غوغل يحتفي بالجزائري محمد خدة تلميذ بيكاسو

التشكيلي الجزائري استلهم أعماله من رسامين فرنسيين مثل يوجين ديلاكروا ويوجين فرومنتان وتيودور تشاسريو ونصرالدين دينيه، كما زين برسومه كتبا لأشهر الروائيين.
الأحد 2020/03/15
مرسم محمد خدة في باريس

غوغل يعيد محمد خدة إلى الواجهة بعد ما يقارب ثلاثين سنة من وفاته، احتفالا بذكرى ميلاد فنان تشكيلي جزائري تعلّم في فترة من حياته أسس الحركة التكعيبية على يد الرسام الإسباني بابلو بيكاسو.

الجزائر – احتفل محرك البحث الشهير غوغل بالذكرى التسعين لميلاد الرسام الجزائري محمد خدة الذي ولد في الـ14 من مارس 1930 وتوفي في الـ4 من مايو 1991 تاركا العشرات من اللوحات الفنية أغلبها موجود بالمتحف الوطني للفنون الجميلة بالعاصمة الجزائرية، والمتحف الوطني بوهران، ولدى الاتحاد الوطني للفنون الثقافية، بالإضافة إلى أنه ترك بصمته عبر مجموعة من الرسومات الجدارية منها منحوتته “نصب الشهداء” في مدينة المسيلة.

ويمثل احتفاء محرك البحث الشهير بخدة اعترافا برسام جزائري عصامي كان من أول مؤسسي فن الرسم الجزائري المعاصر، وأحد أعمدة ما يسمى بـ”مدرسة الإشارة”، ومن تلامذة الرسام الإسباني بابلو بيكاسو الذي تعلم عنه أسس الحركة التكعيبية التي برزت في أعماله بعد ذلك.

وقدمت مسيرته الفنية الممتدة على مدى أكثر من أربعة عقود في فيلم وثائقي عرض أواخر عام 2018 على موقع “واي باك مشين”، بالإضافة إلى أن الجزائر أطلقت في عام 2015 جائزة للفنون التشكيلية تحمل اسمه.

ويعتبر محمد خدة أو “المنجم” – كما وصفه الكاتب الجزائري الراحل محمد ديب – من الأسماء الفنية المتميزة، فقد ساهم في الحركة الثقافية طيلة مشاوره الفني بداية بمشاركته في تأسيس الاتحاد الوطني للفن التشكيلي، وبتقلده للعديد من المسؤوليات في وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة وكذا المدرسة العليا للفنون الجميلة. كما أسس رفقة فنانين آخرين مجموعة “أوشام” في السبعينات.

وكان لمحمد خدة تقاليد خاصة في الفن، حيث كان يميل إلى الألوان الترابية، وتفنن في رسم لوحات شملت تطويعه لحروف عربية.

وعن ذلك قال خدة في تصريح صحافي “لم أستعمل الحرف أبدا من أجل الحرف نفسه، فهي حروف ترقص بالألوان فتقول ما لا يقوله نص بنيته من الحروف”.

اضطرّ محمد خدة للعمل طفلا بإحدى المطابع لتأمين قوته وقوت والديه المكفوفين ولم يتلقَّ أيّ تعليم أكاديمي يؤهله لممارسة الفن التشكيلي، كان “عصاميا” اقتحم الميدان بملكته وحسه الفني، علّم نفسه بنفسه واستكشف عالم الفن لوحده.

وبدأ الفنان الجزائري الراحل رسم أولى لوحاته وهو في سن السابعة عشرة ثم اضطر إلى الهجرة صوب فرنسا، وفي باريس التقى شخصيات فنية وثقافية من جنسيات مختلفة، أسهمت في تشكيل رؤيته الفنية، وإثراء تجربته بعناصر جديدة، وأتيح له أن يقيم معرضه الأول في قاعة “الحقائق” بباريس عام 1955.

كما استلهم محمد خدة أعماله من رسامين فرنسيين مثل يوجين ديلاكروا ويوجين فرومنتان وتيودور تشاسريو ونصرالدين دينيه، إلى جانب تأثره بنحاتين مثل أوغست رودان وأنطوان بورديل.

وقام محمد خدة عن طريق رسومه بتزيين كتب لأشهر الكتّاب مثل ديوان “الوردة” لجان سيناك، و”من أجل إغلاق نوافذ الحلم” لرشيد بوجدرة، وكتب للفرنسي جون ميشال والأيرلندي جورج برنارد.

وتولى تجليد مجموعة من الكتب التي تشمل أعمال عمر الخيام وطه حسين وأندريه جيد وأندريه بروتون وجان كوكتو.

وعُرف خدّة بتجربته الطويلة في العمل بمجال الديكور المسرحي مع المخرج عبدالقادر علولة، حيث صمم ديكورات أبرز مسرحياته.

ولمحمد خدة العديد من المقالات والكتابات النقدية والتنظيرية التي كان ينشرها في الصحف والمجلات المتخصصة أو تضمنتها كتبه التي من أهمها كتاب “عناصر من أجل فن جديد” والذي أصدره بالاشتراك مع آنا غريكي، وكتاب “أوراق مبعثرة ومجتمعة” عن منشورات “سناد” الجزائر.

قضى محمد خدة عقدا كاملا في أوروبا قبل أن يعود إلى الجزائر أين حاول تأسيس مجتمع فني للفنانين الشباب الذين يريدون تطوير قدراتهم.

رسم لمحمد خدة يزين واجهة غوغل
رسم لمحمد خدة يزين واجهة غوغل

 

24