فرنسا فهمت رسالة عدم اهتمام السعودية: العقوبات على المسؤولين اللبنانيين قادمة

دول الاتحاد الأوروبي تتفق على وضع قانون عقوبات للضغط على السلطات في لبنان لتشكيل حكومة لم تُستأنف بعد مساعي تشكيلها، فيما ترسل السعودية إشارات تفيد بعدم الاهتمام بعودة قوية إلى لبنان في ظل سيطرة حزب الله.
الثلاثاء 2021/07/13
جان إيف لودريان: الوقت حان لمعاقبة الزعماء اللبنانيين المعنيين

بيروت – فهمت فرنسا رسالة عدم اهتمام السعودية بالشأن اللبناني. وقال وزير الخارجية جان إيف لو دريان إن “الوقت قد حان لمعاقبة الزعماء اللبنانيين المعنيين”، معلنا عن إجماع أوروبي على إعلان تلك العقوبات قبل نهاية الشهر الجاري.

وأضاف “توصلنا إلى وفاق سياسي من أجل وضع إطار قانوني للعقوبات، قبل نهاية هذا الشهر، أي قبل الذكرى الأولى المأساوية لتفجير ميناء بيروت. هذا الإطار القانوني سيكون أداة للضغط على السلطات اللبنانية من أجل التقدم في اتجاه تشكيل الحكومة لأنها ضرورة ملحة، ولتنفيذ الإصلاحات الضرورية التي ينتظرها لبنان”.

يأتي هذا في الوقت الذي ردت فيه السعودية بطريقتها على الزيارة التي قامت بها السفيرتان الفرنسية والأميركية في لبنان إلى الرياض، وكان الهدف منها إحراجها وإعادتها إلى لبنان. وأشار تحرك السفير السعودي في بيروت وليد بخاري الاثنين إلى أن الموضوع اللبناني تحت رادار المملكة السياسي.

وزارت سفيرة فرنسا آن غريو وسفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا في لبنان الرياض الخميس على خلفية اتفاق ثلاثي بين وزراء خارجية كل من فرنسا لو دريان والولايات المتحدة أنتوني بلينكن والسعودية الأمير فيصل بن فرحان حاولت فيه واشنطن وباريس استعادة بعضٍ مِن حضور الرياض.

لكن تصريحات السفيرتين عند عودتهما وما جاء في اللقاء الذي جمع السفير السعودي وسمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية أوضحا أن السعودية ليست بصدد الاهتمام بعودة قوية إلى لبنان في ظل سيطرة حزب الله على البلاد.

وبدا السفير السعودي غير معني بما يطرحه سياسيون ومحللون من تساؤلات بشأن الفرص التي يمكن أن تتيحها المملكة لمساعدة لبنان سواء في شكل دعم مالي طارئ أو عبر استثمارات، وركز في كلمته على مسألة تهريب المخدرات التي دفعت بلاده إلى وقف استيراد بعض المنتجات اللبنانية.

Thumbnail

وقال بخاري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع جعجع، “نحن نتقاسم مسؤولية مشتركة في مواجهة جريمة دولية عابرة للحدود، وهي منظمة ومخالفة لكل قواعد القانون الدولي؛ لذلك نأمل في هذا الطرح الجاد الذي طرحه جعجع لمناقشة تداعيات القرار المتعلق بتصدير المنتجات الزراعية إلى السعودية، أن نبحث بشكل جاد في إيجاد الحلول”.

وقال إن الحل يتمثل “بتوفر الإجراءات الأمنية المناسبة، والإرادة السياسية الجادة لإيجاد الحل، والقضاء النزيه”.

وسعى جعجع للتهوين من عدم الاهتمام السعودي بلبنان قائلا إن “المملكة عادت خطوة إلى الوراء وأخذت مسافة ملحوظة ولكن ليس لإدارة الظهر للبنانيين كما يعتقد البعض، وهي خير من يعرف الوقائع والحقائق، بل كي تفعّل الزخم وتوسّع الرؤية وتستعد لمؤازرة لبنان مجددا كما درجت على ذلك مرارا”.

ولا تبدي السعودية أيّ تحمّس لمسألة تقديم المساعدات إلى لبنان على خلفية اتهام الرياض للمسؤولين اللبنانيين بتسليم إدارة البلد إلى حزب الله المدعوم من إيران.

وبذلت الرياض كل ما في وسعها على مدى سنوات مضت لدعم لبنان وحث الفرقاء على منع ارتهانه إلى أيّ جهة خارجية، لكن اللبنانيين ظلوا ينظرون إلى المملكة كجهة مهمتها ضخ الأموال وتحريك الاقتصاد والسياحة دون أيّ التزام سياسي تجاهها، وهو خيار لم يعد يتماشى مع سياستها الجديدة.

ولاحظت أوساط لبنانية أن تصريحات جعجع وحرصه على توضيح الموقف السعودي في وجود السفير المعني بالأمر يُظهران أن رئيس القوات يقدم نفسه على أنه من حزام الرياض في لبنان، وهو ما من شأنه أن يستفز رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي لم يعد يحظى باهتمام من الرياض ولم يعد يقدم نفسه كناطق باسمها في لبنان مثلما كان يحدث في السابق.

وقالت هذه الأوساط “من الواضح أن السعوديين لا يتركون أي فرصة تمر دون إرسال إشارات ككل مرة تفيد بأن الحريري لم يعد خيارهم”، مشيرة إلى أن اللامبالاة التي تظهرها السعودية تجاه لبنان تقطع الطريق على أي رهان لدورها في حل أزمة لبنان مثلما هو الحال في مناسبات سابقة كثيرة، وهو ما يزيد من تأزم الوضع في لبنان خاصة مع تلويح أوروبي جديد بعقوبات على المتورطين في عرقلة حكومة الاختصاصيين.

1