في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ: كنز أحلام الأديب الحائر

بدأت الإثارة في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ هذه الأيام عندما أراد الناشر إبراهيم المعلم صاحب دار الشروق الاحتفال به بطريقته الخاصة من خلال إصدار الجزء الثاني من أحلام فترة النقاهة بعنوان "أحلام فترة النقاهة: الأحلام الأخيرة" وهي الأحلام التي عثرت عليها كريمتاه السيدة أم كلثوم وفاطمة ضمن مجموعة من الأوراق والمسودات الخاصة بوالدهما، وبالفعل دفعتا بها إلى ناشر أعماله إبراهيم المعلّم، الذي أنجزها لتصدر في ذكرى ميلاده الـ104.
بين مرحب ومتحفظ
لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث انقسم الوسط الثقافي بين مُرحب بهذا الكنز الجديد، وآخر يتحفظ على الأحلام ونسبتها إلى محفوظ، بسبب التباين الواضح بين أسلوب محفوظ في الجزء الأخير وما جاء في الجزء الأول حسب رأيهم.
وهو ما عجزت المقدمة التي كتبتها الأستاذة سناء البيسي عن الإجابة عنه، واكتفت بالفرحة والسعادة بالعثور على هذا الكنز هكذا “ما أحلى العودة إليه.
ثم ختمت “كانت "أحلام فترة النقاهة" ومضات إنسانية انشغل بها نجيب محفوظ وصاغها وشذبها على شاشة عقله بريشة وجدانه، ثم حفظها ليمليها كما ارتآها لتتحوّل إلى هذا العمل الإبداعي".
|
وبالمثل جاءت الكلمة التي صدر بها الأحلام إبراهيم المعلِّم، والتي اقتصرت على اكتشاف مسودة الأحلام بعد اتصال ابنتي الكاتب أم كلثوم وفاطمة، وتبليغه بالخبر السعيد “لقد وجدنا أوراقا تشمل مخطوطات لـ"أحلام فترة النقاهة" بخط الحاج صبري، نرجو التأكد أنها لم تُنشر من قبل” ثم اكتفى بقوله "راجعنا الأحلام على كل ما نُشر وتأكّد لنا الخبر السعيد: إن أيّا منها لم يسبق نشره من قبل. دققنا المخطوطة بكل دقة وعناية، مستعينين بالأصفياء والخبراء، وبكلّ من شارك أحيانا في كتابة الأحلام، وذهبنا بصحبتهم إلى الحاج صبري، لنراجع معه ما كتب وليفكّ طلاسم كلمات قليلة استغلق علينا تفسيرها. إن هذه هي المجموعة الباقية، كاملة مكتملة، إلى آخر حلم أملاه محفوظ عليه، وراجعه معه".
استياء وتأكيدات
رغم حالة الاستياء التي سيطرت على الكثير من المثقفين ونفيهم أن هذا العمل ينتمي إلى محفوظ، وهو ما قابله من الطرف الآخر تأكيدات جاءت من أشخاص ارتبطوا بنجيب محفوظ سواء على المستوى الشخصي، كما في حالة ابنته أم كلثوم التي اعترفت في حوار لها أن الأحلام تخصّ والدها.
ومع هذه الأحلام الجديدة التي نشرتها دار الشروق، إلا أن المجموع النهائي للأحلام لا يتجاوز عدد الأحلام التي ذكرها من قبل كاتبه الحاج محمد صبري في حوار أجرته معه زينب عبد الرازق لصالح مجلة نصف الدنيا العدد 684 بعنوان "الحاج صبري كاتم أسرار نجيب محفوظ" فقد صرّح بأن هناك ما يزيد على خمسمئة حلم من الأحلام التي لم تنشر حتى الآن.