فرنسية تسابق من أجل النساء في رالي داكار السعودية

سعوديات يكتسبن خبرة سياقة الدراجات النارية للمنافسات القادمة.
الاثنين 2021/01/04
حماس النساء في الصحراء

تسعى النساء إلى إثبات ذواتهن سواء في الأعمال الشاقة أو رياضات المغامرة، تلك التي يعتقد الرجال أنها وجدت خصيصا لهم لأنهم أقوياء. ويبرز هنا مثال الدراجة الفرنسية سارا دوغلا التي قدمت إلى رالي جدة لتثبت أن المرأة قادرة على السياقة في الصحراء، ويسعى فريق نسائي سعودي لإثبات أنهن قادرات على خوض منافسات الرالي.

جدة - في سن الثامنة والعشرين، تعتبر الفرنسية سارا جوغلا أصغر متسابقة في فئة الدراجات النارية ضمن سباق رالي دكار الصحراوي بباكورة مشاركتها في هذا السباق التاريخي الذي انطلق رسميا الأحد في السعودية ويستمر حتى الخامس عشر من الشهر الحالي.

وتستضيف السعودية للعام الثاني رالي داكار، الذي يعتبر من أهم السباقات حول العالم وهو من صنف سباق المسافات الطويلة.

وبدأ سباق رالي داكار في عام 1978 وكان ينطلق من باريس حتى مدينة داكار عاصمة السنغال، وللسباق في كل سنة مسار مختلف لكنه كثيراً ما ينتهي في داكار، وفي عام 2008 حين كان يمرّ على الجزائر ثم المغرب، ألغي السباق بسبب التهديدات من قبل بعض الجماعات، ومقتل عدد من السياح الفرنسيين في موريتانيا قبيل انطلاقة نسخة 2008، وتقرر نقله إلى أميركا الجنوبية في عام 2009، وهي المرة الأولى التي يجري فيها السباق خارج أوروبا وأفريقيا.

وقد عبرت جوغلا عن فخرها “بتمثيل جميع النساء هنا في هذه الدولة”، وتابعة موضحة، “لطالما كنت مدافعة عن قضية المرأة في رياضة السيارات، حتى في فرنسا”.

وشهد حفل افتتاح الرالي في جدة السبت، التقديم الرسمي للمركبات المشاركة في الفئات الست للسباق، وهي، السيارات، والدراجات النارية، والدراجات النارية الرباعية، والشاحنات، والمركبات الصحراوية الخفيفة، بالإضافة إلى الفئة الجديدة داكار كلاسيك، التي تنضم لأول مرة إلى رالي داكار، كما تضمن حفل الافتتاح صعود أبرز المتسابقين إلى مسرح الفعالية لعرض مركباتهم وتحية أفراد عائلة داكار.

تنطلق منافسات الرالي من محافظة جدة باتجاه بيشة، في مسارات يملؤها التحدي، عبر العديد من الوديان والمناطق الصخرية الخلابة، بمحافظات ومدن ومناطق المملكة، خلال 12 مرحلة مختلفة يتخللها يوم راحة في مدينة حائل.

 وتؤكد جوغلا على أن هدفها الأبرز في مشاركتها الأولى “هو المرور تحت قوس الوصول الكبير في 15 يناير بجدة، ومحاولة إظهار أنه يمكن للمرأة أن تقود في الصحراء شأنها في ذلك شأن الرجال!”.

وتابعت مازحة “عندما ننظر إلى النتائج، أجد نفسي في المركز الأول بأسفل ورقة النتائج، لكن هذا جيد! أردت قبل كل شيء أن أجد الأحاسيس على دراجتي بعد أسبوع من عدم الحركة قضيتها بين الحجر الصحي والاختبارات الفنية”.

