فيسبوك يغلق مئات الصفحات المضللة في تونس ودول أفريقية

تونس - قرر موقع فيسبوك محو 446 صفحة وإغلاق 96 حسابا لمجموعات تديرها شركة تونسية متخصصة في التسويق الرقمي تابعة لرجل الأعمال الفرنسي التونسي لطفي بالحاج لكونها قامت بالتأثير على الانتخابات عبر نشر أخبار مضللة في دول أفريقية فرنكوفونية.
ولطفي بالحاج المعروف في الأوساط الإعلامية باسم LBH نسبة إلى الحروف الأولى يملك شركة مسجلة في برشلونة اسمها “ديجيتال بيغ براذر” تبين أنها تقود لوبيا إعلاميا منذ عام 2011.
ويُعد بالحاج أحد المقربين من حركة النهضة الإسلامية في تونس وكان قد قاد حملتها الانتخابية خلال انتخابات 2014 افتراضيا، من خلال إنشاء صفحات لتوجيه الرأي العام والتأثير في توجهات الناخبين.
ويعمل بالحاج في عدة مجالات منها استخراج الألماس والذهب في أفريقيا، وهو ابن أخت الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي صديق مقرب من المفكر الإسلامي السويسري طارق رمضان وهو الذي تكفل بمصاريف الدفاع عنه في فضيحة الاغتصاب عام 2015 وكان مدافعا نشطا عنه. ووضع بالحاج كتابا عن الاقتصاد الحلال.
وقال فيسبوك إن صفحات المجموعات أنشأت جمهورا “مضللا” عبر التطرق إلى مواضيع جذابة مثل “السياحة ومقاومة وباء كوفيد – 19” قبل أن تشرع في نشر الدعاية السياسية.
ويؤكد فيسبوك في بيان نشره السبت أن هذه الصفحات التي تستهدف أربعة ملايين ناشط على الإنترنت، قامت بخرق ميثاقه ضد التدخل في الشؤون الداخلية.
فيسبوك يقول إن صفحات المجموعات أنشأت جمهورا "مضللا" عبر التطرق إلى مواضيع جذابة قبل أن تشرع في نشر الدعاية السياسية
وأشار تقرير وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن مركز البحوث الأميركي ”ديجيتال فورنسيك ريزوش لاب“ وهو منبثق عن مركز ”أتلانتيك كاونسل“ الأميركي كان قد نشر نهاية الأسبوع الماضي تحقيقا يبين فيه أن وكالة يو ريبوتيشن التي يديرها لطفي بالحاج قامت بإنشاء صفحات في دول أفريقية على غرار ”مغرب أنفو“ و“غينيا أكتو“ و“ريفو أفريك“ و“الملاحظ التوغولي“ و“ لو مورونيان“، على أساس أنها مواقع إخبارية.
لكن هذه المواقع الزائفة والمحلية لم تكن تشتمل على فريق تحرير مستقل بل كان محتواها يدار من قبل عاملين في ”يو ريبوتشن“ يقومون بنشر أخبار مضللة، وفقا لمركز البحوث الأميركي.
ويعرض محتوى هذه الصفحات استطلاعات زائفة للرأي تدعم رئيس جزر القمر غزالي عثماني والرئيس السابق لساحل العاج هنري كونان بيديه الذي قام بحملته الانتخابية في أكتوبر، وكذلك رجل الإعلام والمرشح الذي خسر الانتخابات الرئاسية التونسية نهاية العام 2019 نبيل القروي، فضلا عن الرئيس التوغولي فور غناسينغبي الذي أعيد انتخابه في فبراير الفائت.
ويبين مركز البحوث أن هذه الصفحات تبدو كما لو أنها تسعى إلى ربح مادي لأنه لا يوجد منحى أيديولوجي للمحتوى وفق قولها.
وتتخذ وكالة يو ريبوتيشن التي يديرها بالحاج من تونس مقرا لها، وتقدم نفسها على أنها متخصصة في ”الذكاء الرقمي“ و“التأثير السيبراني“ وتضم 75 موظفا.
وترتبط الوكالة بعلاقات وثيقة مع وسائل إعلام معروفة. ويقول التحقيق إن الوكالة استدرجت بعض الشخصيات في تونس التي تعرف أغلبها بـ”نظافة اليد” للمشاركة في نشاطاتها.
وكان عدد كبير من الناشطين التونسيين اشتكوا الأسبوع الماضي من إغلاق صفحاتهم على فيسبوك “دون سبب” لكن تأكد أن ذلك كان بسبب تورطهم في نشر مدونات من صفحات على علاقة بوكالة يو ريبوتيشن. ولم يقتصر إغلاق الحسابات على تونسيين فقط، بل طال الأمر عدة صحافيين فرنسيين لديهم علاقات بلطفي بالحاج وتدخلوا في وقت معين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الشأن التونسي.