت تكتب هذه اليوميات طول حياتها، بالفرنسية حتى عام 1920 وبعد ذلك بالإنجليزية، إلى أن بلغ عدد صفحاتها 35000 صفحة، وأتاح لها العمل اليومي في هذه اليوميات، دون قراء أو رقابة ما، القدرة على تسجيل مشاعرها وعواطفها بدقة، وهي القدرة التي بلغت أوجها في فترة علاقتها بهنري ميلر التي بدأت عام 1931”.

صعوبة الترجمة

ويرى إبراهيم أن لقاء أناييس بهنري ميلر كان أهم حدث في حياتها على الإطلاق “فقد وقعت في أسر كتابته، وفي عشق زوجته. وما إن سافرت الأخيرة إلى نيويورك، حتى بدأت مع هنري علاقة حررتها جنسيا وأخلاقيا، وقوضت زواجها من المصرفي هيوج جويلر، الذي كانت تعتز به. ثم قادتها إلى أريكة التحليل النفسي المعهودة. وخلال ذلك بلغت كتابتها الأوج، فأتمت دراسة عن د. هـ. لورانس، وسوَدت مئات الصفحات من اليوميات، ضمن أولى تجاربها في الكتابة الإيروتيكية أو الشبقية. ورغم تأثرها بهنري ميلر وقاموسه ‘البذيء’ فإن صوتها كان مختلفا وتميز أسلوبها عن أسلوبه الفظ العدواني، إذ اتسم ببساطة آسرة، وحساسية إنسانية، وإدراك عميق لأغوار النفس البشرية، ولجذور الاستيهام أو أحلام اليقظة، كما يتجلى في مجموعتين من القصص القصيرة، نشرتا بعد موتها، هما ‘دلتا فينوس’ و’فتيات صغيرات'”.

ويتابع “لقد داعبَتني فكرة ترجمة اليوميات، التي تمثل رحلة رائعة من أجل اكتشاف الذات، خاصة بعد نشر أجزاء كاملة منها، بالأسماء الحقيقية للشخصيات الواردة بها، عام 1986 بعد وفاتها. ولكني اصطدمت بالصعوبة التي تواجه كل من يحاول اليوم ترجمة الإنتاج الأدبي العالمي الحديث إلى العربية، فلن يتبقى من اليوميات إذا جردت من التحليل الدقيق لمشاعر الكتبة أو من بعض المعلومات الكاشفة عن شخصيات معروفة مثل هنري ميلر، من قبيل انشغاله بصغر حجم أعضائه التناسلية، وهو ما قد يفسر إصرار الراوية في معظم كتُبه وخاصة تلك التي كتبَها عن عمد من أجل الإثارة الجنسية مقابل دولار واحد للصفحة، على الإشادة دائما بالعكس”.

f

ويتابع صنع الله إبراهيم “لم أواجه هذه الصعوبة إلا في القليل، عندما قررت أن أترجم نصا آخر للكاتبة الفرنسية، فرانسواز ماليه – جوريس، تتقصى فيه العلاقة بين فتاة مراهقة وامرأة مجربة ذات نزعات سادية، تحت عنوان ‘شارع رامبار دي بيجوين’ أو ‘بين ذراعي تامارا’، وقد كتبته عندما كانت في العشرين من عمرها وأثار فضيحة كبرى عند نشره في العام 1951، وقد عثرت على ترجمة إنجليزية له في مجموعة من الكتابات المتنوعة التي تتناول الجنس المثلي لدى المرأة سنة 1960 من إعداد الأميركية آن ألدريش التي يمكن وصفها بأنها راعية لهذا الشكل من الحب الذي طالما أثار مشاعر العداء والكراهية ولم يحظ بشيء من الفهم إلا أخيرا”.

ويؤكد “لم تخل رحلتي بين النصوص النسائية من البحث عن فضاء مغاير لذلك الذي تسكنه وتملؤه ضجيجا الطبقة الوسطى في الغرب. ووجدت ضالَّتي في كاتبة من جنوب أفريقيا، تُدعى بيسي هيد ولِدت عام 1937، وتدور جل قصصها في بوتسوانا، حيث استقر منفاها؛ ففي قصتها الرائعة ‘جامعة الكنوز’ تعبر بأسلوب بسيط له نكهة خاصة، تقربه إلى القصص الشعبي، عن نمط من الخواء الجنسي في مجتمع متخلف يمر بمرحلة انتقال، يدفع بالمرأة إلى أقصى درجات اليأس، فتجتز الأعضاء التناسلية لزوجها”.

