فوز جونسون بالانتخابات: ترقب عربي وترحيب أوروبي وأميركي-إسرائيلي

تأخر التفاعل العربي يشكل مدعاة للتساؤل عن هذا "الارتياح" لنتائج الانتخابات البريطانية.
السبت 2019/12/14
يحتفظ بمكانه في الـ 10 داونينغ ستريت

لندن - تتالت ردود الفعل إزاء الفوز الكاسح الذي حققه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورفاقه في الانتخابات البريطانية المبكرة، وذلك منذ الوهلة الأولى للإعلان عن النتائج الأولية واستطلاعات الرأي التي وضعت تكهنات لهذه النتائج.

ولكن لم يتفاعل القادة العرب مع الانتخابات ونتائجها على الأقل إلى حدود خط هذه الكلمات، وهو ما يشكل مدعاة للتساؤل عن هذا ’’الارتياح’’ لنتائج الانتخابات البريطانية التي ستكون مؤثرة على سياسات لندن خلال العقود القادمة. 

وطيلة تواجد المحافظين في الحكم كانت العلاقات البريطانية العربية علاقات جيدة لاسيما في ما يتعلق بالأمن في الشرق الأوسط حيث يلتقي العرب والبريطانيين في رفض التغلغل الإيراني وامتداد نفوذه في كل من العراق ولبنان. وكذلك تدفع بريطانيا والولايات المتحدة بجنودهما بهدف ردع إيران والرد على ممارساتها التي كان آخرها الاعتداء على ناقلات النفط ومنشأتي النفط التابعتين لشركة أرامكو السعودية.

وكان لفوز العمال أن يغير سياسات المملكة حيال الشرق الأوسط لاسيما أن زعيم العمال جيريمي كوربن الذي تكبد خسارة مدوية معروف بانتصاره للفلسطينيين وعدائه لإسرائيل.

ويعني الفوز المريح الذي حققه المحافظون بعشرات المقاعد الإضافية مقارنة بتلك التي تحصلوا عليها في انتخابات 2017 أنهم سيكونون أصحاب القرار الأول، وهو ما يعني أن السياسة البريطانية ستُصاغ وفق رؤاهم.

دونالد ترامب: لندن وواشنطن ستتمتعان بالحرية في إبرام اتفاق تجاري ضخم
دونالد ترامب: لندن وواشنطن ستتمتعان بالحرية في إبرام اتفاق تجاري ضخم

وفي واشنطن كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول المهنئين لرئيس الوزراء البريطاني على فوزه ’’الكبير’’.

وقال ترامب في تغريدة له على تويتر ”بريطانيا والولايات المتحدة سوف تتمتعان الآن بالحرية في إبرام اتفاق تجاري جديد وضخم بعد إتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهذا الاتفاق يمكن أن يكون أكبر بكثير وأكثر ربحية من أي اتفاق يمكن إبرامه مع الاتحاد الأوروبي”.

وبدورها رحّبت بروكسل بفوز جونسون الذي تزامن مع اجتماع رؤساء الدول الأعضاء وحكوماتها الـ27 لحضور قمة ستستمر يومين.

وقال رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، إنه يتوقع أن يتم تمرير اتفاقية الانسحاب بفضل الأغلبية في البرلمان في غضون أسابيع، مما سيسمح للمملكة المتحدة بالمغادرة بصفقة في غضون 49 يوما.

وهنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء البريطاني على فوزه في الانتخابات، قائلا إنها “لحظة وضوح” لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست”.

وقال ماكرون إن “وقت الوضوح قد آن أوانه، وآمل أن يتم التصديق على اتفاق الانسحاب، الذي تم التوصل إليه في أكتوبر، في أقرب وقت ممكن للخروج في 31 يناير”.

وفي وقت سابق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إنها “ستستمع إلى رئيس الوزراء الجديد على الفور، لكي تطمئن على طبيعة المسار الذي سيتخذه”.

وفي المجر، سارع حزب رئيس الوزراء فيكتور أوربان فيداس الشعبوي إلى تهنئة جونسون.

وعلى عكس المجر لم تبد روسيا تحمسها لفوز جونسون بل أكّد الكرملين، الجمعة، في تعليقه على فوز المحافظين، أن موسكو تشك في إمكانية تحسّن العلاقات مع لندن، بعد الخلافات المتكررة بين الطرفين وبسبب الفضيحة المرتبطة بمحاولة تسميم عميل سابق.

وقال رئيس الوزراء التشيكي، أندريه بابيس، إنه على الرغم من أن الأمر يعدّ مؤسفا بالنسبة إلى أوروبا، إلا أنه يوضح أن بريطانيا ستغادر. ووصف انتصار جونسون بأنه “نصر ساحق لزعيم يتمتع بالكاريزما”.

وكان الزعماء المحافظون والقوميون في أوروبا الشرقية، والراغبون في البقاء مقربين من المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، متحمسين لفوز جونسون. وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس موراويكي إن التغيير أساسي، مضيفا “فاز بوريس جونسون والمحافظون بأغلبية واضحة”.

5