"فابيان.. قصة رجل أخلاقي" أهم الروايات الألمانية في فترة ما بين الحربين

إريش كستنر يحذر من الهوة التي كانت ألمانيا وأوروبا تقتربان منها.
الاثنين 2024/11/04
النازية أحرقت كتب إريش كستنر

وقف الكثير من الكتاب ضد النازية وضد كل حراك متطرف، واختاروا الاصطفاف إلى جانب ما هو إنساني على حساب أي أيديولوجيا، وعانى هؤلاء الكتاب الأخلاقيون من التهميش والمنع والتضييق، وهو ما يتكرر إلى غاية يومنا هذا مع تغييرات طفيفة، إذ غالبا لا يجد الأخلاقيون النجاح الذي يستحقونه، ولعل رواية "فابيان.. قصة رجل أخلاقي"  أكثر الأعمال الساخرة من هكذا واقع.

يعد الروائي الألماني إريش كستنر (1899 ـ 1974) من أنجح الكتّاب في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية، إذ كان صحافيا تنويريا لامعا، وشاعرا ساخرا تلقى دواوينه إقبالا جماهيريا كبيرا، وروائيا مهما، وكاتب سيناريو بارزا، ومؤلفا لكتب الأطفال واليافعين ذا شهرة عالمية، وكاتبا مسرحيا ذا إسهامات متنوعة.

ويعد وفقا للمترجم سمير جريس في مقدمة ترجمته لرواية “فابيان.. قصة رجل أخلاقي” التي صدرت طبعتها الثالثة أخيرا عن دار المنى السويدية “من القلائل الذين احتلوا مكانة بارزة في الأدب خلال حياتهم، وتمتعوا بالنجاح الجماهيري والتقدير النقدي معا، لكنه لم يكن محل إجماع نقدي. ولعل العبارات التالية التي قالها كستنر عن نفسه، تلخص مذهبه في الكتابة ‘أنا كاتب أخلاقي، عقلاني، وحفيد أصيل لعصر التنوير الألماني، عدو لدود للعمق الزائف الذي لم يفقد بريقه أبدا في بلاد الشعراء والمفكرين، كاتب يقدس المطالب الثلاثة: الصدق في المشاعر، والوضوح في التفكير، والبساطة في التعبير’. وفي مكان آخر قال ‘إنني أكره الأيديولوجيات، أيا كانت. أنا إنسان فردي عن اقتناع’“.

انهيار الأخلاق

"فابيان" من أهم الروايات الألمانية في فترة ما بين الحربين، بكل ما حدث فيها من اضطراب وانهيار واختلال قيم
الحياة الليلة في برلين

بطل رواية “فابيان.. قصة رجل أخلاقي” هو الألماني د. جاكوب فابيان الذي يعمل مؤلفا. تتناول الفصول الأولى من الرواية مواجهته لفجور الحياة الليلية في برلين، حيث يزور بيوت الدعارة وحانات العالم السفلي وأستوديوهات الفنانين. في معظم جولاته، يظل مراقبا منفصلا ويلاحظ بسخرية ما يحيط به. ويشهد مذهب المتعة غير المقيد لمواطني برلين في ما يتعلق بالجنس، والذي يتجاهل أي شكل من أشكال الحب.

في البداية كان فابيان ساخرا ينتظر “انتصار الحشمة” لكن على مدار الرواية يصبح واقعيا. إنه يشعر بخيبة أمل مرارا وتكرارا من قبل الناس، وفي النهاية يعتقد فقط أنه قادر على تحسين نفسه. فيما يعتقد صديقه لابوده، أنه من الممكن تعزيز البشرية أخلاقيا. لكنه يتعرض للخيانة من قبل خطيبته، مما يدفعه إلى الحصول على الراحة بصحبة العديد من النساء.

