"قسد" تتأهب لهجوم تركي

إدلب (سوريا) - تتأهب مناطق شمال وشرق سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لهجوم تركي بعد إعادة توحيد فصائل المعارضة (الجيش الوطني) التابعة لها.
ويرى محللون أن توحيد جماعات المعارضة السورية الموالية لتركيا في تحالف جديد (جبهة تحرير سوريا) يظهر رغبة لدى أنقرة في ترتيب معسكر المعارضين لرئيس النظام السوري بشار الأسد الموجودين في دائرة مصالح الأتراك.
وأشار هؤلاء أن في ذلك استعداد أنقرة لعملية هجومية في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا التي تسيطر عليها فصائل كردية، ما لم تتدخل روسيا.
ونقلت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” عن المحلل السياسي التركي كريم هاس قوله “لا يمكن أن يصبح الجزء الشمالي الغربي من سوريا، الذي يخضع عملياً لسيطرة القوات الروسية، موقعاً لعملية جديدة من قبل تركيا، فمن الصعب تخيل أن يجرؤ أردوغان على ذلك”.
وتزيد الضربات الجوية الروسية المكثفة على محافظة إدلب بشمال غربي سوريا الضغوط على تركيا قبل لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي نهاية الشهر الحالي، ضمن نطاق مسار أستانة للسلام في سوريا.
ويرى مراقبون أن الضربات المكثفة التي تشنها مقاتلات حربية روسية وسورية على أهداف في إدلب خلال الأسابيع الأخيرة تشير إلى أن الهدوء الذي رافق المنطقة منذ اتفاق مارس 2020 بدأ يتغير.
وأشار هؤلاء إلى أنه يمكن قراءة الزيادة المفاجئة في الهجمات الجوية الروسية بإدلب بأنها تهدف إلى الضغط على أنقرة.
كريم هاس: من الصعب تخيل أن يجرؤ رجب طيب أردوغان على ذلك
وأوضحوا أن الجانب الروسي يحاول تعزيز موقفه التفاوضي والأوراق الرابحة التي في يده في مواجهة تركيا قبل القمة من خلال زيادة الهجمات، لافتين إلى أن إحدى المعضلات التي تواجهها تركيا في إدلب هي حدوث موجة هجرة كبيرة باتجاه حدودها.
وفي ظل تزايد وتيرة الهجمات الجوية الروسية ومقتل ثلاثة جنود أتراك خلال عملية تمشيط مؤخرا، يتوجس المسؤولون الأتراك من تفجر الأوضاع على الحدود وتغيّر موازين القوى.
وقال مسؤولان تركيان الجمعة إن أردوغان سيزور روسيا في وقت لاحق هذا الشهر لإجراء محادثات مع نظيره الروسي بشأن العنف في شمال غرب سوريا، حيث تدعم موسكو وأنقرة طرفي الصراع هناك.
وتدعم تركيا المقاتلين الذين سعوا للإطاحة بالرئيس بشار الأسد بينما ساعدت روسيا في صمود الأسد بعد عقد من الصراع.
وتسيطر مجموعات مسلحة غالبيتها جهادية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، على محافظة إدلب.
وتركز روسيا عادة على استهداف مجموعات تنتمي إلى هيئة تحرير الشام عند كل مطب تشهده العلاقات الروسية – التركية في سوريا منذ التوصل إلى اتفاق الهدنة.
ويشير مراقبون إلى أن عودة التصعيد الروسي تشكل مبعث ارتياح لدمشق التي تعتبر أن الخيار العسكري هو السبيل الوحيد لحل معضلة إدلب.
واشتكا الجانبان من انتهاكات للهدنة التي اتفقا عليها قبل 18 شهرا في منطقة إدلب، آخر معقل للمعارضة في سوريا.
وتطالب موسكو أنقرة باستعادة الجيش السوري السيطرة على الطريق الدولي الرابط بين حلب واللاذقية المعروف بـ"أم 4"، في المقابل ترفض تركيا ذلك وتصر على ضرورة عودة القوات الحكومية إلى حدود اتفاق سوتشي.