قارئ قرآن يعتذر عن تشييع لقمان سليم تحت ضغط حزب الله

مغردون يربطون اعتذار الشيخ بضغوط قد يكون تلقاها من حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز التي كان سليم من أشد المنتقدين لها.
السبت 2021/02/13
الخوف لا يزال معششا

بيروت – أثار مقطع فيديو لاعتذار الشيخ الذي تلا القرآن الكريم أثناء تشييع جنازة الناشط اللبناني لقمان سليم الخميس عن “فعلته”، استياء واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد أسبوع من العثور عليه مقتولا بالرصاص في جنوب البلاد، نظمت عائلة لقمان سليم مراسم تكريم لفقيدها في حديقة دارتها في منطقة حارة حريك، حيث أقامت له نصبا تذكاريا. وحضر المراسم التي تخللتها تلاوة صلوات من رجال دين مسلمين ومسيحيين، عدد من الدبلوماسيين الغربيين والأصدقاء وفي غياب تمثيل رسمي لبناني.

ولقمان سليم (58 عاما) ناشط بارز وأحد المعارضين لحزب الله الموالي لإيران، الذي يتمتع بسطوة ونفوذ كبيرين جنوبي لبنان.

وشهدت علاقة سليم بحزب الله توترا كبيرا حتى أنه أصدر بيانا في 14 ديسمبر 2019، حمّل فيه مسؤولية تعرضه لأي اعتداء إلى حزب الله بزعامة حسن نصرالله، وحركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وظهر الشيخ علي خليل، المنتمي إلى كوادر حزب الله، الذي تلا القرآن وشارك في تشييع الناشط، قائلا “بداية أعتذر من كل الأخوة والأخوات إلي شافوني على هذه القنوات التي كان من المفترض ألا أقف عليها، وأقرأ القرآن، وحط حالي بهذا الموضع الذي هو موضع الشبهات”.

وأضاف بقوله “أتمنى من كل إنسان عم يشوفني ويحكي بهاد الموضوع ما عاد يحكي”. وسرد ما جرى معه بأنّ “شيخا يدعى محمد علي العامدي، اتصل به بعدما جاء من الجنوب، وقاله له عندك قراءة قرآن وعندك مجلس عزاء”، وأشار إلى أنه فور وصوله تفاجأ بالكاميرات، إلا أنه لم يكن يعلم من هو المتوفي، حسب كلامه.

وأكد أنه لم يكن يعلم بأنه يقرأ على هذا الشخص (لقمان سليم)، “الذي يعتبر أنه ليس من طريقه ولا من توجهه، ولا حتى من مسيرته، فهو مسيرته وخطه معروف”.

وختم مقطعه المصور بالطلب من الجميع بالتوقف عن انتقاده لأنهم يضعونه في موقف “شبهة”، حيث قال “أنا غلطت، ولكن العفو عند المقدرة، فأنا وقعت في شبهة ولم أكن أعلم عمّن كنت أقرأ”.

وأثار مقطع الاعتذار، الذي تم تداوله على نطاق واسع جدلا واسعا بين اللبنانيين. وربط مغردون اعتذاره بضغوط قد يكون تلقاها من حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز التي كان سليم من أشد المنتقدين لها.

وكتب أحد المغردين:

فيما رفض آخرون، انتقاد شخص فقط لأنه قرأ القرآن على شخص متوفٍ. ورغم ذلك لم تهدأ الحملة ضد خليل ولم يقتنع جمهور الحزب بذلك، وواصلوا الحملة.

وقال مغرد:

وانتقد مغردون الذباب الأصفر لحزب الله الذي يصرّ على فرض تعاليمه على الناس.

وسخرت معلقة

ويؤكد معلقون أن مشهد تشييع لقمان سليم لم يرق إلى حزب الله، لذا اختار أن يمارس أسلوبه في الترهيب.

كتب الصحافي اللبناني علي الرز:

وقال معلقون إن شعار “صفر خوف” الذي أطلقه الراحل لقمان سليم بحاجة إلى مجهود وعمل ووقت أكثر بكثير مما تخيّله. فلا يزال الخوف يعشش في نفوس كثيرة، ولا تزال السطوة قاسية على عدد كبير من اللبنانيين.

وفي كلمة مقتضبة، قالت والدة لقمان سليم الباحثة والصحافية المصرية سلمى مرشاق متوجهة إلى الشباب اللبناني “لا تستخدموا إلا العقل والمنطق، فالسلاح لا يفيد البلد ولم يفدني أنا كأم، لقد ضيّع ابني”.

19