قمة مرتقبة بين بايدن وجين بينغ لتبريد الخلافات

مراقبون يتساءلون حول ما إذا كانت القمة المرتقبة ستسمح بإيجاد أرضية للتفاهم بشأن خلافات استراتيجية تحكم العلاقة بين بكين وواشنطن.
الجمعة 2021/11/12
فرصة لتبريد الأجواء

بكين - حذّر الرئيس الصيني شي جين بينغ الخميس من عودة أجواء توتر تشبه الحرب الباردة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع استمرار تصاعد متزايد للخلافات مع الولايات المتحدة خصوصا حول تايوان.

ومع اقتراب قمة افتراضية متوقعة مع الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع المقبل، أكد جين بينغ على ضرورة عمل جميع الدول في المنطقة معا على مواجهة التحديات المشتركة من وباء كوفيد - 19 إلى التجارة مرورا بالتحرك من أجل المناخ.

وقال شي خلال مؤتمر افتراضي على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، إن "محاولات رسم حدود عقائدية أو تشكيل مجموعات صغيرة على أساس جيوسياسي محكوم عليها بالفشل".

وأضاف "لا يمكن ولا يجب أن تعود منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى مواجهات وانقسامات الحرب الباردة".

وتساءل مراقبون حول ما إذا كانت هذه القمة المرتقبة ستسمح بإيجاد أرضية للتفاهم بشأن خلافات استراتيجية تحكم العلاقة بين بكين وواشنطن، لكنهم أجمعوا على أنها قد تكون مدخلا لتبريد الأجواء بين الدولتين.

والتوصل إلى اتفاق بين بكين وواشنطن بشأن المناخ سيعطي دفعا قويا لاتفاق دولي ذي أهمية قصوى، فيما يفيد خبراء بأن العلاقات الباردة جدا بينهما لا تشكل عائقا لا يمكن تجاوزه، إذ أن المنافسة المحتدمة بينهما قد تحفز مكافحة الاحترار المناخي.

وتقول ماري نيكولز التي أشرفت على المبادرات المناخية الرئيسية في ولاية كاليفورنيا الأميركية “في حال لم يتوصلا إلى الاتفاق على شيء كبير هذا لن يمنع اتخاذ إجراءات جديدة لأن البلدين يرغبان بالقيام بأشياء كثيرة، كل من جانبه وهما قادران على ذلك".

شي جين بينغ: يمكننا الكسب في التعاون أو الخسارة في المواجهة

وأضافت الباحثة في جامعة كولومبيا في نيويورك “لكن هذا لا يعني أن (عدم الاتفاق) لن يكون له تأثير. فمن دون اتفاق صريح بين الأميركيين والصينيين قد تتردد الدول الأخرى في التحرك".

وتأتي تصريحات شي بعد ساعات من الإعلان المفاجئ للولايات المتحدة والصين في قمة غلاسكو، مضاعفة جهودهما بشكل مشترك لمكافحة الاحتباس الحراري.

ولم يذكر الرئيس الصيني هذا الاتفاق لكنه أكد أن "يمكننا جميعا التزام طريق تنمية مستدامة مع انبعاثات منخفضة الكربون". وقال "معا يمكننا تمهيد الطريق لمستقبل أكثر اخضرارا".

وصرّح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بأن الرئيسين الصيني والأميركي سيلتقيان “قريبا” افتراضيا.

وعلى الرغم من أن إدارة بايدن وجدت في البيئة أرضية تفاهم محتملة بين الصين والولايات المتحدة، تتصاعد الخلافات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وكثفت بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من تايوان الجزيرة ذات الحكم الذاتي، التي تؤكد الصين أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها. وفي بداية أكتوبر دخل عدد قياسي من الطائرات منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة.

وتعليقا على ذلك، قال بلينكن الأربعاء إن الولايات المتحدة ستعمل من أجل تمكين تايوان من الدفاع عن نفسها، لتجنب أن يقوم أي طرف “بمحاولة الإخلال بالوضع القائم بالقوة".

وقال جين بينغ إن "العلاقات بين الصين والولايات المتحدة تمر حاليا بلحظة تاريخية حاسمة"، مؤكدا أن "البلدين يمكنهما كسب كل شيء في التعاون أو خسارة كل شيء في المواجهة".

5