قمع الصحافيين أضاع فرصة احتواء الوباء في الصين

السلطات عرقلت الصحافة في مهمتها بتسليط الضوء على حجم تفشّي الجائحة في الأيام الأوائل من انتشار كورونا في مدينة ووهان الصينية.
الخميس 2020/04/23
رقابة مشدّدة على الصحافيين

لندن - ألقت منظمة “مراسلون بلا حدود” باللوم على الصين بسبب الرقابة المشدّدة على الصحافيين والتي حالت دون تجنّب الوباء العالمي أو تقليل انتشاره، وأشارت إلى فرصة ضائعة للتحذير من خطورة تفشّي المرض في أيامه الأولى بالصين.

وقالت ريبيكا فنسنت مديرة مكتب مراسلون بلا حدود في المملكة المتحدة “لو كانت هناك صحافة حرة في الصين، لو لم يتم إسكات المراسلين، لكان من الممكن منع الفايروس من التحوّل إلى جائحة”.

وأضافت فينسنت أن “الإفصاح عن المعلومات في أسرع وقت ممكن كان سيسمح لبقية العالم بالتصرف في وقت أبكر مما تم وربما بجدية أكبر”. وتابعت “إن نتائج (خنق حرية الإعلام) قاتلة في الواقع”.

وأوضحت المنظمة وفق ما ذكرت شبكة “سي.إن.إن بيزنس” أنه كان بالإمكان للصحافة في الصين أن تسلّط الضوء بشكل معمّق على “حجم” تفشّي الجائحة في الأيام الأوائل من انتشار كورونا في مدينة ووهان الصينية.

وأشارت إلى “أنه في بعض الأحيان يمكن التحدث عن حرية الصحافة وأهميتها بطريقة نظرية، إلا أن انتشار الوباء يظهر مدى أهمية حرية الصحافة على صحة وحياة البشر”.

الإفصاح عن المعلومات بشأن كورونا في أسرع وقت كان سيسمح لبقية العالم بالتعامل بجدية أكبر مع الوباء

وقلل سياسيو الحزب الشيوعي الصيني الحاكم في البلاد، من خطورة الفايروس في الأسابيع الأولى من تفشّي الجائحة، في الوقت الذي عملت فيه قوات الأمن على قمع أي أخبار أو أنباء تتحدث عن انتشار الوباء، بحجة أنها شائعات أو أخبار كاذبة.

وقال عمدة ووهان تشو شيان وانغ في وقت لاحق إنه يدرك أن الجمهور “غير راض عن الكشف عن المعلومات حول الفايروس”.

من جانبه، انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تقرير “مراسلون بلا حدود”، معتبرا أن “المنظمة دائما ما تورد تقارير غير دقيقة عن بلاده، مشددا في الوقت ذاته “على أن التقرير لا يستحق قيام بكين بالردّ عليه”، وفق تعبيره.

وكان مكتب مراسلون بلا حدود، انتقد استغلال بعض الدول وعلى رأسها الصين جائحة كورونا لتزيد من الإجراءات القمعية على حرية الصحافة، مع الإشارة إلى أن بكين تحتل المرتبة الـ177 على لائحة مؤشرات حرية التعبير والصحافة في العالم.

وانتقدت “مراسلون بلا حدود” الرئيس المجري فيكتور أوربان لسنّ قوانين جديدة لمعاقبة الصحافيين في أعقاب أزمة كورونا، وأشارت إلى الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والبرازيلي جايير بولسونارو لمحاولاتهما “تشويه سمعة الإعلام وتشجيع كراهية الصحافيين” في كل من بلديهما.

18