قصص العبودية يجب أن تروى لكل الأطفال

أمين متحف "بيت العبيد" جوزيف ندياي: العبودية لا تخص أفريقيا فقط.
الأربعاء 2024/04/17
تذكير بمآسي الماضي كي لا تتكرر

قصص صادمة ومؤثرة تروى من تاريخ العبودية التي سلطها الرجال البيض على الأفارقة بشكل خاص، فهي مآس بشرية مؤلمة يسعى الكثيرون إلى إبقائها ذاكرة حية لمقاومة كل أشكال الاستعباد القديمة والحديثة، تأكيدا على حرمة جسد وذات البشر وحريتهم. وفي هذا الصدد يحكي جوزيف ندياي قصصا مؤسفة من تاريخ العبودية.

أربعة قرون أو أقل قليلا وأفريقيا تشهد كل أشكال العبودية والسلب لثرواتها ومقدرات شعوبها، من قبل الدول الغربية. وربما آن الأوان لتحررها بعد موجات من الرفض الشعبي، فبعد مالي وبوركينافاسو والنيجر والكونغو الديمقراطية، دخلت السنغال على الخط مطالبة بخروج القوات الفرنسية.

وهذا المتحف الذي يقيم عليه أميناجوزيف ندياي بجزيرة غوري، قبالة داكار، السنغال، ويطلق عليه “بيت العبيد” يوثق تاريخ تجارة العبودية المرير وما قاساه الأفارقة من أهوال في ظل الخطف والقمع والانتهاك الذي مورس على أطفالهم ونسائهم ورجالهم في البلاد الغربية التي تم نقلهم إليها وبيعهم فيها. هو عبارة عن دار ينقسم إلى عدة عنابر لا تتجاوز مساحتها 6.76 متر مربع، وهي عبارة عن عنبر للنساء، وعنبر للأطفال، وعنبر للفتيات وآخر للرجال، بالإضافة إلى عنابر المتمردين لا يتجاوز سقفه 0.8 متر.

جوزيف ندياي أمين المتحف، كرس حياته كلها لمحاربة النسيان وكسر حاجز الصمت عن واحدة من أعظم المآسي في تاريخ البشرية: تجارة العبيد والعبودية، من خلال شجاعته وتصميمه ومعرفته، وهو في كتابه “كان يا ما كان في جزيرة غوري.. العبودية كما حكيتها لأطفالنا” يقدم شهادة مريرة ومؤثرة.

تاريخ العبودية

◙ تاريخ العبودية طويل
◙ تاريخ العبودية طويل 

الكتاب، الذي ترجمه بشير زندال وصدر عن مؤسسة أروقة، قدم له المدير العام لليونسكو كوشيرو ماتسوؤرا مؤكدا “عمل هذا الرجل ذو الإنسانية العظيمة على تذكير الضمير العالمي بالمشروع الرهيب للتجرد من الإنسانية الذي كانت تمثله تجارة العبيد. إنها تجارة مخزية، بضاعتها البشر الذين اقتُلعوا فيها، على مدى أكثر من أربعة قرون، ملايين الرجال والنساء والأطفال اقتلعوا من بلدانهم وأسرهم ليحولوهم إلى سلع يمكن للبشر أن يشتروهم ويستخدموهم حتى وفاتهم، ويقرضوهم، ويبادلوهم، بل يتوارثوهم. وقد رافقت الاتجار واستغلال البشر، عمليات القتل والاغتصاب والتعذيب وغيرها من ضروب الوحشية، وهو ما كانت تجيزه للأسف قوانين الدول التي مارستها حتى إلغائها في القرن الـ19”.

