فارسات يقفزن على حواجز العادات والتقاليد في صعيد مصر

التدريب على الفروسية رياضة تكسر حاجز الخوف لدى الفتاة من الحصان، من خلال التقرب منه وترويضه.
الأربعاء 2021/08/04
استعداد للانطلاق

لرياضة الفروسية تاريخ عريق عند العرب وأصبحت تفضلها النساء في أغلب الدول العربية، وفي صعيد مصر تعمل شابات باجتهاد على تعلم هذه الرياضة في محاولة منهن لكسر حواجز العادات والتقاليد التي ترى أن ركوب الخيل يقتصر على الرجال الشجعان.

قنا (مصر) – “في البداية، كان هناك عزوف من قبل الفتيات عن تعلم الفروسية بسبب رفض الأسر فكرة تدريب البنات على ركوب الخيل، لكن سرعان ما بدأ الإقبال والمشاركة عقب نشر صور لتدريبات الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي”، هكذا بدأت المدربة الهولندية تمارا يوهان حديثها لوكالة أنباء (شينخوا) عن أول مدرسة لتعليم الفروسية في الصعيد.

وتعيش تمارا (39 عاما) في محافظة الأقصر، جنوب القاهرة، منذ 10 سنوات لكنها أصبحت تتنقل بين الأقصر وقنا لتعليم الفتيات فنون ركوب الخيل بمدرسة الفروسية التي تم إنشاؤها في نادي قنا الرياضي.

وأوضحت تمارا أن نشر صور لتدريب الفتيات على الفروسية على مواقع التواصل الاجتماعي شجع العديد من الفتيات على الإقبال على هذه الخطوة التي أصبحت مألوفة لديهن، على الرغم من عزوفهن في بادئ الأمر.

وأشارت المدربة إلى أن “المدرسة نجحت في تغيير السلوك الخاطئ تجاه الفتيات (في الصعيد)، والمتمثل في عدم مشاركتهن في أي أنشطة رياضية لاسيما الفروسية، وتغيير ثقافتهن من خلال ممارسة الرياضة وبناء أجسادهن بشكل يحافظ على الصحة البدنية وأيضا النفسية”.

وعن خطوات التدريب على الفروسية، قالت تمارا إنها تبدأ بكسر حاجز الخوف لدى الفتاة من الحصان، من خلال التقرب منه وترويضه، والركوب السليم والجلوس الصحيح على ظهر الحصان، وكيفية النزول من على ظهره دون الوقوع أرضا، مرورا بالجري به والتحكم بلجام الحصان لتوجيهه، انتهاء بقفز الحواجز بالحصان.

Thumbnail

وتابعت أن “كل هذه الخطوات يتم تعليمها تدريجيا وتألفها المتدربة بكثرة التمارين، حيث تتلقى المتدربة 8 حصص شهريا، بواقع حصتين أسبوعيا، وتستغرق الحصة ساعة بقيمة اشتراك 600 جنيه (الدولار يساوي 15.6 جنيه مصري) شهريا”.

وأسس المدرسة الكابتن كريم طلحة، الذي قال إنه يعشق الخيول منذ صغره.

وأردف طلحة “لقد كان حلمي إنشاء مدرسة للفروسية، فقررت اللجوء إلى محافظ قنا للسماح لي بإنشاء المدرسة، ولقي المشروع ترحيبا من قبل المحافظ، الذي شجعني على تنفيذها كفكرة جديدة من نوعها داخل المحافظة، لتوعية وتثقيف الأطفال والفتيات برياضة جديدة”.

وبدأت المدرسة بـ13 حصانا من الأنواع البلدية والعربية والهولندية، حيث يوجد مع كل حصان مدرب خاص، من أجل مراعاة المتدرب وتعليمه أسس ركوب الخيل في أمان.

وأضاف طلحة، أنه يهدف من وراء تأسيس المدرسة إلى نشر رياضة الفروسية وإشراك الفتيات في مثل هذه الرياضة.

Thumbnail

وعبر عن الأمل في أن تنتشر رياضة الفروسية في كل محافظات الصعيد، مع ممارسة الفتيات لها، خاصة أن مدرسته تحقق نجاحا مبهرا.

ويتدرب في المدرسة عدد كبير من الفتيات، اللاتي استطعن مواجهة العادات والتقاليد الصعيدية.

واعتبرت المتدربة مريت أمين عادل (26 عاما) أن “مدرسة تعليم الفروسية فكرة خارج الصندوق”، وقالت “رغم المعوقات كوني فتاة من قنا التي تتشدد في تنفيذ العادات والتقاليد، إلا أنني خضت التجربة”.

ورأت أن “المدرسة، بجانب دورها الرياضي، خطوة نحو تمكين المرأة في قنا والصعيد عموما والقضاء على العادات القديمة”.

وأضافت أن “الأهالي بدأوا يألفون الفكرة، بعد أن شارك عدد ليس بالقليل من الفتيات في التدريبات، وبدأ الجميع يقبل على الفكرة حتى وصل الأمر لاشتراك أطفال صغار للتدريب على الفروسية”.

أما سلمى صلاح (21 عاما)، وهي طالبة بالكلية، فقالت “سمعت عن المدرسة من أصدقائي، وكانت لدي رهبة كبيرة من الذهاب إليها والتعامل مع الخيل، بالإضافة إلى صعوبة إقناع أسرتي بتعلم ركوب الخيل”.

وتابعت “بعد إقناع أسرتي، ذهبت إلى المدرسة ووجدت عالما خاصا ومتعة كبيرة عند التدريب على ركوب الخيول، وأصبح هناك متنفس شيق كان من المستحيل أن أمارسه قبل ذلك”.

Thumbnail
24