في أستوديو أحد الفنانين، يلتقي فابيان بالممثلة الشابة كورنيليا باتنبرغ، وتنشأ بينهما علاقة حب. تؤثر عليه تأثيرا كبيرا، مما يجعله يطور طموحه متخليا عن نظرته المتشائمة للعالم. في اليوم التالي للقاء كورنيليا، يفقد فابيان وظيفته. تريد كورنيليا أن تبدأ حياتها السينمائية. لذا تقرر الدخول في علاقة مع مخرج مقابل تعزيز مسيرتها السينمائية، وتحاول إقناع فابيان بأن هذه العلاقة في مصلحتهما. لكنه لا يستطيع قبول هذا الترتيب وينهي العلاقة.

الانتحار المفاجئ للابوده شكل ضربة أخرى له. أطلق لابوده النار على رأسه بسبب الرفض المفترض لأطروحته لنيل درجة الدكتوراه. لم يتم رفض الأطروحة، والرسالة التي تلقاها كانت “مزحة” لعبها المشرف عليه. بعد وفاة لابوده، يغادر فابيان برلين عائدا إلى مدينته الأصلية دريسدن حيث يجد عملا في إحدى الصحف اليمينية. أثناء محاولته إنقاذ صبي قفز من الجسر إلى النهر، يغرق فابيان. يستطيع الصبي السباحة، لكن فابيان لا يستطيع ذلك.

يقول جريس “مثل لابوده في الرواية كان كستنر ينوي أن يعد رسالة دكتوراه عن الأديب لِسنج، لكنه تخلى عن الفكرة بسبب ضائقته المالية، واختار موضوعا آخر، وهو فريدريش الأكبر وعصر التنوير في ألمانيا. وفي عام 1925 حصل على درجة الدكتوراه (مثل بطلي روايته). عمل كستنر بعد ذلك صحافيا في جريدة محلية تصدر في لايبتسغ، لكن الخلافات نشبت بينه وبين رئيس التحرير بسبب انتقاده اللاذع للسياسيين المحليين. أمر المدير بنقله إلى العمل الليلي، ثم فصله بعد أن نشر قصيدة ساخرة باسمه، لكن كستنر استبق الفصل بتقديم استقالته، واتفق مع الصحيفة على العمل مراسلا ثقافيا من برلين. وهكذا انتقل كستنر من لايبتسغ إلى برلين”.

ويلفت إلى أن برلين في عشرينات القرن الماضي كانت إحدى عواصم أوروبا الثقافية؛ ملتقى المثقفين والفنانين، ومقرا لدور النشر والصحف الكبرى، وشركات الإنتاج السينمائي، والمسارح، ومقر الحكومة والبرلمان. تفرغ كستنر للصحافة والأدب والمسرح والسينما، واتخذ من المقاهي مكانا للعمل، فيها كان يكتب، ويجري حوارات، ويستقبل ضيوفه، ويتفاوض حول شروط عقود أعماله.

حاول مرارا جمع أشعاره في ديوان، وبعد مشقة وافق أحد الناشرين الصغار على طبع ديوانه “قلب على خصر” (1927) الذي نجح نجاحا كبيرا، أدهشَ الشاعر والناشر. احتفى النقاد بالصوت الجديد المعبر عن الجيل الجديد، “الجيل الضائع” بعد الحرب العالمية الأولى والكساد الكبير.

تميزت قصائد كستنر بالصور البلاغية الجديدة، والاستخدام الطازج للغة المستمدة من الحياة اليومية، والنبرة الساخرة المتهكمة التي تفضح عجز الإنسان وقلة حيلته. انتمت تلك الأشعار إلى تيار “الموضوعية الجديدة”، الذي يعتبر أبرز مبدعيه. ولعل قصيدته “قصة حب موضوعية” خير مثال لهذا التيار:

بعد أن عرف كل منهما الآخر ثماني سنوات (ويمكن القول إن معرفتهما كانت جيدة)، ضاع حبهما فجأة.

مثلما يضيع من الآخرين عكاّز أو قبعة.