ويضيف “في تعليل هذا التطور المأساوي تقول الكاتبة إن أغلب الرجال في المجتمع الأفريقي الحديث مروا بثلاث فترات زمنية. في العصور القديمة، قبل الغزو الاستعماري، كان الرجل يعيش حسب التقاليد والتابوهات التي حددها أسلاف القبيلة. وقد ارتكب هؤلاء الأسلاف أخطاءً فادحة، أكثرها مرارة أنهم أعطوا للرجل مركز المتسيِّد في القبيلة، بينما اعتبروا المرأة شكلا ناقصا من أشكال الحياة الإنسانية. ثم جاء العصر الاستعماري، وصحبته ظاهرة النزوح للعمل في مناجم جنوب أفريقيا، فتحطمت سيطرة الأسلاف، وتحطم الشكل القديم التقليدي للحياة العائلية، إذ اضطر الرجل إلى الافتراق عن زوجته وأطفاله فترات طويلة، يعمل خلالها من أجل الفتات كي يجمع من النقود ما يكفي لسداد ضريبة الرأس الاستعمارية البريطانية”.

وتواصل “بدا الاستقلال مجرد بلوى جديدة فوق البلاوي التي نزلت بحياة الرجل الأفريقي. فقد غير نسق التبعية الاستعمارية تغيرا مفاجئا ودراميا. سنحت فرص أكثر للعمل في ظل برنامج المحليات الذي تبنته الحكومة الجديدة وارتفعت الرواتب ارتفاعا صاروخيا، فتهيأت الفرصة الأولى لحياة أسرية من نوع جديد، أرقى من نظام العادات الطفولي، ومن مهانة الاستعمار، ووصل الرجل إلى نقطة التحول هذه “حطاما هشا” دون طاقات داخلية. وكأنما استبشع صورته، فحاول أن يهرب من فراغه الداخلي، ولهذا أخذ يدور مبتعدا عن نفسه، فسقط في دوامة من التبديد والتدمير، أقرب إلى رقصة الموت”.

المواجهة المستمرة

Thumbnail

يوضح صنع الله “لقد قررت أن أستهل الكتاب بنص فرانسواز ماليه، الذي يحقق نوعا من التسلسل الزمني لمحتوياته، يواكب التدرج في العالم النفسي الذي تصوره. إلا أني عندما أمعنت النظر في هذه النصوص، راعني أنها ترسم صورةً قاتمة لحياة المرأة الجنسية، تخلو من بهجة النشوة أو التحقق الذي نقابله أحيانا على الأقل في الحياة”.

ويضيف “أمدتني الكاتبة توني موريسون بنص جميل تصف فيه لحظة التحقق الجنسي لدى المرأة، بكلمات أقرب إلى الشعر، ورد في روايتها ‘سولا’ التي تتتبع حياة فتاتين نشأتا في بلدة صغيرة، واختارت أحداهما، ‘نيل’، أن تبقى في مكان مولدها وتتزوج وتنجب وتصبح من أعمدة المجتمع الأسود المتماسك. أما الأخرى، ‘سولا’، فتهرب إلى الجامعة، وتنغمس في حياة المدينة، ثم تعود إلى بلدتها ساخرة متمردة. أما النص المأخوذ من رواية الكاتبة الأميركية مارلين فرنش ‘القلب النازف’ فقد بدا لي استئنافا للحديث الدائر في رواية ‘الكراسة الذهبية’ قبل عشرين عاما! وكأن شيئا لم يحدث أو كأنها توقفت رحلة المرأة من أجل المرأة من أجل الاعتراف بمكانتها لتتأمل ما كسبت وما خسرت، فألفت نفسها مازالت محكومة بعالم الرجل حتى وهي في قمة المجتمع”.

ويعترف إبراهيم بأنه تردد طويلا قبل الإقدام على نشر هذا الكتاب. ويقول “المواجهة المستمرة، طوال العقود الأخيرة، مع قوى الإمبريالية من ناحية، والتخلف والرجعية من ناحية أخرى، دفعت بعديد من القضايا إن صوابا أو خطأ إلى مرتبة ثانوية، ومنها قضايا بالغة الأهمية، مثل تلك المتعلقة بوضع المرأة والأقليّات الدينية والعرقية والجنس. وكان التقدير أن حل القضية الجوهرية، وهي التنمية المستقلة، سيسفر بطبيعته عن حل بقية القضايا”.

ويضيف “حسنا ‘بلغة الروايات الأجنبية’، مرت السنوات دون أن تحل القضية الجوهرية، بل تعمقت التبعية، ونشر الأجنبي مظلته فوق بلداتنا، جنبا إلى جنب مع العباءة السوداء لقوى الظلام والردة. وتعمق الجهل بأمور صارت من أمد موضع دراسات نظرية وإحصائية ومعملية، وإبداعات أدبية وفنية. وازداد وضع المرأة تدنيا، وجرت محاولة إعادتها إلى ركن التفريخ، لتصبح مجرد أداة جنسية، كما كانت في الماضي السحيق، ومحاولة التعمية على مشاعرها وعواطفها، بل وعلى وجهها وملامحها الخارجية أيضا. كل ما أرجوه من هذا الكتاب، هو أن يزيد من معرفتنا بالمرأة، وفهمنا لأنفسنا، وأن يُساهم في تقريب اليوم الذي لا تدفع فيه نساء بلادنا الثمن”.

11