كابول لن تقبل المرحّلين الأفغان من أوروبا

الحكومة الأفغانية ترفض "الإعادة القسرية" للمهاجرين من دول الاتحاد الأوروبي أو من الدول الأوروبية غير الأعضاء فيه.
الاثنين 2021/07/12
مخاوف أوروبية متزايدة من تدفق أكبر للمهاجرين

كابول - دعت أفغانستان الدول الأوروبية إلى وقف ترحيل المهاجرين الأفغان خلال الأشهر الثلاثة المقبلة بسبب احتدام القتال في البلاد على خلفية هجوم شامل تشنّه حركة طالبان.

وأعلنت الحكومة الأفغانية أنها قررت عدم قبول “الإعادة القسرية” للمهاجرين من دول الاتحاد الأوروبي أو من الدول الأوروبية غير الأعضاء فيه، والتي أبرمت معها كابول اتفاقات تعاون بشأن الهجرة.

وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي قد أعرب في يونيو عن خشيته من تدفق مهاجرين أفغان بعد الانسحاب النهائي للقوات الأجنبية من أفغانستان الذي من المقرر أن يكتمل بحلول 31 أغسطس، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى “احتواء تدفقات الهجرة غير الشرعية”.

وقالت وزارة اللاجئين والعودة في بيان إن “تصاعد عنف جماعة طالبان الإرهابية في البلاد وانتشار الموجة الثالثة من فايروس كورونا تسببا باضطراب اقتصادي واجتماعي كبير، ما يثير مخاوف الشعب الأفغاني ويضع تحديات أمامه”.

وبناء على ذلك، فإن الوزارة “أعلنت رسميا قرار الحكومة وضع حدّ لعمليات الإعادة القسرية للمهاجرين من أوروبا، من دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي أو من دول أوروبية لديها اتفاق مع أفغانستان بشأن الإدارة المشتركة لظاهرة الهجرة”.

وأضافت “يجب على الدول المضيفة أن تمتنع عن الطرد القسري للاجئين الأفغان اعتبارا من 9 يوليو وطوال الأشهر الثلاثة المقبلة”، دون تقديم أرقام عن عدد الأفغان الذين أعيدوا مؤخرا من أوروبا.

وتشنّ حركة طالبان هجوما شاملا ضد القوات الأفغانية التي لم تبد حتى الآن مقاومة كبيرة، ما سمح للمتمرّدين بالسيطرة على أجزاء كبيرة من الأراضي الأفغانية.

وشكّل الأفغان 10.6 في المئة من طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي عام 2020 (ما يزيد قليلا على 44 ألفا من أصل 416.600 طلب)، وهم ثاني أكبر مجموعة بعد السوريين (15.2 في المئة)، وفق وكالة يوروستات الأوروبية للإحصاء.

وقالت الأمم المتحدة الأحد إن النزاع المتصاعد يتسبب أيضا في “المزيد من المعاناة” في أنحاء الدولة التي تمزقها أعمال العنف، وحثّت على استمرار تقديم المساعدات المالية.

وقال نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان رامز الأكبروف إن “الاحتياجات الإنسانية الموجودة سلفا تتفاقم أكثر”، مضيفا أن ما لا يقل عن نصف سكان البلاد البالغ عددهم 33.5 مليون نسمة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.

وشدد الأكبروف على أن “تصعيد الأنشطة العسكرية وتصعيد النزاع والحرب تتسبب بالمزيد من المعاناة”، ناهيك عن الجفاف ومخاوف كوفيد.

وكشف أنه قتل هذا العام 25 عامل إغاثة إنسانية أثناء تسليم مواد للمحتاجين.

ودعا المسؤول الأممي إلى استمرار الدعم المالي للوفاء بالمساعدات الإنسانية لأفغانستان، وأوضح أن 450 مليون دولار تأمّنت حتى الآن في شكل تبرعات عالمية بعد نداء لتوفير 1.3 مليار دولار لعام 2021.

وختم أن “الاحتياجات أكبر بكثير، وهناك حاجة إلى استمرار المساعدة”.

5