فاتن الهوني: الاستثمار في التعليم بليبيا في ذروة الحرب مغامرة إيجابية

طرابلس – أثرت الحرب في ليبيا بشكل كبير على المنظومة التعليمية، واضطر عدد كبير من الأطفال إلى الانقطاع عن الدراسة بسبب تضرر البنية التحتية وتهدم المدارس. وقد دقت منظمات دولية ناقوس الخطر من هذا الوضع، وشجعت على إطلاق المبادرات التي من شأنها أن تساعد على معالجة جروح الحرب.
وكانت هذه الدعوات محفزا لشباب ليبيين لتقديم مبادرات، على غرار المبادرة التي تقدمت بها سيدة الأعمال الشابة فاتن الهوني، التي أنشأت مشروعين في وقت الأزمة في ليبيا وهما روضة حديقة الأطفال وناد للأطفال.
وتحدثت فاتن الهوني عن تجربتها خلال مؤتمر استضافته هولندا جمع بين اللاجئين ورجال الأعمال وخبراء التعليم والقطاع الخاص والحكومات والأوساط الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية من أجل تحسين إمكانات التعليم العالي.
ويركز هذا الحدث السنوي على كيفية إنشاء فرص عمل للطلاب واللاجئين لتحقيق النجاح في خلق مستقبل لأنفسهم وأوطانهم، كما يعزز مبادئ القيادة بين الشباب في الدول الهشة.
وقالت الهوني “على العكس من المتوقع، تسبب الصراع وعواقبه في خلق مساع ريادية. أعتقد أنني يجب أن أكون إيجابية وأن أطور من نفسي”، معتبرة أن الاستثمار في التعليم في ليبيا وهي في ذروة الحرب مغامرة مثمرة لتحقيق ذلك.
وأضافت خلال المؤتمر الذي حمل شعار “وظائف الآن!” أن “الاستثمار في التعليم في السنوات الأولى هو أحد أكثر الاستثمارات إنتاجية”، لافتة إلى “أنه خلال 8 سنوات، تم تخريج حوالي 688 طالبا من مرحلة ما قبل المدرسة، ويتم تعيين حوالي 55 مدرسا جديدا متخرجا”.
وحصلت فاتن الهوني على درجة البكالوريوس في تصميم الغرافيك من جامعة العلوم التطبيقية بالأردن، وقد غيرت مجرى حياتها المهنية عندما أنشأت لأول مرة معهدا تعليميا تحت اسم “كيدز غاردن بري سكون آند داي كير” في سبتمبر 2012، أي بعد عام من الحرب الليبية.
وكان شغفها بالمساعدة في تطوير المجتمع وإعادة بناء البلاد كبيرا، خاصة بعد الدمار المرتبط بأحداث 2011. ومع نجاح المشروع، افتتحت المؤسسة مشروعا جديدا، وهو “كيدز غاردن”، لتوفير خدمة فريدة للأمهات العاملات من خلال الترفيه وتعليم أطفالهن 12 ساعة في اليوم طوال العام.
وكان توظيف الخريجين الجدد كمتدربين أيضا هدفا وضعه المعهد أمامه، من أجل تطوير وتمكين القوى العاملة التعليمية في المجتمع بهدف رفع مستوى التعلم