ويلفت إلى أن هذا هو سبب اعتراف الأمم المتحدة بأن تجارة العبيد والعبودية جريمة ضد الإنسانية، في المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، الذي عُقد في جنوب أفريقيا في عام 2001. ومع ذلك فقد قاوموا تجريدهم من إنسانيتهم بكل الوسائل المتاحة لهم، ولاسيما بقوة ثقافتهم وروحانيتهم. بل وسيفوزون بأول انتصار للعبيد ضد مضطهديهم في التاريخ في عام 1804 في هايتي، مما أدى إلى ولادة الثورة الهايتية التي ستكون أول ثورة لتطبيق عالمية حقوق الإنسان. مستوحاة من تراثهم الثقافي الأفريقي الذي عرفوا كيفية الحفاظ عليه والمساهمات الأخرى. سيبتكر العبيد تعبيرات فنية جديدة من شأنها أن تؤثر بعمق على الفنون والسلوكيات والمعتقدات في المجتمعات المتأثرة بالعبودية. نتجت عن هذه المأساة موسيقى الجاز والبلوز والروك والهيب هوب وغيرها من أشكال التعبير الفني التي يشعر بشغفها اليوم الكثير من الصغار والكبار.

◙ القصص التي يسردها الكتاب لا تخص أفريقيا فقط إنها تتعلق بالبشرية جمعاء وخاصة الأطفال لفهم الماضي

ويضيف إن ندياي نجح في تقديم كتاب يساعد في الحفاظ على ذاكرة العبودية حية وفي محاربة العنصرية والتمييز الناشئ عن التحيزات العنصرية التي تطورت لتبرير هذه الجريمة ضد الإنسانية. إن مناشدته المؤثرة للضمائر باحترام الآخرين وفهمهم وقبولهم في اختلافاتهم ليست موجهة فقط إلى أفريقيا وشتاتها، ولكن إلى مواطني جميع البلدان الذين يتطلعون إلى عالم أفضل.

ويشير إلى أن الشهادة أو القصة التي يرويها ندياي تشكل فرصة ثمينة لفهم هذه الصفحات المأساوية من تاريخ البشرية، من المؤكد أن الرجل سوف يملأ فجوة، في كل من أفريقيا وبقية العالم. علاوة على ذلك، هو يمثل استجابة للحاجة إلى تسليط الضوء على هذه الظاهرة الخفية التي أطلقت من أجلها اليونسكو في عام 1994 مشروع “طريق العبيد” في مدينة أويدا في جمهورية بنين، إحدى مناطق تجارة العبيد الذي استهدف تطوير المعرفة حول تجارة العبيد والعبودية، لتسهيل دمجها في البرامج التعليمية، وأخيرا تعزيز التفاعلات الثقافية الناتجة عن هذه المأساة في القارات المختلفة المعنية.

الكتاب لا يحاول فقط التعريف بالمعاناة التي عانى منها ضحايا تجارة العبيد ولكن أيضًا يسعى لتوضيح وفهم المأساة التي يمكن أن يمر بها الرجال والنساء والأطفال الذين يمرون الآن بأشكال جديدة من العبودية الحديثة.

يقول ندياي “لأكثر من ثلاثة قرون، تم ترحيل ملايين الأفارقة إلى الأميركتين وجزر الأنتيل للعمل حتى خارت قواهم في مزارع القطن أو السكر أو التبغ أو البن. لقد تمت التضحية بالرجال والنساء والأطفال كي تتورم ثروة المستوطنين وتزداد رفاهية المجتمعات الأوروبية والأمريكية.على الساحل الغربي لأفريقيا، نظمت المراكز التجارية ‘تجارة العبيد‘. كان واحدٌ من أهم هذه المراكز يوجد في جزيرة غوري، وهي جزيرة صغيرة قبالة داكار، عاصمة السنغال”.

