قانون الأحوال الشخصية يمنح أبوظبي ميزة تنافسية كبرى في جذب الاستثمارات

الغرض من القانون المدني الجديد هو جعل أبوظبي عاصمة دولة الإمارات أكثر جاذبية في عيون الأجانب كمكان للعيش والعمل.
الجمعة 2021/11/12
بيئة جاذبة للعيش والعمل

أبوظبي - لقي قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين في إمارة أبوظبي إشادات واسعة، باعتباره الأول من نوعه عالميا، ويشكل خطوة مهمة في مسار تحقيق المساواة بين الجنسين.

ويشمل القانون الذي أُعلن عنه الأحد ومن المتوقع أن يسري مفعوله في ديسمبر المقبل، تعيين قضاة من غير المسلمين وإصدار شهادات ميلاد للأطفال المولودين لغير المتزوجين والمساواة بين الرجال والنساء في الشهادة وصدور قوانين جديدة للمواريث والنفقة الزوجية.

والغرض من القانون المدني الجديد هو جعل أبوظبي عاصمة دولة الإمارات أكثر جاذبية في عيون الأجانب كمكان للعيش والعمل.

وقال حسن الحايس من مكتب الرواد للمحاماة والاستشارات القانونية بالإمارات إن القانون “يمنح المرأة الكثير من الحقوق التي لم يكن لها وجود من قبل. هو ثوري”.

ومن المحتمل أن تقتدي دبي، مركز السياحة والأعمال في دولة الإمارات، بهذا القانون وتصيغ قانونها الخاص للأحوال الشخصية أيضا. وسيسهم ذلك في احتفاظ الإمارات بميزة تنافسية كبرى في جذب الاستثمار في وقت تعمل فيه دول خليجية أخرى وفي مقدمتها السعودية من أجل الانفتاح لجلب الأموال وأصحاب المهارات المتميزة من الخارج.

ويمثل الوافدون وأغلبهم من جنوب آسيا ومصر والفلبين حوالي 88 في المئة من سكان الإمارات البالغ عددهم قرابة عشرة ملايين نسمة وتشمل أدوارهم كل جوانب الاقتصاد من المناصب التنفيذية إلى العمالة منخفضة الرواتب في قطاع البناء والخدمة المنزلية.

ويتيح قانون الأحوال الشخصية للوافدين غير المسلمين في إمارة أبوظبي، بأن تتم إجراءات الأحوال الشخصية مثل الطلاق والميراث والزواج بمعزل عن القوانين الدينية للمرة الأولى في البلاد. كما أنه يسمح بأن يرأس قضاة غير مسلمين محاكم للنظر في قضايا الأحوال الشخصية وذلك للمرة الأولى في منطقة الخليج.

حسن الحايس: القانون ثوري، فهو يمنح المرأة الكثير من الحقوق

ويستحدث القانون مفاهيم الزواج المدني والطلاق دون إلقاء اللوم على أي من الطرفين. وللمرة الأولى في الإمارات يسمح القانون بحصول المواليد لآباء وافدين غير متزوجين على شهادات الميلاد في حالة اعتراف الأب بالأبوة.

وقال الحايس إنه من الممكن أيضا أن يمنح القانون الجديد المزيد من المصداقية لقرارات محاكم أبوظبي، وذلك عند التقدم بطلب للاعتراف بها في أوروبا على سبيل المثال.

وفي حين استحدثت السعودية إصلاحات اجتماعية لتقليص الفصل بين الجنسين ورفع حظر على قيادة النساء للسيارات والتخلص من الكثير من جوانب وصاية الرجل على المرأة، فإن قوانين الأحوال الشخصية لا تزال تحكمها الشريعة الإسلامية.

وهذا هو الحال في دول خليجية أخرى والشرق الأوسط عموما مع بعض الاستثناءات. وبالمثل تسري قوانين خاصة للمسيحيين واليهود في المسائل الأسرية في دول مثل إسرائيل ولبنان.

وينص القانون الجديد في أبوظبي على اعتبار شهادة المرأة مساوية لشهادة الرجل.

وقالت روثنا بيجوم من منظمة هيومن رايتس ووتش “إن القانون خطوة مهمة صوب تحقيق المساواة، لكن من الضروري إجراء إصلاحات قانونية أوسع لتشمل جميع المواطنين والسكان في دولة الإمارات".

وتأتي الإصلاحات في أبوظبي بعد عام من شروع الإمارات على المستوى الاتحادي في إصلاح النظام القضائي لزيادة جاذبيتها للاستثمارات.

وشملت هذه الإصلاحات عدم تجريم العلاقات الجنسية قبل الزواج وتناول المشروبات الكحولية وإلغاء الشروط المخففة للعقوبة عند نظر قضايا القتل بدافع الشرف.

واستحدثت الإمارات أيضا تأشيرات طويلة الأجل كوسيلة لجذب أصحاب المواهب والاحتفاظ بهم وتشجيع المزيد من الأعمال على بدء نشاطها.

3