كابول تعرض على طالبان تقاسم السلطة مقابل وقف العنف

الدوحة - قالت مصادر مطلعة إن كابول عرضت على حركة طالبان اتفاقا لتقاسم السلطة مقابل وقف العنف الذي يجتاح البلاد.
وأكد مصدر في فريق مفاوضي الحكومة الأفغانية لوكالة فرانس برس الخميس طالبا عدم الكشف عن هويته “نعم، قدّمت الحكومة عرضا عبر الوسيط القطري.. الاقتراح يسمح لطالبان بتقاسم السلطة مقابل وقف العنف في البلاد”.
وتعقد الحكومة وحركة طالبان محادثات متقطّعة منذ أشهر في العاصمة القطريّة، لكنّ مصادر مطّلعة أشارت إلى أنّ المفاوضات تتراجع مع تقدّم طالبان في ساحة المعركة.
وأوضح رئيس اللجنة العليا للمصالحة الوطنية الأفغانية عبدالله عبدالله، في تصريحات صحافية إنه لم يتم تسجيل أي تقدم في مفاوضات السلام حتى الآن.

عبدالله عبدالله: لعدم جدية طالبان لم يتم تسجيل أي تقدم في عملية السلام
وتابع كبير مفاوضي السلام الأفغان خلال لقائه ممثلي عدد من الدول الأجنبية في العاصمة القطرية الدوحة الخميس إلى أن الوضع في بلاده حساس وحرج.
وأضاف أنه ولعدم جدية حركة طالبان في عملية السلام لم يتم تسجيل أي تقدم خلال الأشهر الأخيرة.
ولفت أنه في حال كانت طالبان ترغب في كسب ثقة الشعب والحكومة، عليها أولا وقف هجماتها على المدن الكبرى.
وسيطرت حركة طالبان الخميس على مدينة غزنة الاستراتيجية، الواقعة على بعد 150 كلم في جنوب غرب كابول، لتقترب بذلك أكثر فأكثر من العاصمة، بعدما سيطرت خلال أيام على معظم النصف الشمالي من البلاد.
وأقرّت الحكومة بخسارتها المدينة، لكنها أكدت أن المعارك ما زالت مستمرة.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية مرويس ستانيكزاي في رسالة إلى وسائل الإعلام عبر تطبيق واتساب “سيطر العدو على غزنة.. ثمة معارك ومقاومة” من قبل قوات الأمن.
وغزنة هي أقرب عاصمة ولاية من كابول يحتلها المتمردون منذ أن شنوا هجومهم في مايو، مستغلين بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي من المقرر أن يُستكمل بحلول نهاية الشهر الحالي.
وكان الرئيس أشرف غني يرفض حتى الآن الدعوات إلى تشكيل حكومة مؤقتة غير منتخبة، تضم ممثلين عن طالبان. لكن تغيير موقفه المفاجئ قد يكون متأخراً جداً، باعتبار أن المتمردين لم يبدوا أي إشارة، منذ انطلاق مفاوضات السلام إزاء استعدادهم للتوصّل إلى تسوية.
ولا مؤشرات على تغيير في موقفهم راهناً خصوصاً بعد تقدمهم بوتيرة سريعة في الأيام الأخيرة. ففي أسبوع واحد، سيطروا على عشر من أصل أربع وثلاثين عاصمة ولاية أفغانية، سبع منها في شمال البلاد، وهي منطقة كانت دائماً تتصدى لهم في الماضي.
ورغم أنّ طالبان موجودة منذ فترة في ولايتي ورداك ولوغار على بعد عشرات الكيلومترات من كابول، إلا أنّ سقوط غزنة يشكّل إشارة مقلقة للغاية بالنسبة إلى العاصمة.
وتعدّ المدينة نقطة مهمة على المحور الرئيسي الذي يربط كابول بقندهار، ثاني أكبر مدن أفغانستان إلى الجنوب. ويسمح الاستيلاء عليها للمتمردين بقطع خطوط إمداد الجيش البرية إلى الجنوب.
ومن شأن ذلك أن يضاعف الضغوط على قوات الجو الأفغانية، إذ يتعيّن عليها قصف مواقع طالبان وإيصال التعزيزات والإمدادات إلى المناطق التي لا يمكن بلوغها براً.
ويحاصر متمردو طالبان منذ أشهر قندهار، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم ذاته، ولشكركاه عاصمة ولاية هلمند، وهما اللتان تُعدان من المعاقل التقليدية للحركة. وتدور معارك عنيفة بين طالبان والقوات الأفغانية منذ أيام عدّة.
وتوافد العديد من المدنيين إلى كابول في الأيام الأخيرة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية. وفيما لا يزال البعض يعانون من الصدمة جراء الفظائع التي ارتكبتها طالبان أمام أعينهم، فهم يحاولون الصمود في مخيمات اللاجئين في العاصمة، وسط حالة عوز تام.
ويُفترض أن تستكمل القوات الأجنبية انسحابها من أفغانستان نهاية الشهر الحالي، بعد عشرين عاماً من تدخلها لطرد حركة طالبان من السلطة، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
ولم تخف واشنطن استياءها خلال الأيام الأخيرة إزاء تضعضع الجيش الأفغاني، الذي عمل الأميركيون على تدريبه وتمويله وتجهيزه منذ سنوات.