شعرا بالحزن، وخدع كل منهما الآخر متظاهرا بالمرح،

وحاولا أن يتبادلا القبل، وكأن شيئا لم يحدث.

وفي النهاية بكت، في حين كان يقف هو إلى جانبها.

حح

ويضيف جريس “جمع كستنر عددا من قصائده الساخرة في ديوان بعنوان ‘الصيدلية الشعرية المنزلية لصاحبها الدكتور إريش كستنر’، وفيه قسم القصائد حسب الأوجاع، معتبرا أن قصائده هي الدواء الناجع لمن يعاني من الحب أو الهجران أو الوحدة. قصائد هذا الديوان بسيطة، لكنها تقطر سخرية وعذوبة. ورغم النبرة الحزينة المخيمة عليها، إلا أنها تشيع مرحا في النفس، وأحيانا بعض الأمل.. وبعد عامين فاجأ كستنر قراءه وناشريه بقصة لليافعين بعنوان ‘إميل والمخبرون’ كتبها بناء على اقتراح من الناشرة إديت ياكوبسون’.

 نجح “إميل” نجاحا مذهلا لأنه كان كتابا جديدا ذا نبرة جديدة تبتعد عن الوعظ والإرشاد المباشر، ويظهر فيها الأطفال أشخاصا أذكياء، مستقلين، معتمدين على أنفسهم، متعاونين، وعقلانيين متحررين من الخوف. كتب كستنر إلى الأطفال واليافعين وكأنه يكتب للكبار، محترما عقولهم، من دون أن يتخلى عن نبرته التعليمية المرحة. وقد طغت شهرة “إميل” على بقية أعماله السابقة واللاحقة، وحتى اليوم يرتبط اسمه في أذهان الألمان بهذه الرواية “إميل والمخبرون” وغيرها من الروايات الموجهة للأطفال واليافعين.. وقد أثارت رواية “إميل والمخبرون” اهتمام السينما وتحولت إلى فيلم ناجح، رفع مبيعات الرواية الورقية. اكتشف كستنر عالم السينما، أو اكتشفه السينمائيون كاتبا بارعا، فاستعانوا به لكتابة سيناريوهات عدة أفلام. ووسط كل هذه المشاغل الصحفية والسينمائية وجد وقتا لكتابة أولى رواياته التي صدرت عام 1931 “فابيان ـ قصة رجل أخلاقي”.

ويلفت إلى أن كستنر يرسم في “فابيان” صورة ساخرة عن برلين وأخلاقيات سكانها في العشرينات، البطل هنا ليس عاملا بسيطا، بل أكاديمي حاصل على الدكتوراه في الأدب الألماني، يعمل في مجال الدعاية والإعلان، قبل أن يصبح هو أيضا عاطلا عن العمل. يقول كستنر في مقدمة إحدى طبعات الرواية التي صدرت في مطلع الخمسينات إنه أراد بروايته “أن يحذر من الهوة التي كانت ألمانيا وأوروبا تقترب منها”. إن فابيان رواية عن رجل يؤمن بالأخلاق والفضيلة، رجل مستقيم نزيه، لكنه يعيش في زمن اختلت فيه القيم والمعايير. لا يجد عملا، ولا يواكب تطورات الزمن الجديد، لا يسبح مع التيار، ويكتفي من الحياة بموقف المتفرج السلبي الساخر، لأنه فقد الأمل في تغيير البشر أو تغيير “النظام”.

ويؤكد جريس أن “فابيان” تعد من أهم الروايات الألمانية في فترة ما بين الحربين، بكل ما حدث فيها من اضطراب وانهيار واختلال في القيم. كانت الرواية جريئة في بعض مشاهدها، حتى بالقياس إلى ذلك العصر المنفتح إلى أقصى حد؛ عبر العديد من المشاهد في بيوت الدعارة والخمارات صوّر كستنر الانحلال الأخلاقي في الفترة التي واكبت الانهيار الاقتصادي، وأثمرت في النهاية تيارا سياسيا يمينيا متطرفا هو التيار النازي الذي جلب الحرب والدمار والخراب على ألمانيا وأوروبا، بل وعلى العالم كله.