على الشواطئ الغربية لأفريقيا كانت هناك “عبودية” أخرى، بالتأكيد كانت هناك بيوت أخرى غادر منها الأسرى السود، لكن بيت العبيد في غوري لا يزال هو الأكثر شهرة. ربما لأن هذه الجزيرة قد حافظت بشكل أفضل على بقايا التاريخ، فقد حافظت على الأحجار القديمة التي لا تزال تخاطبنا. ربما لأن الأماكن هنا تبدو غارقة في آلام الماضي. ويتابع “في جزيرة غوري، لم ينس أحد ما حدث. ما يزال بيت العبيد موجودًا، بجدرانه وأعمدته الحمراء. اليوم، أصبح هذا المبنى، الذي بُني عام 1776، متحفًا للعبودية، وهو مكان تسكن فيه الذكريات. لأنه يجب ألا ننسى الأجيال التي سبقتنا والتي عانت على هذه الأرض”.

قصة للجميع

◙ قضية تهم الجميع بدون استثناء
◙ قضية تهم الجميع بدون استثناء 

يضيف ندياي “منذ سنوات طويلة وأنا مسؤول عن هذا المتحف. كرست حياتي لذكرى شعبي. لقد ناضلتُ حتى تُعرف حقيقة ما كانت تمثله العبودية وحتى يتم الاعتراف بها. وجاءت الشخصيات الشهيرة لزيارة متحف بيت العبيد. لقد استقبلتُ بيل كلينتون، رئيس الولايات المتحدة آنذاك. كان حضوره ذا أهمية كبيرة، لأن السود في أميركا اليوم هم من نسل عبيد الأمس. اختُطف أسلافهم من جزيرة غوري أحيانًا لإثراء المزارعين في فرجينيا أو كارولينا أو جورجيا. كما استقبلتُ البابا يوحنا بولس الثاني، الذي تجرأ على طلب المغفرة باسم الكنيسة. وهكذا اعتذر عن موقف رجال الدين الذين باركوا السفن والبضائع المتجهة إلى الجانب الآخر من البحر، حتى وإن كانت تلك البضائع ما هي إلا بشرا للبيع والشراء! لذا، بطريقة ما، سمحت الكنيسة وكرست هذه التجارة المخزية”.

ويبيّن أن الأسوأ من ذلك، أن الجماعات الدينية استفادت استفادة كاملة من نظام العبودية. في مارتينيك، مثلا، كان لدى الرهبان الدومينيكان مصنع سكر يعمل فيه خمسمئة عبد. امتلك اليسوعيون مزارع سكر ومزرعة كاكاو في غيانا اشتغل فيها 900 عبد. كان البابا يعرف لماذا كان عليه أن يعرب عن ندمه. لكن ليس المشاهير فقط هم من يأتون إلى غوري. غالبًا ما قابلت زوارًا بسطاء هنا، من كل الألوان، من جميع أنحاء الكوكب. تغرقني دموعهم وتخترقني في أعماق روحي.

ويواصل “أعتقد إذن أننا جميعًا متحدون في احترام الذاكرة. نحن جميعًا متشابهون، فنحن ننتمي إلى المجتمع العظيم للبشر. في الكثير من الأحيان، استقبل تلاميذ من مدارس السنغال يسيرون على خطى الماضي الذي غالبًا ما يتم خنقه. وهكذا يتعرف الأطفال على قصة ما كانوا يعرفون شيئًا عنها. عيونهم مفتوحة على مصراعيها، منبهرة، يكتشفون الأبراج المحصنة المخصصة للأسرى العُصاة، والغرف الكبيرة حيث كان السجناء يُكدَسون مربوطين من أعناقهم، والدرج الذي كانت عمليات البيع تتم عليه.لذلك أصبحتُ حكواتيًا بالنسبة لهم”.

◙ كتاب يساعد في الحفاظ على ذاكرة العبودية حية وفي محاربة العنصرية والتمييز الناشئ عن التحيزات العنصرية اليوم
◙ كتاب يساعد في الحفاظ على ذاكرة العبودية حية وفي محاربة العنصرية والتمييز الناشئ عن التحيزات العنصرية اليوم

