قرار ميسي البقاء مرغما يعمّق الأسئلة داخل برشلونة

النجم الأرجنتيني يفتح جبهة جديدة في معركته مع بارتوميو.
الأحد 2020/09/06
أزمة متواصلة رغم البقاء

عمّق قرار ليونيل ميسي بقراره البقاء مرغما مع ناديه برشلونة لموسم إضافي الشكوك حول قدرة النادي ورئيسه الحالي جوسيب ماريا بارتوميو على توفير كل ممهدات النجاح مستقبلا، خصوصا في ظل الأزمات التي تضرب الفريق على أكثر من صعيد وليس آخرها اشتراط المدرب الجديد رونالد كومان رحيل بعض الوجوه التي لم تعد تقدم الإضافة داخل النادي.

برشلونة (إسبانيا) - رغم تأكيد ليونيل ميسي البقاء في صفوف ناديه برشلونة، وهو خبر أدخل الكثير من السعادة على متابعي النادي الإسباني، إلا أن محللين رياضيين يؤكدون أن النجم الأرجنتيني فتح الباب أمام سيناريوهات لا يمكن التنبؤ بها مستقبلا خصوصا بعد موجة الانتقادات التي وجهّها لرئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو.

وأعلن ميسي أنه سيبقى في برشلونة لأنه لا يستطيع الذهاب إلى المحكمة ضد نادي حياته، لكنه شن هجوما لاذعا على رئيس النادي متهما إياه بعدم الحفاظ على كلمته بشأن السماح له بالرحيل عن النادي مجانا في نهاية الموسم الماضي.

ويفتح هذا السيناريو المجال لتأويلات وأسئلة عديدة تناولها الخبراء والمحللون، منها هل سيكون النجم الأول للبارسا، الذي فرض عليه البقاء غصبا، قادرا على تقديم مردود مماثل لما كان يقدمه طيلة مسيرته؟ ماذا سيقدم برشلونة ورئيس النادي تحديدا بعدما ضمن عدم مغادرة ميسي للفريق؟ هل سينهي ميسي العام القادم الذي يربطه في العقد وبعدها يقرر الرحيل؟ هل أن تغيير الأجواء في برشلونة خصوصا بعد قدوم مدرب جديد سيكون قادرا على تغيير رأي البرغوث في الرحيل؟

وأشاد برشلونة بقرار لاعبه بالبقاء عبر نشره صورة له على حسابه على تطبيق إنستغرام وألحقها بتعليق من حديثه الجمعة لموقع “غول” الإلكتروني “سأقدم أفضل ما لدي. حبي للبارسا لن يتغير أبدا”.

وشهدت الأيام الماضية تجاذبات عدة بين الطرفين حول رغبة “البرغوث” بالانفصال عن فريقه، وقيمة البند الجزائي وما إذا كان هذا البند مفعلا أو غير ساري المفعول.

وقرر النجم الأرجنتيني البالغ من العمر 33 عاما الالتزام بعقده مع النادي الكتالوني حتى انتهائه في نهاية الموسم المقبل 2020-2021.

وقال النجم الأسطوري “لن أذهب إلى المحكمة ضد برشلونة لأنه النادي الذي أحبه، والذي أعطاني كل شيء منذ وصولي، إنه نادي حياتي، لقد صنعت حياتي هنا”. وتعد هذه النهاية الأسعد لجماهير البلوغرانا التي كانت تنتظر بترقب نهاية المباحثات بين الفريق القانوني لميسي والنادي الإسباني.

وأعرب خوان لابورتا، رئيس برشلونة السابق، عن سعادته بالقرار الذي اتخذه النجم ميسي. وكتب لابورتا عبر حسابه على تويتر “رائع ليو، تفسير أكثر من رائع لقرار حكيم”.

وتابع “الآن سنواصل القتال للفوز مرة أخرى، والاستمرار في كتابة التاريخ.. اليوم منحنا ميسي فرحة جديدة لجماهير برشلونة”.

