قلق أوروبي على مسار السلام في اليمن

دوائر يمنية تتهم المتمرّدين الحوثيين بتعمّد التصعيد والإصرار عليه في هذه الفترة بالذات وممارسته في أكثر من جبهة وذلك مسايرة للأجندة الإيرانية.
الجمعة 2019/08/02
الحوثيون لا يملكون قرار الحرب والسلام

بروكسل – دعا الاتحاد الأوروبي، الخميس، أطراف الصراع في اليمن إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”، مشيرا إلى أنه “يتعين على كل الأطراف تجنّب التصعيد والتسبب في المزيد من المعاناة للسكان”.

وجاء موقف الاتحاد الذي كثيرا ما عبّر عن مساندته للحلّ السلمي في اليمن ودعمه للجهود المبذولة في سبيل ذلك، في ظلّ موجة التصعيد السائدة بالبلد والتي عفصت بآمال السلام التي أحيتها خطوات اتخذتها جهات معنية بالملف اليمني ودعمّتها تحرّكات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.

وقالت ماجا كوسيانسيتش، المتحدثة باسم السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن “الاتحاد سوف يواصل دعمه للمبعوث الأممي الخاص، وإنه يتوقع من كل الأطراف احترام التزاماتها من أجل إنجاز اتفاق سياسي شامل”.

وأوضحت المتحدثة أن “مثل هذا الاتفاق يبقى الخيار الوحيد لوضع نهاية للحرب، ويضع اليمن على المسار نحو تحقيق سلام مستدام”.

ماجا كوسيانسيتش: الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه للمبعوث الأممي لليمن
ماجا كوسيانسيتش: الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه للمبعوث الأممي لليمن

وفي أحدث مظهر للتصعيد سقط الخميس العشرات من القتلى والجرحى في هجومين منفصلين في مدينة عدن بجنوب البلاد واستهدف أحدهما عرضا عسكريا وتبنّته جماعة الحوثي، بينما نسب الثاني لتنظيم القاعدة في تزامن أثار تساؤلات المراقبين بشأن وجود تنسيق ما بين الجماعة الطائفية المتمرّدة والتنظيم الإرهابي.

وتتّهم دوائر يمنية المتمرّدين الحوثيين بتعمّد التصعيد والإصرار عليه في هذه الفترة بالذات وممارسته في أكثر من جبهة وذلك مسايرة للأجندة الإيرانية.

وتعتبر إعادة التوتّر إلى عدن منعطفا جديدا في الملف اليمني الشائك كون المدينة باتت منذ استعادتها من الحوثيين بعيدة عن مناطق القتال وتشهد حالة من الاستقرار النسبي.

كذلك شمل التصعيد محافظة الحديدة بغرب اليمن رغم أنّها موضوع اتفاق وقّع عليه الحوثيون في ديسمبر الماضي بالعاصمة السويدية ستوكهولم وينص ضمن بنوده على وقف لإطلاق النار بالمحافظة، لكّن الحوثيين أعادوا قبل أيام إشعال المواجهات هناك. واكتسى التصعيد في الحديدة خطورة استثنائية على المسار السلمي حيث يطمح المبعوث الأممي إلى جعل بسط الهدوء هناك أرضية لجهود سلام أوسع تشمل مختلف مناطق البلاد.

وأبدى غريفيث في الآونة الأخيرة تفاؤله بسلام وشيك في اليمن دافعا بفرضية إنهاء الحرب خلال السنة الجارية، وجاء ذلك في وقت يشهد فيه ملف الأزمة اليمنية تطوّرات سياسية وميدانية متسارعة تحمل إشارات لمخرج وشيك من الحرب، وهي إشارات تواتر ذكرها في الخطاب السياسي للأطراف المعنية بالأزمة.

ونُقل في وقت سابق عن مصدرين دبلوماسيين القول إنّ محادثات قد تبدأ بحلول الخريف القادم بشأن توسيع نطاق هدنة سارية تم التوصل إليها قبل نحو ثمانية أشهر برعاية الأمم المتحدة في مدينة الحديدة لتصبح وقفا عاما لإطلاق النار. وأضاف المصدران أن هذا قد يمهد السبيل لإجراء مفاوضات بشأن إطار سياسي لإنهاء الحرب بين الحوثيين المدعومين من قبل إيران والقوات اليمنية التي يدعمها التحالف العربي بقيادة السعودية.

ويقول مناهضون للحوثيين إنّ هؤلاء يقومون بكل ما يستطيعونه لأجل التصعيد وإشاعة التوتّر في اليمن، بما في ذلك تكثيف تحرّشهم بالأراضي السعودية عبر الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وذلك لإشغال خصوم إيران ولتخفيف الضغط عنها.

3