فيسبوك تحوّل وجهة زبائن عمالقة التسوق الرقمي إلى متاجرها الافتراضية

الشركة تطلق تطبيقا يمنح الشركات المتعثرة فرصة أكبر لبيع منتجاتها.
الخميس 2020/05/21
التسوق من بوابة مختلفة

رجح محللو التسويق الرقمي أن تتسع الضغوط على شركة أمازون للتجارة الإلكترونية بعد أن أعلنت منافستها المحلية فيسبوك عن نيتها اقتحام هذا المجال الواعد عبر إطلاق تطبيق يعطي الشركات المتعثرة فرصة أكبر لتسويق منتجاتها بسبب تراجع مبيعاتها جراء الوباء، ومن المتوقع أن تتبعه سلسلة تطبيقات أخرى في كافة منصاتها عبر الإنترنت.

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - كشف عملاق وادي السليكون فيسبوك عن نيته اقتحام سوق التجارة الإلكترونية بقوة، وهو ما يعني أنه سيحول وجهة زبائن شركة أمازون، أكبر منصة رقمية حول العالم في هذا المضمار.

وتواصلت إدارة موقع فيسبوك الثلاثاء الماضي، مع شركات تعمل في عدة مجالات وتحاول أن تتجاوز الأزمة، التي تسبب بها وباء فايروس كورونا حول العالم وعدم تمكن المستهلكين من التنقل إلى المحلات على عين المكان.

وذكرت صحيفة ذي إكونومي تايمز الأميركية في تقرير نشرته على موقعها أن فيسبوك تعمل على مشروع يمنحها أدوات مجانية لإنشاء متاجرها عبر الإنترنت على منصتها الاجتماعية التي تشمل إنستغرام، أحد أشهر مواقع التواصل الاجتماعي نشاطا في العالم.

وتعرض الميزة الجديدة، التي اختارت لها فيسبوك تحت اسم “متاجر”، قوائم المنتجات في أيقونات تم تحميلها ومخصصة لإظهار الشكل والأسلوب الخاصين بالعلامات التجارية.

وهذا المشروع تم الإعلان عنه من قبل الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ، الذي يأمل أن تساعد هذه الميزة أصحاب الأعمال على العمل خلال أزمة كورونا.

وتحدث زوكربيرغ خلال بث عبر الإنترنت حول المتاجر قائلا “إذا لم تتمكن من فتح متجرك أو مطعمك فعليا، فلا يزال بإمكانك تلقي الطلبات عبر الإنترنت وشحنها إلى الأشخاص”.

ولا تعتبر هذه التجربة هي الأولى بالنسبة للشركة في مجال التجارة الإلكترونية، حيث جذبت الشركات والعملاء لتحويل بعض عمليات البيع والشراء والإعلانات على صفحات مواقعها.

ليلى أمجادي: حلولنا ستساعد على التكيف مع سلوك المستهلك الجديد
ليلى أمجادي: حلولنا ستساعد على التكيف مع سلوك المستهلك الجديد

وتؤكد الشركة العملاقة، التي تتخذ من ولاية كالفيرونيا مقرا لها، أن الأمور أصبحت أسهل اليوم، حيث يستطيع التجار إنشاء متاجرهم على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستغرام كما لو كانوا يصممون واجهة محلاتهم ليعرضوا منتجاتهم.

وقال جورج لي مدير إنتاج في فيسبوك، إنّ “الفكرة كانت في طور الإعداد منذ نصف عام على الأقل”. لكنه لم يكشف بالتدقيق عن قيمة هذا المشروع أو العوائد المتوقعة التي يمكن أن تجنيها الشركة.

وأشار المسؤول في الشركة خلال مؤتمر صحافي حول المشروع الجديد إلى أن تركيز الإدارة الأساسي يكمن في ضمان وجود الشركات الصغيرة والمتوسطة على الإنترنت وبقائها “على قيد الحياة” مع مرورها بهذه الفترة الحرجة.

وتضرر قطاع التجارة بسبب جائحة فايروس كورونا المستجد، الذي أغلق المتاجر حول العالم، وعطّل سلاسل التوريد، وترك أكثر من 36 مليون أميركي عاطلين عن العمل.

وقالت ليلى أمجادي، وهي مديرة خدمة التسوّق في إنستغرام للتسوق “نأمل أن تساعد حلولنا التجارية الشركات على مواصلة أعمالها والازدهار خلال الأشهر القادمة، وأن تتكيف مع سلوك المستهلك الجديد”.

وبالإضافة إلى هذه الخاصيات الجديدة، يمكن للشركات أن تواصل الاستفادة من خدمة شراء مساحات للإعلانات على موقع فيسبوك لتوجيه الزبائن إلى متاجرهم عبر الإنترنت، حيث تكون المبيعات في مواقع الويب خارج الشبكة الاجتماعية.

كما يمكن للتجار في الولايات المتحدة استخدام خدمة موقع فيسبوك لإتمام المعاملات برسوم رمزية.

وقالت إدارة الموقع في منشور لها إن “هذا يعني أنه يمكن لأي بائع، بغض النظر عن حجم مؤسسته أو ميزانيته، إيصال أعماله عبر الإنترنت والتواصل مع عملائه أينما كان وحيثما كان ذلك مناسبا له”.

وسيتم تطرح الخاصيّة خلال الأشهر القليلة المقبلة لنحو 160 مليون شركة تستخدم الشبكة الاجتماعية بالفعل.

ويقول المختصون إن التجارة الإلكترونية باتت تحمل منافع كثيرة مع إمكانيات توفّر ميزات جديدة لكسب المال في المستقبل مع التطوّر التكنولوجي المستمر.

الميزة التي تأتي تحت اسم "متاجر"، تعرض قوائم المنتجات في أيقونات تظهر الشكل والأسلوب لكل علامة تجارية

ويبدو أن خطط فيسبوك لمواجهة نهم وتوسع الشركات المنافسة في سوق التجارة الإلكترونية لن يقتصر على هذا التطبيق فحسب، بل تعمل الشركة على تمديد هذه الخاصية لتشمل تطبيقاتها الأخرى للتواصل وهي واتساب وفيسبوك ماسنجر.

وتكعف الشركة أيضا على تصميم طرق لبيع المنتجات عبر خدمة البث المباشر الشائعة على الشبكة الاجتماعية.

وقالت إن الكثيرين كانوا يستخدمون البث المباشر على تطبيقاتنا لعرض المنتجات لسنوات، من متاجر الأحذية التي تعلن عن أحذية رياضية جديدة إلى المؤثرين الذين يجربون مساحيق التجميل. وأضافت “الآن، نحن نسهّل التسوق المباشر”.

وشهد موقع فيسبوك قفزة في عدد المستخدمين حيث تحول سكان العالم العالقون في منازلهم إلى الشبكة الاجتماعية للبقاء على اتصال مع عائلاتهم وأصدقائهم دون انتهاك القواعد، التي تفرض إبقاء مسافة تفصلهم عن الآخرين للحدّ من احتمال انتشار الفايروس.

وتسببت الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الوباء في تآكل ميزانيات الشركات، التي كانت مخصصة للإعلانات، حيث تعتبر فيسبوك منصة مثالية للشباب حول العالم من من أجل كسب المال، ولذلك فإن الخدمة الجديدة تعتبر حلا فعالا لتقليل الضرر الذي أصاب الأرباح اليومية للشركات.

10