فيلم "آدم" يهدي نسرين الراضي جائزتين في مشوارها الفني

الفيلم ينافس ضمن 15 فيلما بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الجونة السينمائي.
الخميس 2019/09/26
عاشقة للأدوار المركبة

الجونة (مصر) – رغم أن الممثلة المغربية نسرين الراضي بدأت مشوارها الاحترافي في العام 2011 وقدّمت العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، إلا أنها تعتبر فيلمها الجديد “آدم” نقطة تحوّل في حياتها، لأنه أهداها أول جائزتين.

وتلعب نسرين الراضي في الفيلم المغربي “آدم”، وهو من إخراج مواطنتها مريم توزاني، دور الفتاة، سامية، حملت خارج إطار الزواج الشرعي، فتضطر لمغادرة بيت العائلة قبل اكتشاف أمرها، وتظل تتجوّل بحثا عن مأوى حتى تضع مولودها وتقودها هذه الرحلة إلى منزل عبلة وطفلتها وردة.

وبمرور الوقت تنشأ علاقة إنسانية بين الثلاث إلى أن يصل المولود المنتظر، حيث ينشأ صراع جديد داخل سامية بين التخلي عن ابنها آدم والحفاظ عليه، في مجتمع ينبذ المولودين خارج إطار الزواج الشرعي.

ونالت الراضي عن هذا الدور جائزة أفضل ممثلة من مهرجان ديربان في جنوب أفريقيا في يوليو الماضي، ثم جائزة تشجيعية من مؤسّسة “إي.دي.إيه” التي أسّسها الممثل الكندي من أصل مصري مينا مسعود، تسلمتها في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي الأسبوع الماضي.

وقالت نسرين الراضي “لي تجارب سابقة مع مخرجين أحترمهم كثيرا في المغرب مثل عبدالسلام الكلاعي وهشام العسري، وكلها تجارب أعطتني الخبرة وتعلمت منها الكثير”.

وأضافت “فيلم (آدم) نقطة تحوّل كبيرة في حياتي، أعطاني أول بطولة في السينما، وهو دور صعب ساعدني على إبراز إمكانياتي التمثيلية ومنحني أول جائزتين في مشواري الفني، والفيلم طرح قضية مسكوتا عنها في المجتمعات العربية وجب نفض الغبار عنها”.

وتابعت قائلة “جئت إلى مهرجان الجونة مع الفيلم للمنافسة بالمسابقة الرسمية ولم أتوقّع أن أتسلم جائزة في أول يوم لي بالمهرجان، كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، وزادت سعادتي بعد أن رأيت ممثلات كبيرات يأتين لتهنئتي، مثل منى زكي”.

الممثلة المغربية نسرين الراضي ترى أن فيلم "آدم" طرح قضية مسكوتا عنها في المجتمعات العربية وجب نفض الغبار عنها

وعن تجسيدها لدور فتاة ريفية تظهر معظم الفيلم وهي حامل قالت نسرين (30 عاما) التي تخرّجت في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، إنها تحب الأدوار الصعبة والمركّبة وتجهّز لكل دور بشكل جيّد.

وقالت “أحب الأدوار المركّبة، وأحرص أن يكون كل دور أقدّمه مختلفا عن سابقه، وقد أعددت لشخصية سامية في الفيلم جيّدا ودرستُ خلفيتها وظروفها ونفسيتها مع المخرجة مريم توزاني حتى أستطيع تجسيدها على أكمل وجه”.

وأضافت “دور الفتاة الحامل في شهورها الأخيرة لم يحدّ من قدرتي على الحركة أو التعبير على الشاشة، ولم أخشَ ظهوري دون مكياج، لأن الشخصية وقضيتها أقوى من كل هذا”.

وتابعت قائلة “بعد عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي بفرنسا وتورونتو في كندا، ثم ترشيحه للأوسكار، أشعر أني حقّقت بالفعل ربع أحلامي بمجال التمثيل، فأنا لديّ أحلام كبيرة”.

وينافس فيلم “آدم” ضمن 15 فيلما بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الجونة السينمائي الذي يختتم الجمعة. وفي شهر نوفمبر المقبل يشارك الفيلم في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

ورشّح المغرب فيلم “آدم” لتمثيله في المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. وعن ذلك قالت مخرجته مريم توزاني “هو اعتراف بجيل جديد من صنّاع السينما في المغرب والمنطقة”.

وأضافت “تشرّفت بترشيح فيلمي لتمثيل المغرب في الأوسكار، أعتقد أن الأمر لا يتعلق بكونه الفيلم الأول لي أو العاشر، لكن بجودة العمل”.

وقالت توزاني “أعرف أن الحمل خارج إطار الزواج مشكلة مزعجة، وهناك لجنة رسمية تشكّلت لانتقاء الفيلم المرشح للأوسكار، ومعنى أن أعضاءها اختاروا هذا الفيلم أن هناك إرادة حقيقة للنقاش وطرح القضية”.

وأضافت “السينما قادرة على تغيير الكثير في المجتمع، وهذا الفيلم لا يتحدّث فقط عن النساء، لكنه يخاطب الإنسانية بشكل عام، فالمولود الذي جاء للدنيا ليس له أي ذنب ويستحق العيش دون تمييز ضده”.

وتابعت قائلة “حتى اسم الفيلم اخترناه (آدم) إشارة إلى المساواة بين جميع البشر، فجميعنا أبناء آدم”.

16