الكتابة والنازية

كستنر يرسم في روايته "فابيان" صورة ساخرة عن برلين وأخلاقيات سكانها في العشرينات من القرن الماضي

يقول جريس “بعد وصول هتلر إلى الحكم في يناير عام 1933 أُحرقت أعمال الكاتب مع كتب المعارضين والمنتقدين للحكم النازي في ألمانيا، وذلك في حريق الكتب المشهور في ساحة الأوبرا، أمام جامعة هومبولت البرلينية. يقول كستنر في كتابه ‘عن حريق الكتب’ إنه كان يقف يوم 10 مايو وسط الجموع الغفيرة في ساحة أوبرا برلين، وشهد بعينيه حرق كتبه. أحس بغضب هائل، لكن ‘قبضته ظلت في جيبه’. بعد ذلك مُنع من الكتابة، وقُبض عليه مرتين، ومع ذلك رفض مغادرة وطنه. ورغم وجود اسمه في القائمة السوداء للكتّاب، لم تكن كتبه ممنوعة من البيع في المكتبات في البداية. لكن ذلك تغير بعد شهور، وحُظر بيع أعمال كل الكتاب المذكورين في القائمة. في حالة كستنر تم استثناء روايته ‘إميل والمخبرون’ من الحظر”.

ويذكر أنه رغم المنع نشر كتابه الثاني لليافعين “حجرة الدراسة الطائرة”. بعد ذلك مُنع من الكتابة والنشر في ألمانيا، فنشر روايته “ثلاثة رجال وسط الثلوج” في سويسرا، ومن هناك تم تصديرها لتباع في المكتبات الألمانية.. ماذا يفعل كستنر إذن بعد أن مُنع من الكتابة والنشر في ألمانيا؟ هل يهاجر، ومن المنفى يواصل الكتابة؟ هل يفعل مثل برتولت برشت، وتوماس مان وابنه كلاوس مان، ومثل الكتّاب اليهود فالتر بنيامين وكورت توخولسكي وشتيفان تسفايغ الذين أنهوا جميعا حياتهم بأيديهم أم يبقى داخل البلد، ويعارض سواء بالكتابة أو بالفعل؟

 أما المصير فهو إما الاعتقال والتعذيب أو السجن سنوات طويلة، أو الاختفاء القسري، أو القتل. هذا الطريق البطولي ليس بمقدور كل البشر. ثم يظل السؤال: هل ستؤثر المقاومة في النظام القائم، أم أنها لن تجلب سوى الموت لصاحبها؟ هذا ما فعله كتّاب طواهم النسيان الآن، مثل دافيد فوغل وإرينه نميروفسكي وآدم كوكهوف. ولقي الثلاثة مصرعهم في المعسكرات النازية. أم يقوم بما سُمي آنذاك بـ”الهجرة الداخلية”، أي أن يبقى ويصمت مرغما، ويكتب أشياء لا تغضب أحدا؟ هذا هو الطريق الذي سلكه كستنر، ربما اعتقادا بأن هذا الجنون لن يستمر طويلا. لكن ماذا يفعل الكاتب إذا استمر الجنون، وإذا دمر البلد، بل والقارة بأكملها؟

 وهناك بالطبع إمكانية أخرى: أن يصبح الكاتب بوقا للنظام، في الغالب بحثا عن منفعة، أو استرزاقا، وأحيانا عن قناعة لتأييده الاتجاهات القومية التوسعية العنصرية للنظام. وهناك أسماء عديدة كتبت روايات وأشعارا تمجد النازية، وترفع هتلر إلى مصاف الأبطال والقديسين، مثل إدفين إريش دفينغر وهانز تسوبرلاين وهاينريش تسركاولن. وبطبيعة الحال لم يعد أحد بعد نهاية الحرب العالمية الثانية يعرف حتى أسماء أولئك الكتاب.