ويتابع قوله “أحكي لهم عن الرحلة الدرامية لـ‘تجارة العبيد‘. أشعر نوعًا ما كأنني جَدُ جميع الأطفال الذين يأتون إلى هنا وتسمح لي أسئلتهم بشرحِ كيف، لأكثر من ثلاثة قرون، كان بعض الرجال يعاملون رجالًا آخرين مثل الماشية.وأنا أيضًا، أحاول، حين أتحدث وأكتب، أن أفهم. ولكن هل يجب أن نجد سببًا آخر لهذه الخطيئة غير العنصرية المقترنة بالتعطش للذهب؟” ويؤكد أن هذه القصة التي يسردها لا تخص أفريقيا فقط، إنها تتعلق بالبشرية جمعاء. لهذا السبب يتحدث اليوم إلى جميع الأطفال، إلى أولئك الموجودين في أفريقيا، وإلى أولئك الموجودين في جزر الأنتيل، وإلى أولئك الموجودين في أوروبا. إن مأساة العبودية تمثل ماضينا المشترك. في جميع القارات، الذاكرة ضرورية لبناء المستقبل. لا يمكننا أبدًا أن نبني أي شيء على النسيان والصمت.

يوضح “قبل وصول البيض، كانت الجزيرة تسمى بير (Bir) – البطن – ربما لأن المرء يتخيل في شكلها منحنيات بطن منتشرة فوق البحر.في عام 1444، هبط أول البيض هناك. كانوا برتغاليين. حصلت القافلة البحرية التي رست قبالة الساحل على إعجابٍ كبيرٍ لسكان الشواطئ الأفريقية. ظن بعض الناس أنهم رأوا سمكة ضخمة نبتت من البحر، وأكد آخرون أنها كانت شبحًا، بينما اعتقد البعض الآخر أنها طائر يركض في المحيط. كانت الحقيقة أقل شاعرية: فالرجال الخارجون من أحشاء الوحش يبحثون عن العبيد”.

ويتابع “بعد بضعة أشهر، تم إجراء أول عملية بيع في جنوب البرتغال: لقد عرضوا مائتين وأربعين من السود على حفنة من المشترين الأثرياء. لا تزال هناك شهادة على هذا الحدث. في الوصف المقدم لنا، تم بالفعل تصوير المأساة الكاملة لأفريقيا: كانت الدموع تغمر وجوههم وهم ينظرون إلى بعضهم البعض؛ آخرون يتأوهون بألم، يرفعون أعينهم إلى السماء ويحدقون فيها، يصرخون بصوت عال. كان من الضروري فصل الأطفال عن آبائهم، والزوجات عن أزواجهن، والإخوة عن إخوتهم. لم يؤخذ في الاعتبار الصداقة أو القرابة، وأصاب كل شخص منهم قدره المحتوم”.

ويذكر أنه في عام 1588، أخذ الهولنديون هذه الأرض الصغيرة من البرتغاليين وأطلقوا عليها اسم “المرفأ الجميل”، “GoedReed” باللغة الهولندية، وسيتحور الاسم فيما بعد إلى غوري (Gorée). وبسرعة عالية، جعل موقع الجزيرة منها مركزًا متميزًا لـ”تجارة العبيد”،أي تجارة البشر ذوي البشرة السوداء. درّت هذه التجارة الكثير من الأرباح وأثارت جشع ممالك أوروبا. أصبحت الجزيرة ساحة لمعارك لا تتوقف. استولى البرتغاليون عليها مرة أخرى. ثم جاء قرصان فرنسي لنهبها. ثم احتلها رائد إنجليزي لصالح شركة تجارية. سرعان ما عاد الهولنديون وطردوا الإنجليز منها. في عام 1677، استحوذ نائب الأدميرال جان ديستريس على المكان باسم ملك فرنسا. ثم عادت فيما بعد إلى الحكم البريطاني قبل أن تعود من جديد إلى فرنسا. لكن التنافس بين القوى العظمى لم يغير مصير بيع وترحيل الأفارقة. ظل اسمها غوري بالبرتغالية وغوري بالهولندية وغوري بالفرنسية وغوري البريطانية، وظلت دائمًا جزيرة العبيد.

