قفزة في التجارة العربية مع أفريقيا

القاهرة – حققت المبادلات التجارية العربية مع أفريقيا قفزة مهمة، لكن البعض من المحللين يرون أنها لا تزال غير كافية بالنظر إلى مبادلات دول القارة مع القوى الاقتصادية الكبرى، في مقدمتها الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال رئيس مجلس إدارة البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير (أفركسيم بنك) بنديكت أوراما خلال مؤتمر عُقد في القاهرة إن “حجم التجارة المشتركة بين الدول العربية والأفريقية قفز من 5 مليارات دولار قبل سنوات إلى 14 مليار دولار خلال العام الماضي”.
وتمثّل تلك المعاملات حوالي 10 بالمئة فقط من حجم تجارة أفريقيا مع العالم، وفق التقديرات الرسمية للبنك.
وأوضح أوراما خلال مشاركته في جلسة حول تحفيز التجارة بين الدول العربية والأفريقية على هامش منتدى الاستثمار من أجل أفريقيا، الذي تنظمه وزارة الاستثمار والتعاون الدولي المصرية، أن “هذه النسبة تعتبر جيّدة مقارنة ببعض المناطق في العالم”.
ولكنه استطرد بالتأكيد على أنها تبقى منخفضة إذا ما قورنت بمعدلات تجارة أفريقيا مع الصين، والتي تستحوذ على ما بين 70 إلى 80 بالمئة من تجارة أفريقيا.
وأشار رئيس البنك إلى أن التعاون العربي الأفريقي أمامه فرصة كبيرة وواعدة للتوسع والنمو في ظل الفرص والإمكانيات المتوافرة في الإقليمين.
وفي محاولة لتحفيز المبادلات، اضطر البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير لعقد اتفاقية بقيمة نصف مليار دولار مع الوكالة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة لدعم برنامج تنشيط التجارة بين الدول الأفريقية والعربية.
ويؤكد أوراما على ضرورة توفير الائتمان الميسر من قبل المصارف أمام المستثمرين، وتوفير التغطية الائتمانية المطلوبة للوصول إلى معدلات للتجارة تتناسب وحجم أفريقيا وإمكانياتها.
ويعتبر موضوع تيسير المبادلات التجارية وتأثيرها على سوق العمل، وفق اللجنة الاقتصادية للاتحاد الأفريقي، مسألة محورية في الدول العربية وخاصة مع دول شمال أفريقيا.
ورغم ما تتمتع به المنطقة من العناصر الأساسية لسوق نشطة ومندمجة، من بينها القرب الإقليمي وتوفر البنى التحتية، إلا أن ضعف الاندماج الإقليمي يفقد هذه البلدان نقاط نمو، ويحدّ من توفير فرص عمل إضافية للشباب.
ومع أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة عالميا تراجعت، إلا أن أفريقيا كانت أعلى القارات في زيادة تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث بلغت نسبة الزيادة 11 بالمئة.