أصغر متسابقة في فئة الدراجات النارية تسعى إلى إظهار أنه يمكن للمرأة أن تقود في الصحراء شأنها في ذلك شأن الرجال

وأضافت “لذا، أشعر بالارتياح لأنني أقود سيارتي على مضامير المملكة العربية السعودية على الرغم من أني غير موافقة على بعض الأمور التي تجري هنا. لطالما دافعت عن قضية المرأة من خلال الرياضة الميكانيكية حتى في فرنسا. قبل بضع سنوات، لم يكن هناك ترتيب للسيدات في بطولة الرمال الفرنسية وكان عليّ الكفاح لكي أكسب هذه القضية”.

واضافت “التواجد هنا في دكار هو الخطوة الأسمى، سأحاول إثبات أنه بالإمكان أن تكوني فتاة وتقودي في الصحراء شأنك في ذلك شأن الرجال!”.

وتابعت “أنا من منطقة ميدوك (شمال بوردو)، وبدأت ركوب الدراجات في الخامسة من عمري بفضل والدي الذي كان يدعم ماديا الدراجين الهواة. شاركت في المسابقات الوطنية على مدى عشر سنوات. كان لدي مشروع شخصي جديد وكنت على وشك وقف ممارسة رياضة الدراجات عندما قابلت رئيس شركة كاي.تي.أم، في ضواحي بوردو الذي منحني الفرصة وعرض عليّ المشاركة في الراليات الصحراوية وهو أمر لم يكن باستطاعتي رفضه”.

وكشفت “أعددت نفسي جسديا في مركز متخصص في بمدينة ليل ثم قمت بالتدريب على دراجات هوائية لكي أكون جاهزة وها أنا أشارك في رالي دكار”. وأضافت “بالنسبة إليّ، هو سباق أسطوري مع مناظر طبيعية لا تصدق ومشاركة أعظم السائقين. أشعر بأنني صغيرة جدا عندما أفكر في الأمر لكنني فخورة جدا لكوني قادرة على التواجد هنا والمشاركة في مثل هذه المغامرة. هدفي هو إنهاء السباق. الجميع يقول إن التواجد في خط البداية هو بالفعل شيء كبير، لكن عدم إكمال السباق سيكون محبطا للغاية بعد كل الجهود التي بذلتها، وبالتالي هدفي هو اجتياز خط النهاية”.

وختمت “اعتقد أن لديّ القدرة على التحمل والقدرات الذهنية وبالتالي أشعر بأن الأمور ستجري كما يجب في هذا الإطار. لكنني أعلم أيضا أنه يتعين عليّ السيطرة على مشاعري كي لا أضيع الكثير من الطاقة”.

على الرغم من ضآلة عددهن قياساً بالرجال، إلا أن السائقات الأوروبيات المشاركات في رالي داكار الصحراوي، الذي انطلق من جدة (الأحد)، قد أكدن أن أملهن كبير في أن يكون حضورهن عاملاً مساعداً في تهيئة السعوديات لارتياد آفاق أرحب في مجالات المشاركة العامة.

يشار إلى أن الرالي سيشهد مشاركة “شيرو” أول فريق نسائي سعودي، الذي أسسته فتاتان سعوديتان، هما دانيا العقيل ومشاعل العبيدان، لكن المشاركة ستكون لمتابعة مجريات السباق عن قرب والتجول مع الفرق المشاركة لتكون بمثابة التدريب والاستعداد للمشاركة في منافسة الدورة القادمة من الرالي.

اسم الفريق “شيرو” اشتق من اللغة الإنجليزية “هي بطلة”، لإلهام أكبر قدر ممكن من النساء السعوديات بخاصة، والخليجيات عموماً، بدخول مجال سباق السيارات والدراجات النارية، ويبدأ الفريق أولى خطواته في البطولة السعودية للراليات الصحراوية العام المقبل، كما سيتوجه الفريق إلى أبوظبي (ديزرت تشالنج)، وذلك للتحضير لداكار.

ووجدت الشابتان الدعم الكامل ليس من المجتمع السعودي فقط، بل من الدول الخليجية المجاورة كذلك، وخاصة من قبل النساء، كما نوهت الفتاتان بالدعم الحكومي المتمثل في وزارة الرياضة والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وأعربتا عن تطلعاتهما إلى إحضار رعاة لتمويل مشروع الفريق لتحقيق أهدافه وخططه.

20