◙ ندياي نجح في تقديم كتاب يساعد في الحفاظ على ذاكرة العبودية حية وفي محاربة العنصرية والتمييز الناشئ عن التحيزات العنصرية

ويقول “في عام 1750، حلم خمسمائة أسير أسود في غوري بثورة ضد تجار العبيد الفرنسيين. قرروا الانقسام إلى ثلاث مجموعات. الأولى مسؤولة عن مهاجمة الجنود والاستيلاء على أسلحتهم. والثانية عليها سرقة البارود بينما تغزو المجموعة الثالثة القرية وتذبح كل أبيض يسقط في متناول أيديهم. وهكذا، بعد أن يصبح السجناء أسياد الجزيرة، كان بإمكانهم ركوب الزوارق الطويلة للوصول إلى البر الرئيسي لداكار والحصول من جديد على الحرية. لكن طفلًا سجينًا سمع الرجال وهم يعدون خطتهم وكشف كل شيء للحراس. وُضعت الأغلال على أجساد المتمردين واستجوبوهم”.

ويتابع “لم ينف قائدا الثورة أي شيء، بل أكدا بفخر أنهما يتحسران فقط على عدم وفاتهما وهما يحملان السلاح. ثم وقع عليهما القصاص. وأمام الأسرى المتجمعين، تم إدخالهما في فوهة مدفع، واشتعلت النيران في البارود، وتمزقت أجسادهما إلى أشلاء بسبب الانفجار. لماذا هذه الهمجية؟ لأنه في الأميركيتين، احتاجت مزارع القطن والسكر والتبغ والبن الكبيرة إلى العمالة، لذلك كان سيتم التضحية بالملايين من السود من أجل ثروة المستوطنين ورفاهية المجتمعات الغربية. هذه هي الطريقة التي ظهرت بها ‘التجارة الثلاثية‘. ثلاثية لأنها حدثت على ثلاث مراحل: تغادر السفن أوروبا، وترسو في أفريقيا، ثم تغادر إلى الأمريكتين. رحلة طويلة كانت تدوم سنة ونصف”.

ويلفت “بالنسبة إلى فرنسا، كانت القوارب تغادر من الموانئ الرئيسية مثل لوهافر أو نانت أو لاروشيل أو بوردو. على الأرصفة، تراكمت الصناديق والحزم، قادمة من رحلات طويلة عبر البحار. كان تجار المملكة يتاجرون مع العالم، حيث جهزوا السفن لجلب ثروات الأراضي البعيدة. تطورت مدن الموانئ، وأصبحت فخمة ومتألقة وصارت تفخر بازدهارها".

ويذكر كيف أبحرت المراكب الشراعية ذات الثلاثة صوارٍ إلى أفريقيا. عند وصولها إلى غوري، كان بحارتها يطلقون من على متنها وابلًا من نيران المدفع، تحيةً فخمةً للزعيم المحلي. في اليوم التالي، كان الأوروبيون والأفارقة يناقشون الأسعار وعدد الأسرى الذين سيتم نقلهم. حينها كان بإمكان السوق أن تبدأ. “تجار العبيد”، أي تجار البشر، استبدلوا الأشياء الحية بقليل من الصوف، أو بضع بالات من القطن، أو قوارير من الكحول، أو صناديق بنادق، أو خناجر ترصعت مقابضها بالمجوهرات، أو الخرز الزجاجي. أما عنابر السفن الشراعية فقد كانت ممتلئة بالبضائع البشرية. بعد التزود بالمؤونة، يغادر القارب متوجهًا إلى الأميركتين في رحلة طويلة قد تستغرق ثلاثة أشهر. عندما يصلون إلى وجهتهم، يتم إنزال الأسرى وبيعهم. ثم يبحر القارب في آخر مهمة له. يعود إلى أوروبا، محملًا هذه المرة بمنتجات غريبة أسرت عشاق القهوة ومدخني السيجار أو محبي حلوى القطن الأنيقة.

13