فشل مفاوضات واشنطن ودمشق حول الرهائن

الحكومة السورية تطرح من بين المطالب إخلاء الولايات المتحدة لقاعدة التنف في البادية السورية والقريبة من الحدود العراقية الأردنية.
الخميس 2020/10/22
مصير مجهول

دمشق – أعلنت الإدارة الأميركية فشل المفاوضات مع الحكومة السورية للإفراج عن رهائن أميركيين تعتقد واشنطن أن الأخيرة تحتجزهم.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لن تغير سياستها تجاه سوريا لتأمين الإفراج عن الصحافي أوستن تايس ومحتجزين أميركيين آخرين.

وأضاف بومبيو في مؤتمر صحافي لوزارة الخارجية “نطالب السوريين بالإفراج عن السيد تايس… هم اختاروا ألّا يفعلوا ذلك. سنواصل العمل من أجل إعادة كل أميركي محتجز وليس أوستن فحسب. لن نغير السياسة الأميركية لتحقيق ذلك”.

وسبق أن قام المدير العام للأمن العام اللبناني عباس إبراهيم، قبل أيام، بزيارة إلى الولايات المتحدة لعرض شروط الحكومة السورية للمساعدة في الإفراج عن أوستن و5 أميركيين آخرين.

ومن بين المطالب التي تطرحها الحكومة السورية إخلاء الولايات المتحدة لقاعدة التنف في البادية السورية والقريبة من الحدود العراقية الأردنية. وتشكل هذه القاعدة أهمية استراتيجية بالنسبة للمواجهة التي تخوضها الولايات المتحدة ضد الوجود الإيراني في سوريا ولاسيما في شرق البلاد.

وسبق أن حذر مدير “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، روبرت ساتلوف، في تغريدات على حسابه على تويتر، “من الثمن الذي قد يدفعه البيت الأبيض لتأمين الإفراج عن الرهائن” وقال “احتجزهم خاطفوهم لسنوات وسيرغبون في الحصول على ثمن باهظ … كانسحاب أبنائنا من التنف، وهو الأمر الذي سيكون مصدر سعادة النظام السوري وإيران وذراعها حزب الله”.

وجعل ترامب من ملف الإفراج عن “رهائن” ومواطنين أميركيين “معتقلين” في الخارج إحدى أولوياته على مدار سنوات حكمه الأربع. وسجّل عددا من النقاط في هذا المجال، آخرها إبرام صفقة مع الحوثيين في اليمن في وقت سابق من هذا الشهر تم بمقتضاها الإفراج عن أميركيين محتجزين لدى الجماعة المدعومة من إيران.

وكان ترامب يأمل في حل ملف الصحافي أوستن وسبق أن بعث برسالة إلى الأسد بخصوصه في مارس الماضي، وأوفد مسؤولين إلى دمشق بشأنه في أغسطس، في مسعى لتحقيق إنجاز خارجي جديد قبيل الانتخابات الرئاسية التي لم يعد يفصل عنها سوى أيام قليلة، بيد أن فشله كان متوقعا لاسيما وأن دمشق تراهن على هذه الورقة للمقايضة ولن تتخلى عنها بدون ثمن وازن.

وأوستن تايس (37 عاما) وهو جندي سابق في البحرية الأميركية ومصور صحافي، جرى اعتقاله بحسب بيان لمكتب التحقيقات الفدرالي في 13 أغسطس 2012، عند حاجز خارج العاصمة السورية على إثر إجرائه حوارات مع عناصر من المعارضة السورية في مدينة داريا جنوب دمشق.

ويرفض النظام السوري الإقرار بمسؤوليته عن اختطاف تايس حيث قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في عام 2016، إن “تايس ليس موجودا لدى السلطات السورية، ولا توجد أدنى معلومات تتعلق به”.

وتشكك الولايات المتحدة في الرواية الرسمية السورية بناء على معطيات لديها.

وإلى جانب أوستن تايس، هناك مجد كم ألماز (61 عاما) طبيب نفسي يحمل الجنسيتين السورية والأميركية، كان اعتقل عند حاجز للجيش السوري في فبراير 2017، وهناك أنباء عن 4 آخرين مفقودين لكن لا معلومات بشأنهم.

2