فيسبوك يقيّد نشاط الجيوش الإلكترونية في العراق

بغداد - قال مركز الإعلام الرقمي في العراق إن شركة فيسبوك قررت تقييد المعلنين السياسيين على المنصة في العراق، وعدم الموافقة على أي إعلان سياسي إلا بعد حصول المُعلن على ترخيص من الشركة لغرض الإعلانات السياسية، وسيدخل القرار حيز التنفيذ في شهر سبتمبر القادم.
وبيّن المركز في بيان أن شركة فيسبوك لن تسمح للإعلانات السياسية إلا إذا كان مصدرها من داخل البلاد لمنع التأثيرات الخارجية على نزاهة الانتخابات في البلاد، كما سيتعين على المعلنين تأكيد هويتهم الرسمية الصادرة من الحكومة العراقية لكي يتم قبول الإعلان. وأكد المركز أن الإعلانات السياسية والمبالغ التي تم إنفاقها ستوثق في مكتبة الإعلانات في فيسبوك كما حصل في باقي الدول التي أجريت فيها الانتخابات، حيث سيتمكن العراقيون من الاطلاع على كل الأموال المنفقة من كل مرشح وحزب على إعلاناته في منصات فيسبوك، وتفاصيل وصول الإعلان والشريحة المستهدفة، وستظهر حتى لو نشرت من صفحات غير الصفحة الرسمية للمرشح أو الحزب.
وتحكم الجيوش الإلكترونية التابعة لجهات سياسية ودينية قبضتها على الترند العراقي. وأكد تقرير أن جزءا كبيرا من نشاطها تنخرط فيه حسابات تُدار من خارج العراق. ويلقى سوق مواقع التواصل الاجتماعي رواجا هائلا في موسم الانتخابات، حيث يدشن يوميا نحو 100 صفحة على فيسبوك وتويتر وتليغرام، تروج لشخصيات وتهاجم آخرين.
وتدار هذه الصفحات في غالبيتها من قبل مكاتب وفرق تابعة لسياسيين وأحزاب كبيرة لأنها تتطلب إنفاقا ماليا وميزانيات خاصة، ومن المستبعد أن تقوم بها جهات مستقلة أو شباب غير مقتدر ماديا، بسبب تنظيمها الواضح وتمويلها الباذخ.
يذكر أنه في الانتخابات التي أجريت عام 2018 كانت مفوضية الانتخابات حددت أن المرشح الواحد ينفق مليون دولار على حملته الانتخابية. وأفاد مركز الإعلام الرقمي قبل شهرين بأنه رصد “حربا” مبكرة بين الساسة في سباق الانتخابات المقبلة. يذكر أن مركز الإعلام الرقمي طالب فيسبوك بإلغاء الإعلانات السياسية التي يتم استثمارها في التسقيط والتشويه السياسي.
الشركة ستضيف ميزة تمكن المستخدمين من إعطائهم سيطرة أكثر على صفحة الإعلانات التي يطلعون عليها على موقع فيسبوك وإنستغرام
وقالت تارا فشباتش، مديرة السياسة العامة لشركة فيسبوك لمنطقة الشرق الأوسط، “نحن نعتقد أنه كلما كان هناك المزيد من الشفافية فإنها ستؤدي إلى المزيد من المحاسبة والمسؤولية لكل من شركة فيسبوك والمروجين للإعلانات”، وأضافت “عملنا للمساعدة في حماية الانتخابات لم يحصل من قبل، ولكن التغييرات الجارية مثل هذه ستستمر بنقلنا إلى الاتجاه الصحيح”.
وبالإضافة إلى إدخال أدوات الشفافية للإعلانات، المتوفرة في 195 بلدا حول العالم، فإن الشركة ستضيف ميزة تمكن المستخدمين من إعطائهم سيطرة أكثر على صفحة الإعلانات التي يطلعون عليها على موقع فيسبوك وإنستغرام.
وقالت شركة فيسبوك “سيتم إعطاء الناس خيار رؤية عدد أقل من الإعلانات الانتخابية والسياسية عبر إيعازات رفض موجودة على صفحاتهم. ولأجل تفعيل موقع صفحة الإعلانات الانتخابية والسياسية بإمكان المستخدمين الضغط على مفتاح ‘خيارات الإعلان’ ومن ثم ‘عناوين الإعلان’، وستظهر أمام المستخدم قائمة عناوين ويمكن الضغط على خيارات أقل”.
وبإمكان المستخدمين أيضا أن يغلقوا صفحة الإعلانات الانتخابية والسياسية الظاهرة بالنسبة للرافضين، وذلك بالضغط على الجانب العلوي من الإعلانات في صفحتهم.
وكانت المفوضية المستقلة العليا للانتخابات في العراق أعلنت في قرار لها عن تاريخ البدء بالحملة الانتخابية للمرشحين بعد المصادقة على أسمائهم، وذلك ابتداء من الثامن من يوليو 2021 وإلى غاية الساعة السادسة من صباح الخميس السابع من شهر أكتوبر المقبل، أي قبل ثـلاثة أيام من مـوعد الانتخابـات.