ميسي شن هجوما لاذعا على بارتوميو واتهمه بالعودة عن اتفاق السماح له بالمغادرة مجانا في نهاية الموسم الماضي

وقرر ميسي البقاء على مضض، بعدما أصرّ بارتوميو على دفع النادي الراغب في التعاقد مع النجم الأرجنتيني قيمة الشرط الجزائي البالغة 700 مليون يورو.

وخرج ميسي بتصريحات قوية منتقدا بارتوميو وأسلوب إدارته، كاشفا أنه قرر الرحيل عن البلوغرانا منذ فترة طويلة، لكنه رفض مقاضاة النادي من أجل المغادرة.

وعاشت الجماهير الكتالونية منذ اللحظة الأولى لانتشار خبر رغبة ميسي في مغادرة الفريق، كابوسا حقيقيا إذ تظاهر العديد منهم أمام ملعب “كامب نو” لمطالبة اللاعب بالعودة عن قراره، لاسيما أنهم عاشوا أمرا مشابها عام 2017 عند رحيل النجم البرازيلي نيمار إلى باريس سان جرمان الفرنسي.

وشن ميسي هجوما لاذعا على بارتوميو إذ اتهمه بالعودة عن اتفاق السماح له بالمغادرة مجانا في نهاية الموسم الماضي. وقال “الرئيس قال لي دائما إنه في نهاية الموسم يمكنني أن أقرر ما إذا كنت أرغب في الرحيل أو البقاء، وفي النهاية لم يحافظ على كلمته”.

وأضاف “كنا متأكدين من أنني حر. وقال الرئيس دائما إنه في نهاية الموسم يمكنني أن أقرر ما إذا كنت أريد البقاء أم لا، والآن هم يتمسكون بمسألة أنني لم أبلغهم ذلك قبل العاشر من يونيو، وعندما يتبين أنه في هذا التاريخ كنا نلعب في الدوري في منتصف هذا الفايروس القذر (كورونا) وهذا الوباء الذي بدّل كل التواريخ”.

وشدد ميسي “هذا هو السبب في استمراري في النادي.. لأن الرئيس أخبرني أن الطريقة الوحيدة للمغادرة هي دفع البند الجزائي”.

وكان محامو ميسي قد أرسلوا عبر “البورفاكس”، وهو نوع من البريد الذي يمكن إرساله ماديا (ورقيا) أو إلكترونيا في إسبانيا، وله قيمة الدليل المعترف به أمام المحاكم في 25 أغسطس الماضي طلبا من ميسي يعلن فيه عن رغبته في فسخ عقده مع الفريق من جانب واحد.

وقال ميسي “قلت للنادي، وخاصة الرئيس، إنني أريد الرحيل. كنت أقول له ذلك طوال العام. اعتقد أن الوقت قد حان للتنحي”.

وأعرب النجم الأسطوري عن اعتقاده “أن النادي بحاجة إلى المزيد من الشباب والناس الجدد واعتقدت أن وقتي في برشلونة قد انتهى، وأشعر بالأسف الشديد لأنني كنت أقول دائما إنني أريد إنهاء مسيرتي هنا”.

وواصل “كانت سنة صعبة للغاية، لقد عانيت كثيرا في التدريب وفي المباريات وفي غرفة الملابس. أصبح كل شيء صعبا جدا بالنسبة لي، وجاء الوقت الذي أردت فيه البحث عن أهداف جديدة، وآفاق جديدة”.

وأنهى برشلونة موسمه المأساوي دون أي لقب للمرة الأولى منذ عام 2008، حيث خسر الدوري المحلي لمصلحة الغريم ريال مدريد، بعدما كان غادر مسابقة الكأس المحلية من ربع النهائي أمام أتلتيك بلباو (0-1)، وأنهاه في دوري الأبطال بخسارة مهينة أمام الفريق البافاري.

وأشار ميسي إلى أنه عندما أخبر زوجته وأولاده الثلاثة أنه يريد ترك برشلونة “بدأوا بالبكاء. لقد أحدثوا دراما”.

وستسلط عودة الطفل المدلل لكتالونيا الأضواء على بارتوميو الذي أوضح في وقت سابق أنه يضع استقالته من منصبه مقابل عودة نجم الفريق، خاصة بعد الاتهامات والتوبيخ الذي كاله له ميسي اليوم.

23