فايروس كورونا يربك مشروعات طريق الحرير الصيني

كورونا يتسبب بتوقف مشاريع البنى التحتية الطموحة التي باشرتها الصين في إطار خطة طرق الحرير الجديدة.
السبت 2020/02/29
توقف العمل الى موعد غير محدد

أربك انتشار فايروس كورونا بشكل كبير بوصلة خطط الصين المتعلقة بتنفيذ مشروعات البنية التحتية في آسيا، والتي تندرج ضمن طريق الحرير الجديد بسبب القيود المفروضة من بعض الدول خشية انتشار الوباء، رغم مكابرة بكين بأن هذا المرض ليست له تأثيرات كما يروج لها.

كولومبو - باتت مشاريع البنى التحتية الطموحة التي باشرتها الصين في إطار خطة طرق الحرير الجديدة متوقفة أو متباطئة في جميع أنحاء آسيا في ظل تفشي فايروس كورونا المستجدّ.

ويعطي الشلل الذي أصاب مشروعي جزر اصطناعية في سريلانكا وجسر في بنغلادش مرورا بمشاريع الطاقة الكهرومائية في إندونيسيا لمحة واضحة عن هذا الارتباك.

ويشل وباء الالتهاب الرئوي الاقتصاد الصيني نتيجة عزل عشرات الملايين من السكان، في حين تفرض العشرات من الدول قيودا على الوافدين من الصين.

وكانت لذلك نتائج مباشرة على مشاريع تمولها الصين في آسيا، مع توقف تسليم مواد وكذلك خصوصا بسبب النقص الشديد في اليد العاملة الصينية.

ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية لأمين الغرفة الوطنية للصناعات والبناء في سريلانكا نيسانكا ويجيتارني تأكيده أن مشاريع البنى التحتية في بلاده التي تمولها الصين وتوظف خصوصا عمالا صينيين، تواجه مشكلة الآن.

ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى فرض الحكومة السريلانكية حجرا صحيا لمدة 14 يوما على العمال العائدين من الصين والمعزولين في أماكن إقامتهم.

وبالنتيجة، يتقدم العمل على مشروع جزيرة بورت سيتي الاصطناعية قبالة كولومبو والذي يكلّف تشييده نحو 1.4 مليار دولار بشكل بطيء، حيث أن ثلث العمال الصينيين الذين ذهبوا إلى بلدهم لقضاء عطلة رأس السنة القمرية لم يعودوا بعد.

وتبدو قاعة الطعام الخاصة بهم نصف فارغة، كما أن حالة من الشك تخيم على الموقع ما يعقّد استئناف العمل.

ويقول رئيس العمال الصيني تشيا إن “معظم زملائنا الصينيين يريدون العودة لكن الموظفين المحليين خائفون من فكرة التواجد قربهم”، مضيفا أن “من الصعب معرفة متى ستعود الأمور إلى طبيعتها”.

وتبيع صيدلية قريبة تمائم طبية تقليدية تحتوي على الكركم ودبق الأشجار يقال إنها “تحمي من العدوى”، يقول الصيدلي أنجانا باراميش بسرور، تنتشر هذه التمائم بسرعة بين عمال “موقع بناء صيني”.

مشاريع جزر اصطناعية في سريلانكا وجسر في بنغلادش ومحطات للطاقة الكهرومائية في إندونيسيا أصابها الشلل

ويؤثر كورونا أيضا على افتتاح أكبر برج للاتصالات في جنوب آسيا الذي شيد بتمويل صيني، فقد أرجئ الافتتاح لشهرين.

وتقر الإدارة الصينية المشرفة على الشركات الحكومية بوجود “صعوبات” في تنفيذ المشروعات التي خصصت لها بكين المليارات من الدولار.

ويؤكد الأمين العام لهذه الإدارة بنغ هواغانغ أن بعض المجموعات تعزل “موظفيها لمدة 14 يوما في الصين ثم لمدة 14 يوما في البلد المعني”.

واتخذت بنغلادش تدبيرا أكثر تشددا بوقفها منح تأشيرات دخول للمواطنين الصينيين، وذلك على الرغم من أن 3 آلاف صيني يعملون في مشروع محطة توليد كهرباء تديره شاينا باور كومباني بتمويل صيني يبلغ 2.5 مليار دولار في بايرا في جنوب البلاد.

ويقول المسؤول عن المشروع عبدالملا إن ثلثي العاملين لم يعودوا بعد من عطلتهم في الصين.

ويوضح “نعتزم الانطلاق بأقصى قدراتنا الشهر المقبل، لكن إن لم يعد 300 عامل على الأقل بحلول نهاية فبراير الجاري، فسوف يتأخر إنتاج الكهرباء”.

وبحسب مدير الموقع ديوان عبدالقادر، في موقع بناء جسر بادما الذي يكلف 3.5 مليار دولار وتديره مجموعة تشاينا مايجور رايلواي الحكومية الصينية، لم يعد بعد للعمل أكثر من 980 عاملا صينيا.

وتبرز الصعوبات عينها على جزيرة سومطرة الإندونيسية، حيث علق بناء مركز الطاقة الكهرومائية في باتانغ تورو بسبب النقص في العمال، بعد قرار إندونيسيا وقف الرحلات مع الصين القارية.

وتوقف العمل أيضا في موقع بناء سكة القطار السريع بين جاكرتا وباندونغ الذي يكلف نحو 6 مليارات دولار.

وفي النيبال حيث تمول الصين العشرات من مشاريع البنى التحتية، يظهر بوضوح ثقل غياب العمال الصينيين.

ويشير فيشنو باهادور سينغ من الاتحاد النيبالي للقطاع الكهرومائي إلى أن “المشاريع تأخرت أو تباطأت. جميعهم كانوا عمالا متخصصين ومن الصعب استبدالهم محليا”.

وتأتي هذه الانتكاسات فيما تواجه مشاريع طرق الحرير الجديدة التي أطلقتها الصين في كافة أنحاء العالم، حالات من المعارضة المحلية، خصوصا في سريلانكا وماليزيا وإندونيسيا، حيث تجري إعادة تفاوض على عقود.

وتُتهم بكين خصوصا بأنها تثقل الدول الشريكة بديون هائلة وخارجة عن السيطرة، لكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي يعتبر أن الوباء لن يعطل تلك المشاريع في آسيا، حيث قال إنه “لن يكون هناك من أثر سلبي”.

10