"فابيان" من أهم الروايات الألمانية في فترة ما بين الحربين، بكل ما حدث فيها من اضطراب وانهيار واختلال قيم

ويشير إلى أنه “بكل تأكيد كان بمقدور كاتب ناجح مثل كستنر، تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، أن يلجأ إلى دولة أوروبية أخرى بعيدة عن سطوة النازيين، مثل سويسرا، أو أن يهاجر إلى أميركا مثل برشت أو توماس مان، لكنه بقي في ألمانيا، وكان يحث زملاءه على البقاء أيضا. كان يقول ‘هذا هو واجبنا، وهذا ما ندين به للبلاد ـ علينا أن نواجه هذا النظام’. فيما بعد قال ساخرا من نفسه ‘كنت أنصح الجميع بالبقاء ـ لو كانوا أصغوا إليّ، لقتلوا جميعا!’. وذكر أنه كان يريد أن يكون شاهدا على تلك الفترة، وأن يكتب رواية كبيرة عن النازية ـ لكن تلك الرواية لم يكتب فيها حرفا، لا خلال الحقبة النازية، ولا بعدها، وإن كان كتب مسرحية رمزية عن الطغيان والاستبداد بعنوان ‘مدرسة المستبدين'”. يقول كستنر أيضا إنه لم يرد أن يترك أمه وحدها. وأعتقد أن هذا هو السبب الأهم.

ويبين جريس “يتحدث فابيان في الرواية بحب بالغ عن أمه، يتلقى منها الرسائل، والطرود التي تحتوي على ملابسه بعد غسلها وكيها. من يعرف كستنر، يدرك أنه يتحدث في تلك الفقرات عن نفسه، وعن أمه إيدا كستنر. كانت الرابطة التي جمعت كستنر بأمه من القوة بحيث أنها وقفت عقبة أمام تكوين علاقة سوية مع حبيباته وعشيقاته الكثيرات. كان يحكي لأمه كل شيء، كل صغيرة وكبيرة في حياته، حتى في ما يتعلق بحياته الغرامية والجنسية”.

ويضيف “وقع كستنر في مطلع شبابه في حب فتاة تدعى إلزه يوليوس، وكان ينوي الزواج بها. قالت له إلزه ذات يوم: لماذا تحكي لها أتفه التوافه؟ كان كستنر رجلا لا يستغني عن المرأة، يقيم علاقات عابرة أو طويلة، لكن المهم ألا تعطله تلك العلاقات عن عمله ونجاحه المهني، وعندما تتعقد الأمور بينه وبين حبيبته، كان ينهي العلاقة. ومن عباراته المأثورة في ذلك ‘لست صالحا للعلاقات النسائية المعقدة’. وبقليل من المبالغة من الممكن أن نقول: العشيقة للسرير، بينما الحب الحقيقي هو ما يشعر به تجاه الأم. لذلك لم يتزوج كستنر قط”.

عاش سنوات طويلة، حتى وفاته، مع رفيقته لويزه لوته إندرله، التي كانت بمثابة زوجته غير الرسمية، وفي الوقت نفسه كانت له علاقات غرامية مع عديدات، منهن فريدل زيبرت التي أنجب منها ابنه الوحيد توماس. تأرجح كستنر فترة بين رفيقة عمره وبين أم ابنه، لكنه حسم أمره، وظل يعيش مع رفيقة حياته في ميونخ، ويزور ابنه في برلين. ومن سخرية القدر أن كستنر، كاتب الأطفال واليافعين ذا الشهرة العالمية، لم تكن علاقته جيدة بابنه الوحيد، بل كانت علاقة سطحية تقتصر على الزيارات العابرة والدعم المالي.

12